كنيسة مار الياس للروم الملكيين الكاثوليك _ حيفا

حيفا في 1/1/2010

بارِكْ إكليلَ عامِ جودِكَ يا ربّ

أبنائي المحبوبون بالرّبِّ يسوع المسيح

تحيَّة طيِّبة وعَطِرَة وبعد ...

      في هذا الوقتِ من كلِّ عامٍّ نُودِّعُ عامًّا قديمًا ونستقبلُ عامًّا جديدًا متمنّينَ وآملينَ أن يكونَ عامًّا مليئًا بالثمارِ الجيّدة أعني بها المحبّة، السّلام، الأُلفة والعائلة المتكاتفة والمترابطة. إنّ إطلالةَ العامّ الجديد هي إطلالةٌ مُشرِقةٌ على عامٍّ عِشناه وأصبحَ في حكمِ الماضي والنظر الثاقب إلى عامٍّ جديدٍ يحملُ معه تحقيقًا لأحلامِنا المنشودة. فيجبُ أن يكونَ هذا الوقتُ الحالي مدعاةً للتفكُّرِ والتأمُّل وتقييمِ الذات لنستطيعَ أن نستخلصَ العِبَرَ لعيشِ حاضرٍ أكثرَ رونقًا ومستقبلاً أكثرَ إشراقًا. إنّه زمنُ صلاةٍ ووقفةٍ بين الإنسان وذاتِه؛ إنّه زمنُ إعادةِ قراءةِ الأحداث التي حدثت معنا على مدارِ عامٍّ بأكملِه وإعادةِ ترتيبِها وتنظيمِها لتأتي بالثمارِ المرجوة. على مثالِ الشركات التي تقومُ بجردِ حساباتِها آخر السنة قبل البدء بالسنة الجديدة، على الإنسانِ أن يقومَ بجردِ حساباتِه الشخصيّة التي قامَ بها خلال السنة وأخذِ المقاصد لأن تكونَ السنةُ المقبلة سنةً مليئةً بالمثابرة والجهد والاستمراريّة. فمديرُ الشركةِ يَطلبُ من مديرِ حساباتِ الشركة أن يُعطيه كشفًا تفصيليًّا لحسابات الشركة الداخل والخارج ليعرفَ مديرُ الشركة أين تَقِفُ شركتَه. فإنْ كانت الشركةُ في حالة خسارةٍ أو ربحٍ وَجَبَ على الشركة أن تعملَ جاهدةً لجعلِ الخسارة في العامّ المقبل رِبحًا، والربح أكثر ربحًا. هكذا على الإنسان الواعي والناضج والحكيم أن يعملَ جاهدًا وبكلّ قواه على تحسين نمطِ حياتِه وبخاصّةٍ اتّخاذ القرار في العودة إلى الله عبر الحياة الروحيّة للكنيسة والرعيّة. هذه النقلةُ النوعيّة في نمطِ الحياة تتطلّبُ منّا قرارًا ثابتًا وراسخًا بأن نخلعَ الإنسان القديمَ مع أعماله ونلبسَ الإنسانَ الجديد الذي على صورة المسيح. وهنا تجدرُ بيَ الإشارةُ إلى موضوعٍ هامٍّ ألا وهو العائلة. إنّها باكورةُ اهتمامِنا الرعويّ إيمانًا منّا بأنّ العائلةَ هي الكنيسة المصغَّرة التي يجب أن تُبنَى في كلِّ بيتٍ من بيوتِ أبنائنا. أُناشدُكم باسمِ ربِّنا يسوع المسيح أن لا تُغيِّبوا مخلِّصَنا وفاديَنا عن بيوتكم. أدعوكم إلى الصلاةِ مع أولادِكم قبل خلودِهم إلى النوم مرةً "أبانا" ومرةً "السّلام" والتي لا تأخذُ منّا سوى القليل القليل من وقتِنا الكثير الضّائع إمّا على مشاهدة التلفاز وإمّا على الإنترنت. أُوجِّهُ دعوةً حارةً لأبنائنا بالمجيء إلى الكنيسة للاشتراك في احتفالاتها وبخاصّةٍ القدّاس الإلهيّ أيام الآحاد والأعياد وهي دعوةٌ إلى الالتزام والانتماء إلى الرعيّة عائلتكم الكبرى التي تُحبّكم وتفرحُ بوجودِكم بين ربوعها. الكنيسةُ أُمُّكم والرعيّةُ عائلتُكم الكبرى "فما أجملَ وما ألذ أن يجتمعَ الإخوةُ معًا، ففي هذا وَعَدَ الرَّبُّ بالبركةِ والحياةِ إلى الأبد".طلبُ من الله تعالى أن يوفِّقَكم في كلِّ أعمالِكم الصالحة وأن يُنجِّحَ عملَ أيديكم وأن يُعطيَكم بدل الواحد ثلاثين وستين ومئة وأن يجعلَ نصيبَكم مع ملائكته القدّيسين وأن يَهبَكم الصحةَ والعافية والعمر المديد لكم ولعائلاتِكم. إنّي، إذ أختمُ معايدتي هذه، أستودعُكم نعمةَ وبركةَ الثالوث الأقدس المخلِّصة † الآب والابن والروح القدس. آمين

مع الاحترام اللائق

الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى

الرئيس الروحي