عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

عيد القديس انطونيوس

عيد مار انطونيوس _ منشئ طريقة النسك المنفرد

 

الرهبانية هي حياة التبتل والزهد والاعتزال ، نشأت مع المسيحية في مهدها ، فقد وجد منذ صدرها ألوف الرهبان و الراهبات تبتلوا  وتعبدوا ، وكانوا يقيمون في البراري  ، فيذكر العلامة ابن العبري أن الرهبانية عرفت بعد الصعود بمائة سنة .لم تأخذ الرهبانية شكلاً بارزاً إلا في القرن الرابع ، فجذبت في أول عهدها أقوى المسيحيين روحانية وأعمقهم تعبداً ، مما جعلها فيما بعد ( على الرغم من ابتعادها عن العالم وبعدها عن الكنيسة ) أن تتولى الزعامة في الحياة الفكرية المسيحية .
تطورت هذه الحركة حتى غدت قوة هائلة إلى جانب الكنيسة النظامية ، وتفرع موكب المسيحية إلى قوتين ، إحداهما في المدن والحضر تحت زعامة الأساقفة تحيا الحياة المسيحية في الأوساط الوثنية ، وهرعت الأخرى إلى القفار لتحيا حياة الزهد وإذلال النفس ، بالروح عينها التي بذل بها الشهداء حياتهم من أجل السيد المسيح .
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم عن فضيلة التواضع عند الرهبان : ( تعال معي نطوف في البراري والجبال وبطون الأودية ، ونشاهد الذين تخلوا عن الغنى والمراتب العالية والشهوات الزائلة والأموال والأراضي ، ولزموا الأعمال المتعبة والحرف الحقيرة ، هذا يحرث الأرض ويزرع ويحصد ، وذلك يجمع الحطب أو يسف الخوص أو يشتغل بعمل القفف أو يخدم الفقراء .هؤلاء كلهم أعرضوا عن الكبرياء والافتخار وروضوا أنفسهم على التواضع ، فأشرقت على الأرض فضائلهم وجذبوا الناس إلى عمل الخير ) .
فبعض أولئك الرهبان أذلوا أنفسهم أيما إذلال وعاشوا حياة قاسية ، فكان بعضهم لا يأكل إلا مرة واحدة كل خمسة أيام ، و يمتنع البعض الآخر عن شرب الماء إلا نادراً، وعاش آخرون في أماكن ضيقة بحيث لا يمكن مد أرجلهم ، أو فوق الأعمدة كمار سمعان العمودي ، وحرم بعضهم أنفسهم لذة النوم مثل مار برصوم . فلمع منهم معلمون وزعماء روحيون خلد التاريخ أسماءهم لأنهم حولوا المناسك والديارات إلى مدارس زاهرة ، فيها تربى دعاة النصرانية وطبقات الأساقفة ، والقديسون والكتاب الذين حفظوا للعالم كتب العلم والدين وزودوا اتباعهم ومريديهم بأفضل التعاليم عن الحياة  المسيحية .وبثوا روح الحياة والتجديد في البيت والدولة والكنيسة .كان مار أنطونيوس مؤسس الرهبانية الانفرادية أي التعبد في المناسك والصوامع على انفراد فسمي بأبي الرهبان
فمن هو هذا الناسك :
ولد حوالي سنة 251 في بلدة \" قمن \" بصعيد مصر من أسرة عريقة غنية وأبوين صالحين ربياه على مخافة الله،فاقتبس عنهما شيئاً كثيراً من حميد الخصال ، ومات أبواه وهو في العشرين ، فانصرف إلى إدارة أملاكه وبيته والعناية بأخته .
وذات يوم سمع في الكنيسة قول السيد المسيح للشاب الغني: \" إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك واعطِ الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني \" فاتخذ هذا القول لنفسه وأطاع الوصية حرفياً ، فباع أملاكه ووزعها على الفقراء والمحتاجين ، وأودع أخته بيتاً لبعض العذارى الورعات وصرم حبل الدنيا ، منفرداً في البرية عابداً الله قامعاً جسده مروضاً نفسه ، وهناك حاول إبليس إغراءه بمختلف الوسائل ولكن رجل الله غلبه بالصلاة والصبر والرجاء مستعيناً في جهاده بقوة المسيح سيده وربه ، وأفلح في إماتة شهواته وكظم غيظه وقمع جسده ، فلم يقتات إلا يسيراً ، ولم يكن يرتدي إلا المسوح ، ولم يكن يفترش إلا الأرض وحصيراً بالية.
أوى أولاً إلى قبر مهجور ، ثم إلى قلعة متهدمة ، وانتشرت أخبار صلاحه وتقواه ، فهرع إليه الناس في البرية يطلبون البركة والشفاء على يديه ، وسار وراءه خلق كثير أخذوا عنه الطريقة في التعبد والاعتزال ، فكان هو مؤسس الرهبانية الانفرادية أي التعبد في المناسك والصوامع على انفراد .
وخرج القديس أنطونيوس أبو الرهبان مرتين عن عزلته في الصحراء إلى الحضر ، مرة في عام 313 م ليشجع الشهداء ويعزّي المضطهدين في شدة الطاغية مكسيمان ، وقد اشتاق أن يكون هو نفسه شهيداَ ، فكان يظهر في مدينة الاسكندرية علناَ ويتقدم إلى الحاكم ويجادله ويحاوره ، ولكن لأمر ما امتنع الحاكم عن ايذائه ، وعاد القديس إلى صومعته في البرية ، وراح الناس يتقاطرون أفواجاً للتبرك منه وسماع نصائحه ، وإذ خشي أن يشغله هذا عن التعبد ، مضى إلى البرية الداخلية مع قوم أعراب حيث وجد بعد مسيرة ثلاثة أيام عين ماء وقليلاً من القصب وأشجار النخيل ، فأحب الموضع وسكن فيه ، وكان العرب يأتون إليه بالخبز ، وأما وحوش البرية فقد أنست به ولم تؤذِه فاتخذ منها أصدقاء له . والمرة الثانية عام 351 م يوم قدم ليعضد آثناسيوس الرسولي في جهاده ضد الآريوسيين الذين حاولوا إفساد الحق بباطلهم . وكان مار أثناسيوس قد زاره قبل ذلك سنة 333م ومكث عنده فترة من الزمن التماساَ للأمن ، فأخذ عنه ، وكتب سيرته فيما بعد ، فأقبل القوم رجالاً ونساءً على قراءتها بلهفة وشغف ، وشاعت في إيطالية طريقته في التعبّد والنسك فاقتدى بها الغربيون ، وبعد هذا التاريخ بمائة سنة قرأ أغسطينوس هذه السيرة التي كتبها اثناسيوس فقرّبته إلى الله وهدت قلبه إلى.الحق.وانتهت إلى مسامع الملك قسطنطين أخبار هذا القديس في برية مصر ، فكتب إليه يمتدح ورعه ويطلب إليه أن يصلي من أجله ، ففرح زملاؤه برسالة القيصر ، أما هو فلم يحفل بها وقال لهم : هو ذا كتب الله ملك الملوك توصينا كل يوم ونحن لا نأبه لها بل نعرض عنها ، ولكن بعد إلحاح زملائه واقتناعه بأن هذا الملك إنما هو من أنصار الدين وحماة الكنيسة ، ارتضى أن يكتب له رسالة باركه فيها وطلب أن يسود السلام الإمبراطورية والكنيسة .
وبعد عمر طويل شارف على المائة والخمس ، انتقل القديس إلى جوار ربه وذلك في اليوم السابع عشر من شهر كانون الثاني عام 356 م بعد أن انتشر في العالم المسيحي عطر قداسته وتقواه وشاعت عنه الخوارق والمعجزات.وكان قد أوصى بإخفاء جسده في البرية ، وإعطاء عكازه للقديس مقاريوس الذي كان قد زاره وألبسه زي الرهبنة، وفروته للقديس أثناسيوس ، والمنطقة الجلد لتلميذه سرابيون ، ودوّن عنه رهبانه رسائل روحية ونصائح نافعة اعتزت بها الكنيسة والأديرة دهراَ طويلاَ وأخيراً انتقلت الرهبانية من مصر إلى بلدان الشرق الأخرى ، واتخذت مواطنها في سواحل فلسطين الجنوبية وبادية الشام وبرية قورش وجبل الرها والجزيرة وطور عبدين وجبل الموصل وجبل ماردين وضواحي قيصرية قبدوقية وطور سينا . وثم انتقلت الرهبانية من الشرق إلى الغرب .                     

من كتاب \" عِبر في سِير \" 

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com