عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

فلنتبع المجوس

سجود المجوس : Mt 2,1-12

تعليق على الإنجيل
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 - 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة وملفان الكنيسة
عظات عن إنجيل القدّيس متّى

فلنتبع المجوس

لنقف، على مثال المجوس. لندَعنَّ العالم كلّه يرتبك؛ أمّا نحن، فلنسرع إلى مسكن الطفل. ولو حاول الملوك أو الشعوب، أو قساة القلوب الظالمون جاهدين لإقفال الطريق في وجهنا، فيجب ألا نهتمّ، وألاّ نثبط من عزيمتنا في المسير. لنبعد كلّ اللآلام التي تهدّدنا. فلو لم يرَ المجوس الطفل، لما كان بإمكانهم التخلّص من الخطر الذي كان يتعقّبهم من قِبَل الملك هيرودُس. وقبل أن ينالوا غبطة تأمّله، كانوا مُحاصرين بالخوف، ومحاطين بالخطر وغارقين بالإرتباك: أمّا بعد سجودهم وعبادتهم له، ولج الهدوء والأمان إلى أرواحهم...
اتركوا إذاً هنا، أنتم أيضًا، مدينتكم غير المنظّمة، والطاغية المتعطّش إلى الدم، وكلّ غنى هذا العالم، وتعالوا إلى بيت لحم، بيت الخبز الروحي. إن كنتم رعاة، تعالوا فقط وستعاينون الطفل في الإسطبل. إن كنتم ملوكًا ولم تأتوا البتّة، فإنّ الأرجوان الذي تلبسونه لن يخدمكم أبدًا. إن كنتم مجوسًا، هذا ليس مانعاً، شريطة أن تأتوا مظهرين احترامكم، ولا تدوسوا بأرجلكم إبن الله؛ على أن تتقدّموا برهبةٍ وفرح، وهما أمران ليسا متعارضين...
في الوقت الذي نحن جاثون فيه، لندع كلّ شيء يُفلت من أيدينا. إذا كان لدينا ذهب، فلنعطِه بدون تحفّظ، ولا نخفِه أبدًا. لقد قام غرباء بسفرٍ طويل كي يتأمّلوا هذا الطفل المولود حديثًا: أيّ وسيلةٍ لديكم لتبرير تصرّفاتكم، أنتم يا مَن ترفضون أن تقوموا ببضع خطوات لتزوروا صاحب العاهة أو السجين؟ لقد قدَّموا له الذهب؛ وأنتم لا تقدّمون له الخبز إلاّ بعد مشقّة! لقد شاهدوا النجم وامتلأ قلبهم من الفرح؛ وأنتم ترون المسيح على أرضٍ غريبةٍ، بدون ثياب... ألا يثير هذا مشاعركم؟

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com