عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

نعظمك يا ام الله

 

 

نعظمك يا ام المسيح المنزهة عن كل عيب ونمجد انتقالك المجيد(4)

 

وحكم للرسول توما أن يخدم الكشف عن قيامة والدة الاله كما ساعد وقتاما بارتيابه التوكيد العظيم لقيامة المسيح .فانه لم يصل بتدبير الله الى الجسمانية الا في اليوم الثالث للدفن وانطرح قدام المغارة في نحيب وحزن وعبر عن ابتئاسه بالنواح قائلا\": انه لم يستحق أن يرى أم ربه وينال بركتها الخيرة ولم يؤهل ليشاهد المجد الالهي والتعاجيب الغريبة عند انتقالها ودفنها .حينئذ صمم الرسل القديسون أن يدحرجوا الحجر عن باب القبر حتى اذا رأى الرسول توما جسد والدة الاله وقبله نال العزاء عن حزنه الشديد .ولكن لما دحرجوا الحجر لم يجدوا في القبر الا أجهزة الدفن وحدها وقد فاح منها عطر طيب لا يوصف أما الجسد الفئق النقاء فلم يكن في القبر ,فدهشوا وارتابوا وقبلوا الكفن الباقي في القبر بورع مبتهلين أن يكشف لهم عن هذا السر.
وقد جاء وفي أقدم الخبار ان الرسل كانوا يتركون دائما\" على المائدة منذ يوم قيامة المسيح الموضع الول فارغا\" .وعلى هذا الموضع كانت توضع قطعة خبز هي((قسم الرب)) تكريما\" للرب يسوع المسيح وتذكيرا\" به.وعند نهاية المائدة كانوا يقفون جميعا\" ويأخذون هذا القسم بورع .فاذا رفعوه مجدوا اسم الثالوث الأقدس العظيم خاتمين بهذه الصلاة .ايها الرب يسوع المسيح أعنا)) .ثم كانوا يوزعون قسم المسيح فيتذوقه الجميع كبركة الله.وكان الرسل يفعلون هذه الذكرى دائما\" أكانو مجتمعين أم متفرقين .ولا تزال هذه العادة التقوية مرعية في الديرة فيرفع عند نهاية المائدة قسم من الخبز على اسم والدة الاله كما يستفاد من ترتيب البناجيا في كتاب السواعي. وهكذا كان الترتيب في الجسمانية على العشاء بعد رجوعهم من القبر .وما كان الرسل يتكلمون الا عن الأم الفائقة النقاء ولا يفكرون الا بها مرتابين في ما حدث لجسمانها .فلما رفعوا مرة على عادتهم بعد انتهاء المائدة ((قسم خبز الرب)) وشرعوا في تمجيد الثالوث الاقدس سمعوا بغتة ترنيما\" ملائكيا\" فرفعوا عيونهم فنظروا في مسافة من الفضاء العذراء الفائقة النقاء أم الاله والقوات السماويون محيطون بها وهي مشرقة بمجد لا يوصف فقالت لهم.(أفرحوا !اني معكم كل الأيام .)فهتف التلاميذ المبتهجون مع الحاضرين وكادوا يطيرون سرورا\" وحبورا\" .(ياوالدة الاله الفائقة القداسة أعينينا)) فهكذا تحقق الرسل القديسون أن أم الاله أقامها ابنها والهها من القبر في اليوم الثالث بعد انتقالها فأخذت الى السماء في الجسد وسلموا الى الكنيسة كلها ايمانهم الذي لا ريب فيه. وأخذ الرسل الكفن المتروك في القبر تحقيقا\" للغائبين وتعزية للمعذبين ورجعوا الى أورشليم وتفرقوا مسرعين الى جميع أقطار العالم ليبشروا بالانجيل . ان الكنيسة المقدسة تسمي نهاية حياة العذراء رقادا\" ((لأنها نامت وقتا\" قصيرا\" كما في حلم وافاقت كما من حلم ))ان نواميس الطبيعة غلبت في العذراء الفائقة القداسة :لأن الموت الذي يعيد الجثمان الى الى الأرض لأنه من الأرض لم يمس جسدها ولأنها في الولادةحفظت بكارتها وفي رقادها وحدت الحياة وبعد الولادة استدامت عذراء وبعد الموت استمرت حية .انها نامت لتفيق لحياة الغبطة السرمدية .ومثلت للحياة وينبوع الحياة لتنقذ من الموت نفوسنا بصلواتها .ان والدة الاله لا تنام في محاماتها عنا فتمنحنا الايمان لتعزيتنا في الحزان ان قبر والدة الاله مقطوع من حجر كرمس ابنها وهو باق موضوع سجود للمؤمنين كلهم أجمعين. وقدعينت الكنيسة المقدسة لشرف رقاد الام العذراء وذكراه عيدا\" في اليوم الخامس عشر من شهر آب من أقدم الأزمنة المسيحية .فهو عيد عظيم واثنا عشري ومسكوني لأن ((مخلص الجميع))في هذا اليوم((لاقى أمه في كل مجده واسكنها معه)) وقد عم في القرن الرابع. ايرونيموس المغبوط قال في عظته على هذا اليوم.(ان عيد انتقال العذراء الأم مريم انما هو احتفال وتعييد مضيء فلا يشبهه عيد من أعياد القديسين)).اما مدفن العذراء في أورشليم في بستان الجسمانية فانما هو موضع تكريم ورع لجميع المسيحيين على اختلاف مذاهبهم .ففي موضع مقامها الشريف مائدة تتم عليها الخدمة الألهية. ان والدة الاله لم تهمل العالم في رقادها فهي بحسب وعدها تتوسل لأجل الملتجئين الى معونتها عن ايمان .ان رحمتها فعلت معجزات عظيمة لجميع المعذبين والحزانى ,ومن منا نحن المبتئسين لا يشعر في بحر الحياة اللاجب أن والدة الاله قريبة من تنهداتنا وسامعة سريعة في منحها لنا المعونة والعزاء ؟ان استدعاء توسل أم الاله مريم الفائقة القداسة رتب في متن الخدمة الالهية المسيحية .فالكنيسة المقدسة تستدعي منذ القرن الول أم ربنا واهنا الفائقة القداسة للمعونة وتمجدها .وفي كل يوم ينتهي استدعاؤها في الصلاة بهذا الابتهال اليها: ((ياوالدة الاله الفائقة القداسة كوني لي شفيعة حياتي كلها ونجيني في ساعة الموت من الشياطين وبعد الموت اريحيني)) ان والدة الاله التي تنام في الصلوات تتشفع دائما\" من أجل اللاجئين اليها وتمنحهم الايمان والعزاء.
فآه ياوالدة الاله الفائقة القداسة خلصي ميراثك دائما\" وياسيدة أعينينا..

من كتاب
((حياة العذراء على الأرض))
للارشمندريت توما ديبو المعلوف مترجم من الروسية

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com