عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الاب سهيل قاشا

- أ الأب سهيل قاشا: اليهودية.. إنجاز بابلي

المؤرخ المسيحي الذي اختص في التاريخ الإسلامي

لندن: رشيد الخيُّون

ليس لها صلة بمفردة (الأثري) المندائي أي الملاك؟

* لا، لا أعتقد أن هناك علاقة بين المفردتين سوى تشابه اللفظ.

- قبل قليل تقدمت بالقول: ان الأقوام العراقية القديمة ومنهم الآشوريون لم ينقرضوا فأين بقيتهم إذن إذا لم يكن هؤلاء هم الآشوريون؟

* باعتقادي، أنهم لما صاروا مسيحيين ابتعدوا عن لفظة أو تسمية آثور، فتسموا بالسريان المشارقة وهم الآشوريون، والكلدانيون، أما السريان المغاربة فهم اليعاقبة والموارنة. أي مَنْ أقاموا بشرق الفرات وإيران عرفوا بالسريان الشرقيين، ومَنْ أقاموا بغرب الفرات بين سوريا وفلسطين عرفوا بالسريان الغربيين وقد تبنوا اليعقوبية مذهباً.

- بعد الحديث عن تاريخية الشعوب العراقية نأتي على القلق الذي يساور الجميع حول وحدة العراق، متعللين بالقول ان العراق بلد حديث التكوين، أوجده الإنكليز، وليس كياناً جغرافياً قديماً. قالوا ذلك على الرغم من الأدلة على وجود هذا الكيان الجغرافي المحصور بين آثور الموصل وعبدان البصرة ساطعة. ما تعليقك على ذلك؟

* لا، ليس العراق مخلوقاً بريطانياً، وهو موجود تاريخياً ككيان جغرافي، والدليل على ذلك أن مفردة العراق منحوتة من اسم (أوروك)، وهي من أقدم تسميات البشرية المدنية، وهي مفردة سومرية تعني مطلع الشمس، أو الضياء أو النور. فالحدود الشرقية للعراق هي أوروك حيث اتجاه مطلع الشمس، وكانت الشمس تغطيها حتى تخوم البحر الأبيض المتوسط. وظل هذا المفهوم متداولاً لدى الدول التي حكمت تلك المنطقة، وظلت مفردة العراق بصيغتها أوروك كامنة تحت تسميات الدول التي تداولت عليها.

ولما دخل العرب العراق، قبل الفتح الإسلامي أطلقوا على العراق تسمية \"عراقين\". وهم نزلوا سنجار أيضاً، شمال العراق، وقد عرفت بالسريانية بين عربايا، أي بيت العرب، وامتد هذا البيت من سنجار وماردين ونصيبين وديار بكر. وكانوا يعنون بالعراقين: العراق الجنوبي الذي يمتد من البصرة وبغداد حتى تكريت. أما العراق الشمالي فيمتد من الموصل فما فوق، وقد التحم العراقان، ليكون العراق الحالي. وعندما أتى فيصل الأول لم يأت إلى ولايات منفصلة ليحكمها، صحيح أن العثمانيين قسموا العراق إلى ولايات من الناحية الإدارية، لكن اسمه وكيانه ظل موحداً.

- ألم يسم والي بغداد بوزير العراق؟

* نعم، كان تسمى بذلك. وحتى عندما كان يأتي الحجاج يقولون نمر بالعراق لا بالبصرة والموصل.

- بماذا ترد على مَنْ يصر على أن العراق مفردة أو تسمية إيرانية؟

* لا توجد بالفارسية مفردة (عراق)، وأن مفردة أرك لا ينحت منها اسم (عراق)، بينما أوروك هي الاسم والمكان.

- لكن، كيف أصبحت أوروك عراقاً؟

* لأن الاسم كان شائعاً، ويعبر عن مكان جغرافي، عن الأرض التي هي العراق اليوم. ومعلوم، أنه في العربية يمكن قلب الهمزة إلى (عين)، فـ (أرب الو) السريانية تحولت في العربية (أربعة أيلو)، بالعين وليس بالهمزة. وعلى العموم أن العراق الذي يريدون تجزئته لا يقبل التجزئة. وقد جرت محاولات حثيثة من قبل ولم تنجح. فلما طالبت تركيا بالموصل كان مطران السريان الكاثوليك جرجيس العام 1920 يأتي إلى المدرسة ويكتب جملة على اللوح \"الموصل رأس العراق لا يقطع\". ـ وهل هذا الحدث موثق؟ * إنه موثق لدينا في سجلات المطرانية بالموصل، وكان المطران جرجيس شاعراً معروفاً بالعربية، ولدينا توثيقات تؤيد أن المسيحيين يدركون أن العراق القديم هو الكيان الجغرافي الحالي. ويذكر في وثائقنا أن الإنكليز عندما دخلوا الموصل (1918) أرسل القائد (لجمن) في طلب البطريرك عمانوئيل الثالث، وأخبره بنية الإنكليز في قيام دولة مسيحية بشمال العراق، ولما سمع البطريرك هذا الرأي قام منتفضاً، ورد على (لجمن) بالقول: \"هل استشرت أخوتي الآخرين\"؟ قال لجمن: \"مَنْ هم\"؟ قال له: \"المسلمون وغيرهم\". ثم أردف قائلاً: \"هذا العراق لا يتجزأ! وأنا أرفض هذا الرأي رفضاً كاملاً\". مما حدا الجمن أن ينفي البطريرك بعيداً عن الموصل إلى البصرة، وظل هناك حتى أعاده المسلمون البصريون إلى البصرة. هذا دليل صريح بأن العراق هو الذي عشنا على أرضه قديماً وحديثاً، وإلا كان يمكن للبطريرك عمانوئيل الثالث أن يستقل بدولته المسيحية.- بماذا أنت مشغول حالياً؟ أشتغل الآن على كتاب \"عراق الأوائل\"، أبين فيه ما الفرق بين الماضي والحاضر، جامعاً ما ابتكره العراقيون عبر التاريخ من اختراع أو اكتشاف، وأعلن أول مرة عبر تاريخ البشرية. مثلاً: التشريع هو استنباط عراقي، والعجلة هي اختراع عراقي، التقويم وتنظيم اليوم إلى ساعات هو ابتكار عراقي، والتنجيم ابتكار عراقي، وغرفة النوم في القصور، صالون تسريح شعر الرأس واللحية. وفي العصر الحالي كان أول شرقي يصل أمريكا هو عراقي، وهو الياس الموصلي، وصلها عام 1623، وأن أول مركز للاستشراق أسسه عراقي وهو يوسف حتيشو. ـ ما هي دوافع مثل هذا التأليف؟ * حقيقة بدأت اسمع في المحاضرات والندوات التلفزيونية كأن العراق ليس فيه حضارة، وأخذت الابتكارات والأسبقيات تنسب إلى سوريا ولبنان فقط. فأخذت أسمع أن بيروت هي أم الشرائع، ولا ندري أين هي الشرائع التي سبقت بها بيروت بابل. لقد شعرت بطمس وغمط لحضارة بلادي في الثقافة العربية اليوم. وتراني اشتغل أيضاً على كتاب آخر اسمه \"لبنان في ذاكرة العراقيين\" قديماً وحديثاً. وأولهم كان جلجامش، عندما قال: \"قدمت إلى غابة الأرز وقتلت حارسها خمبابا، وقطعت أشجارها وأتيت بها إلى أوروك فبنيت بها معبداً\".

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com