عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

سر القربان المقدس

سر القربان المقدس والمدخل إلى طقس القداس الإلهي حسب عقيدة كنيسة أنطاكية السريانية الأرثوذكسية وطقسها البيعي المقدس

الحلقة السابعة
إن كلمة خبز تعني في الكتاب المقدس الخبز المختمر، أما الخبز غير المختمر فيدعى فطيراً (لا 2: 4 ـ 11) والإنجيل المقدس يذكر أن الرب أخذ خبزاً لا فطيراً (مت 26: 26) و(مر 14: 22) و(لو 22: 19) و(1كو 11: 23) مما يؤيد أن ذلك الخبز كان مختمراً. ويجب أن تكون الخمرة جيدة معصورة من العنب ونقية وخالية من أي مادة غريبة، وسمح في بعض الأماكن أن يقدم شراب العنب الطازج في عيد بركة العذراء على الكرمة الذي يعرف الآن بعيد انتقال السيدة العذراء إلى السماء الواقع في الخامس عشر من شهر آب. وهذه العادة مكانية وخاصة وشاذة، والشاذ عادة هوالخروج على القاعدة المألوفة. وبما أن القداس هو ذبيحة المسيحيين المؤمنين لذلك كانوا في القرون الأولى للميلاد يجلبون الخبز والخمر من دورهم ويسلّمونها إلى الشماس الذي بدوره يقدّمها للكاهن الذي يختار منها ما لزم لتقدمة الذبيحة ويحفظ ما بقي منها لمعيشته ومعيشة الفقراء وخدمة الكنيسة طبقاً لقول الكتاب: «ألستم تعلمون أن الذين يعملون في الأشياء المقدسة من الهيكل يأكلون. الذين يلازمون المذبح يشاركون المذبح» (1كو 9: 13) لكن هذه العادة ألغيت مع الأيام فاعتاض المؤمنون عن تقدمة خيراتهم تقدمة «حسنة القداس» وأخذ الكاهن يعد هو نفسه مواد القربان أو يقوم بذلك الشماس خادم الكنيسة الذي يدعى أيضاً (الساعور) أو القندلفت. وأثناء ذلك يتلو المزامير والدعاء لحفظ الشعب وتوفيقه وتعويضه عن تقدماته للرب وكنيسته.ويقدم الشماس إلى الكاهن الخبز الذي قد عمل على شكل البرشانات كما يقدّم الخمر إلى الكاهن لينتقي من البرشانات التي خبزت جيداً ويتأكّد من أن الخمرة ممتازة وصالحة أن تقدّم للرب ويختار من الخبز ما كان قد خبز جيداً وينتقي عادة برشانة واحدة أو اثنتين أو ثلاثاً أو خمساً وهكذا يجب أن يكون العدد شفعاً. ويقدّس الكاهن جميعها، ويختار منها واحدة فقط التي سيقصيها، أي يكسّرها بعدئذ ويضعها الآن بين أصابع يديه ويرفعها قليلاً كأنه يقدمها للرب وهو يقول: «كحمل سيق إلى الذبح وكنعجة أمام الجزار كان صامتا. ولم يفتح فاه بتواضعه...» ثم يضعها في الصينية وهو يقول: « يا بكر الآب السماوي تقبّل من يدي عبدك الضئيل والخاطئ قرصة الخبز هذه» ثم يضعها على الصينية.ثم يمزج الخمر بماء وتكون كمية الماء بقدر ثلث كمية الخمر ولا تغمر الكأس إلى فمها لئلا تهرق وأثناء ذلك يقول: «وحّد أيها الرب الإله هذا الماء مع هذا الخمر». ثم يسكب الخمر الممزوج بالماء في الكأس وهو يقول: «عندما صُلب ربنا يسوع المسيح في أورشليم بين لصين طعن بحربة في جنبه فجرى منه دم وماء لمغفرة العالم بأسره، ومن رأى شهد وشهادته حق».ثم يغطي الكاهن الكأس والصينية بغطاءين صغيرين ويضع أمامه الكأس شرقاً والصينية غرباً وينزل من على درجة المذبح ويتلو (الحوساي) أي بعض الصلوات للتوبة وطلب المغفرة.
إن خدمة تهيئة الخبز والخمر وتقديمهما على مذبح الرب تدعى تقدمة ملكيصادق ملك شاليم التي كانت في العهد القديم تختلف عن تقدمات بقية الآباء الأولين الذين كانت قرابينهم دموية، أما ملكيصادق فقد كانت تقدمته غير دموية فكان يقدّم الخبز والخمر رمزاً للذبيحة غير الدموية التي رسمها الرب يسوع لكنيسته المقدسة. كما أن ملكيصادق نفسه كان يرمز إلى المسيح وبهذا الصدد يقول الرسول بولس: «لأن ملكي صادق هذا ملك ساليم كاهن اللّه العلي الذي استقبل ابراهيم راجعاً من كسرة الملوك وباركه، الذي قسم له ابراهيم عُشراً من كل شيء، المُتَرْجَم أولاً ملك البرّ ثم أيضاً ملك ساليم أي ملك السلام. بلا أب بلا أم بلا نسب لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة بل هو مشبَّه بابن اللّه، هذا يبقى كاهناً ألى الأبد... فلو كان بالكهنوت اللاوي كمال إذ الشعب أخذ الناموس عليه ماذا كانت الحاجة بعد إلى أن يقوم كاهن آخر على رتبة ملكي صادق ولا يقال على رتبة هرون» (عب 7: 1 ـ 3 و11) ويقول الرسول بولس أيضاً عن الرب يسوع المسيح: «أقسم الرب ولن يندم أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق» (عب 7: 21). ويختم الكاهن الخدمة الأولى بقوله: «أيها المسيح الذي قبل قربان ملكيصادق الحبر الأعظم استجب يا ربي صلاة عبدك واغفر ذنوب رعيتك...». ثم يبدأ الكاهن بالخدمة الثانية من الرتبة الاستعدادية وتشمل ارتداء الحلة الكهنوتية وتلاوة صلاة التدبير الإلهي بالجسد ورتبة البخور، قائلاً سراً: «أهلنا أيها الرب الإله أن ندخل إلى قدس أقداسك السامي الرفيع بقلوب نقية» ويتلو صلاة مبتدئاً بالتمجيد قائلاً: «المجد للآب والابن والروح القدس، اللهم أهّلنا...» ثم ينزل من درجة المذبح ويذهب إلى أحد جانبي الهيكل أو المكان المخصص للكهنة حيث يلبسون ثيابهم الكهنوتية التي تليق بمن يتقرّب من اللّه. أما البطريرك والمطران فيلبسان الثياب الكهنوتية أمام المذبح. ثم ينزع الكاهن عنه الجبة قائلاً: «اللهمّ اخلع عني...» ثم يلبس الحلة الكهنوتية الخاصة بتقديم الذبيحة الإلهية. وكان اللّه في العهد القديم قد أمر موسى قائلاً: «واصنع ثياباً مقدسة لهرون أخيك للمجد والبهاء»(خر 28: 2) ويرسم الكاهن السرياني الأرثوذكسي على كل قطعة من الحلة الكهنوتية علامة الصليب مرة أو أكثر كما يفرضه الطقس، ويتلو بعض الأدعية المقتبسة من سفر المزامير، فيرسم على القميص علامة الصليب ثلاث مرات ويلبسه قائلاً: «أللهمّ ألبسني...» ثم يرسم على الهمنيخ علامة الصليب المقدس مرتين وهو يقول: «تمنطقني قوة...» (مز 18: 39) ثم يرسم على الزنار علامة الصليب مرة واحدة وهو يقول: «تقلّد سيفاً» (مز 45: 3) ثم يرسم علامة الصليب مرتين على الزند الذي يلبسه بيده اليسرى وهو يقول: «سلاح البر...» وعندما يلبسه يقول: «علّم يدي...» (مز 18: 34) ثم يرسم علامة الصليب مرة واحدة على الزند الذي يلبسه بيده اليمنى وهو يقول: «سلاح البر...» وعندما يلبسه يقول: «يمينك تعضدني...» (مز 18: 35) ثم يرسم علامة الصليب ثلاث مرات على البدلة ويلبسها وهو يتلو: «البس كهنتك خلاصاً...» (مز 132: 9) إذا كان البطريرك حاضراً فهو يبارك بدلة الكاهن والمطران وإذا لم يكن البطريرك حاضراً، والمطران حاضر فهو يبارك بدلة الكاهن. والمطران يلبس علاوة على الثياب التي يلبسها الكاهن، المصنفة على رأسه، والهرار الكبير فوق البدلة. أما البطريرك فعلاوة على كل ذلك يتقلّد الترس الذي يعلقه في الجانب الأيمن من الزنار وهو علامة الرئاسة العليا لدينا.ثم يغسل الكاهن يديه وينشّفهما ويجثو أمام المذبح تالياً سراً صلاة للتوبة تبدأ بعبارة: «اللهمّ يا ضابط الكل» ثم ينتصب واقفاً ويرتقي درجة المذبح مقبلاً إياه من الوسط فالجانب الأيسر ثم الجانب الأيمن ويقول: «الرب قد ملك...» (مز 93: 1) ويرفع غطاءي الصينية والكأس ويضع غطاء الصينية عن يمينه وغطاء الكأس عن يساره ويأخذ الصينية بيده اليمنى والكأس بيده اليسرى جاعلاً يمينه فوق شماله على شبه صليب، ويتلو صلاة «تدبير الرب يسوع بالجسد» بدءاً من إرسال الملاك جبرائيل من السماء لتبشير العذراء مريم بالحبل الإلهي ومروراً بميلاده بالجسد وعماده وآلامه وموته ودفنه وقيامته وصعوده إلى السماء وجلوسه عن يمين اللّه الآب. ويكمل الكاهن هذه الصلاة قائلاً:

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com