عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

كلمة صاحب الغبطة البطريرك فؤاد طوال المغبوط

كلمة البطريرك فؤاد الطوال في رحلة الحج العاشرة الى المغطس

 


البطريرك فؤاد الطوال يلقي عظته أثناء الاحتفال
الأخوة الأساقفة الأجلاء،
أيها الأبناء الأحباء،
باسمي وباسم إخوتي الأساقفة والكهنة والفعاليات المدنية والدينية المشاركة بالتحضير والإعداد أتمنى لكم جميعاً، سنة جديدة مباركة، نبتدئها بالصلاة الحارة من أجل السلام في العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط وفي مدينة القدس المباركة وسائر مدن الأرض المقدسة.

 في هذا المكان، نسمع من جديد صوت الأب السماوي يَقول: "هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا" (مر 1: 11). نجتمع في هذا المكان المقدس لنسمع صوت السيد المسيح له المجد، ونتبع خطى القديس يوحنا المعمدان، والنبي ايليا، والقديسين والمؤمنين الذين حجوا إليه من قبلنا على مدى العصور. ولا يسعنا إلا أن نشكر الرب على عشرة أعوام خلت، على أول حج مقدس إلى هذا المكان المقدس المغطس، فكان في العام 2000، عام اليوبيل الكبير، الذي جعل هذا الموقع محجاً للمؤمنين، ومكانا مقدسا لتشييد الكنائس التي ترتفع متناسقة، تدعو المؤمنين إلى الصلاة وتنقية القلوبقبل عقد من الزمان، وبعيد الحج الأول الذي جمع كل المسيحيين، من مختلف الكنائس، بمشاركة أكثر من عشرين ألفا من المؤمنين ، جاء قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، وصلّى هنا، فكانت رحلته الرسولية دعوة وتشجيعاً لحجاج العالم إلى زيارة هذا المكان المقدسوقبل أشهر قليلة، حلّ على الأردن ضيفاً، قداسة البابا بندكتس السادس عشر، وكان لنا الشرف أن نتجول معه في هذا الموقع، برفقة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، والملكة رانيا العبد الله المعظّمين، وافتتحنا اللوحة التذكارية لكنيستي المعمودية، الأولى للاتين بعدما شرعنا ببنائها، والثانية للروم الكاثوليك، ويطيب لنا في هذا المقام، أن نجدّد فخرنا وفرحنا بالصورة الزاهية التي ارتسمت هنا: رأس الكنيسة الكاثوليكية، يرافقه سيد البلاد، يفتتحان كنائس جديدة في موقع هو من أقدس المواقع الأثرية الهامة في العالم أجمع. قال قداسة البابا في تلك المناسبة: "فليذكّركم نهر الأردن على الدوام أنكم غُسلتم بماء المعمودية وأصبحتم أعضاءً حيّة في عائلة يسوع. لقد تحوّلت حياتكم، بفعل الطاعة لكلمته، إلى صورته ومثاله. وإذ تجتهدون لأن تكونوا أمناء لمواعيد معموديتكم، اعلموا أنكم أصبحتم هياكل الروح القدس بفعل عطية الروح القدس".

 أيها الأحباء، تغمرنا الفرحة اليوم، ونحن نشاهد الكنيسة الجديدة ترتفع رويدا رويدا، وهنا لا بدّ من تجديد كلمة شكر وتقدير إلى كل من يُسهم ببنائها وهندستها، إلى الأشخاص المؤمنين الأسخياء الذي قدموا كل غالٍ ورخيص ليروا هذه الكنيسة الجديدة. وأحيّي وأشكرهنا بشكل خاص السيد نديم المعشر وعائلته. وإنني لأوجّه من جديد نداء خاصاً إلى كل مؤمن، والى كل مواطن والى كل أصدقائنا في كل مكان: أن ساهموا معنا بتشييد هذه الكنيسة. إنها بحاجة ماسة إلى سخائكم وعطائكم، لتغطية نفقات البناء والإعداد. والله يكافئكم على كرمكم وعطائكمأرضنا أرض القداسة، وليس غريبا على كنيستنا، كنيسة القدس، أن تُنجبَ قديسين وطوباويين في كل عصر، وفي كل زمان. ففي تشرين الثاني الماضي، سعدنا بتطويب إلام ماري ألفونسين، مؤسسة راهبات الوردية المقدسة بمساندة كاهن البطريركية الأب يوسف طنوس. إنها مثال حي جديد للأمانة لأسرار الكنيسة المقدسة، وبخاصة سر المعمودية: فليذكرنا اليوم نهر الأردن أننا غُسلنا بماء المعمودية وأصبحنا أعضاء في عائلة الكنيسة المدعوّة إلى القداسة في كل حينأنتم رسالتنا يقول القديس بولس، وأنتم ورثة الإيمان عن آبائكم وأجدادكم.

 - لنصلي اليوم، من هذا المكان العامر بالمحبة وبأصداء صلوات المؤمنين ووقع أقدام الأنبياء والقديسين، ولنرفعها صلاة حارة من أجل السينودس الخاص بالكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط والذي دعا إليه قداسة البابا عقب زيارة الحج إلى الأرض المقدسة. وسيكون الاحتفال الختامي لهذا السينود في شهر أكتوبر المقبل.

 - صلوا أيها الأعزاء من أجل نجاح هذا المشروع الذي يوحّد المسيحيين في منطقة الشرق العطشى إلى الطمأنينة والوحدة.

 - صلوا من أجل السلام.

 - صلوا من أجل هذا الوطن الحبيب، من أجل كل بلد عربي مشارك في السينودس. فنحن على كثرتنا جسد واحد، همومنا مشتركة آمالنا مشتركة، ومستقبلنا مشترك.

 - ولنصل من أجل الحوار بين الأديان وبخاصة الحوار الإسلامي المسيحي في بلداننا، ليكون ثمرة للعيش المشترك والتآلف بين السكان. قال قداسته أيضا في هذا المكان: "إن المسيحيين في الشرق الأوسط، المطبوع بآلام مأساوية وسنوات عنف وقضايا بدون حل، مدعوون إلى تقديم إسهامهم المستوحى من مثال يسوع، بالمغفرة والسخاء، من أجل المصالحة والسلام". (قداسة البابا، المغطس 10-5-2009).

 أيها الأخوة الأحباء، جئنا إلى هذا المكان اليوم لنصلي، ولا يسعنا إلى أن نرفع الشكر والتقدير إلى كل القائمين والساهرين على أمن الوطن الأردني والمواطن في هذا البلد. نحيي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، والهيئة الملكية لموقع المغطس برئاسة سمو الأمير غازي بن محمد، ومدير هذا الموقع المهندس ضياء المدني وكل الأجهزة الأمنية والجيش وفرق الكشافة والترتيل الذين عملوا يداً واحدة وفريقا مؤتلفا لإنجاح الاحتفال اليومحفظكم الرب سالمين، وحفظ عائلاتكم وبيوتكم، وحفظ أطفالكم وشبابكم، وحفظ وطننا الحبيب واحة أمن ورخاء واستقرار. وكل عام وأنتم بخير. آمين

 † البطريرك فؤاد الطوال

بطريرك القــدس للآتين

 


 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com