عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E سير قديسين

اقترب ملكوت الله

الاثنين الأوّل من زمن السنة : Mc 1,14-20

تعليق على الإنجيل
الكردينال جوزف راتزنغر (البابا بندكتُس السادس عشر)

"اقترب ملكوت الله"

يجب أن نتساءل عن الرسالة الحقيقيّة للمسيح: ما الذي أعلنه بالتحديد، ما الذي أتى به إلى الناس؟ نذكر أنّ القدّيس مرقس لخّص رسالة المسيح بهذه العبارة: "تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة!"
"
تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله". وراء هذه العبارة، يجب أن نرى كلّ تاريخ إسرائيل، هذا الشعب الصغير، الدمية بأيدي قوى الأرض العظمى. فقد كابد ورزح على مرّ السنين تحت نير الأمبراطوريّات التي تعاقبت في هذه المرحلة من التاريخ؛ كان يعي جيّدًا إلى أي مدى يعجز أيّ سلطان بشري، بما فيه سلطانه، عن جلب الخلاص؛ كان يعي جيّدًا أنّ كلّ حكم بشري يعمل من منطلق بشريّ، أي بشكل غالبًا ما يكون سيّئًا وقابلاً للنقاش. في خضمّ هذا التاريخ المحفوف بالخيبات والخضوع والظلم، كان إسرائيل توّاقًا إلى ملكوت حيث لا يكون الملك إنسانًا، بل الله بذاته، السيّد الحقيقي للعالم وللتاريخ. إنّ حكمه وحده، هو الحقّ والعدل، قادر على تأمين الخلاص والحقّ للناس. وها هو المسيح يردّ على هذا الانتظار الدنيويّ، مُعلنًا: تمّ الزمان، حلّ ملكوت الله...
  
ملاحظًا بسرعة الهوّة بين هذا الإنتظار وتحقيقه، انكبّ اللاهوت المسيحي، على مرّ السّنين، على تحويل ملكوت الله إلى ملكوت السموات في الحياة الأبديّة. فقد تحوّل خلاص البشر إلى خلاص النفوس الذي سيتحقّق أيضًا في الأبديّة، بعد الموت. لكن ليس هذا هو الجواب. لأنّ عظمة رسالة المسيح تكمن تحديدًا في أنّه لم يتكلّم عن الأرواح والحياة الأبديّة فحسب، بل توجّه إلى الإنسان بكلّيّته، بجسده وبانخراطه في التاريخ وفي المجتمع البشريّ، ووعد الإنسان من لحم ودم الذي يعيش بين أناس آخرين في هذا التاريخ نفسه بالملكوت السماوي.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com