السبت الثاني من زمن المجيء : Mt 17,10-13

تعليق على الإنجيل
القدّيس أفْراهاط (؟ - نحو 345)، راهب وأسقف في مدينة نينَوى، بالقرب من مدينة الموصل في العراق الحاليّ
البيانات، الرقم 6، 13

\"فَفَهِمَ التلاميذُ أنّه كانَ يُكلِّمُهم عن يوحنّا المعمَدان\"

إنّ الربّ يشهدُ ليوحنّا بأنّه أعظم الأنبياء. غير أنّه حصلَ على الروح بطريقة معتدلة، بما أنّ يوحنّا حصلَ على روح مماثل لذاك الذي حصلَ عليه إيليّا النبيّ.
فكما أنّ إيليّا مَكَثَ في العزلة، كذلك حملَ روح الله يوحنّا إلى المكوثِ في الصحراء وفي الجبال وفي الكهوف. عندما جاعَ إيليا، طارَ إليه غراب ليؤمّن له قوتَه؛ أمّا يوحنّا، فكانَ يقتاتُ من الجراد الطائرة. كانَ إيليّا يلبسُ حزامًا من الجلد؛ أمّا يوحنّا، فكانَ يلبسُ ثوبًا من وبْرِ الجِمال (متّى3: 4). تعرَّضَ إيليّا للإضطهادِ على يدِ إيزابيل؛ أمّا يوحنّا، فقد اضطهَدَتْه هيروديّا. قامَ إيليّا بتوبيخِ أحآب؛ فيما قامَ يوحنّا بتوبيخِ هيرودس. شقَّ إيليّا مياه نهر الأردن؛ أمّا يوحنّا، فقد افتتَحَ المعموديّة. حلّ روح إيليّا على أليشَع؛ أمّا يوحنّا، فقد وضَعَ اليدَين على مُخلِّصنا الذي نالَ الروح بغير حساب (يو3: 34). افتَتَحَ إيليّا السموات وارتفَعَ؛ أمّا يوحنّا، فقد رأى السموات مفتوحةً وروح الله ينزلُ ويَحِلُّ على مُخلِّصنا.