عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

ياتي من هو اقوى مني

عيد الدنح المجيد : Lc 3,15-22

تعليق على الإنجيل
القدّيس مَكسيمُس الطورينيّ (؟ - حوالى 420)، أسقف
العظة 88

"يأتي مَن هو أقوى منّي"

عندما كان يوحنّا يتكلّم في أيّامه مُعلنًا الربّ، لم يكن يتوجّه بكلامه الى الفرّيسيّين فقط بقوله: "أعدّوا طريق الربّ واجعلوا سُبُله قويمة" (متى3: 3). فهو لا يزال اليوم يصرخ فينا، يهزّ دويّ صوته صحراء خطايانا. حتّى وفيما هو تلفّه غفوة الإستشهاد ما زال صوته مدوّيًا اليوم فينا قائلا: "أعدّوا طريق الربّ واجعلوا سُبُله قويمة". بذلك أوصى يوحنّا المعمدان بإعداد طريق الربّ. فما هي، يا ترى، الطريق التي أعدّها للمخلّص. من أوّلها إلى آخرها، رسمها ونظّمها بأفضل الوسائل من أجل مجيء المسيح، لأنّه كان في كلّ لحظة، بسيطًا، ومتواضعًا، ومتقشّفًا ونقيًّا. قال الإنجيلي واصفًا فضائله كلّها: "وكان على يوحنّا هذا لباس من وبر الإبل، وحول وسطه زنّار من جلد. وكان طعامه الجراد والعسل البري" (متى3: 4). أي علامة للتواضع لدى نبيّ أكبر من احتقار الملابس الناعمة لإرتداء الوبر الخشن؟ أي علامة للإيمان أعمق من أن يكون المرء دائم الجهوزيّة للخدمة، وزنّاره حول وسطه؟ هل هناك علامة عن العفّة أكثر إشعاعًا من التخلّي عن ملذّات الحياة ليكون الطعام جرادًا وعسلاً بريًّا؟
كلّ تصرّفات النبيّ تلك كانت برأيي نبويّة بحدّ ذاتها. عندما يرتدي رسول المسيح ملابس خشنة من وبر الإبل، ألا يعني هذا ببساطة أنّ المسيح بمجيئه، سوف يلبس جسدنا البشري، بنسيجه القاسي والخشن من جرّاء خطايا هذا الجسد بالذات؟ إنّ حزام الجلد يعني أنّ جسدنا الضعيف، المائل قبل مجيء المسيح نحو الرذيلة، سوف يقوده هو نحو الفضيلة.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com