عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

العلاقة بين الايمان والحرية تتمة

العلاقة بين الإيمان والحرية: تتمة

مثلاً: أن تقول لا لتقول إنك موجود، هذه الحاجة بدائية، فالولد يعملها ولكنها ليست هي الضمانة لحرية ترافق الأنا في كماله، لذلك أقول : الأنا ينمو وينضج، ويصل إلى ارتباط صحيح للحرية عندما يشعر كل إنسان أنه موجود في قلبه, لا يوجد مفهوم للأنا بانفصاله عن الآخر، لأن الأنا يبرز ويظهر بسبب وجود الآخرين، الإنسان في دعوته ووجوده العميق لا ينفصل عن الآخر وهذا في مفهومنا الإيماني واللاهوتي: \"فالله خلق الإنسان على صورته ومثاله\"، هل هذا يعني أن الإنسان هو الله؟ لا ، بل الله هو الآخر في الإنسان، ففي وجوده يتضمن الإنسان ويحتوي على الآخر. لذلك الإنسان لا يفهم ولا ينمو من دون الآخر. الفرق هو أن هذا الظهور يتخذ أحياناً منحى سلبياً عندما يستخدمه الإنسان من خلال الرفض والوجود الذاتي في رفض الآخر أو قبوله للآخر من خلال الشريعة أو الوجود. بكل إنسان هناك سعي إلى الدخول في علاقة وحوار وتفهم لما يصدر عن الخارج ولما يقول لك الآخر ، وعلى الإنسان أن يسأل ذاته لماذا قال لا. لماذا فقط لا هي التعبير عن الحرية؟ فالحرية قادرة أن تظهر من خلال نعم مثل لا. وذلك يأتي من خلال الإجابة على هذا السؤال الكبير: ما معنى أن أكون حراً ؟ أو كيف يتوصل الإنسان إلى اكتشاف معنى حريته؟

أنا حّر يعني أنا عندي القدرة أن أعمل ذلك {القدرات العقلية والجسدية والنفسية والمادية}. النقطة الأساسية في هذا الموقف هو العودة إلى الأنا كمرجعية مطلقة في التصرف. لذلك هذا الأمر في السعي إلى الجواب عن معنى الحرية لا بدّ من طرح مسألة العلاقة التي تربط الأنا بالعالم وبالآخرين. ومن الناحية الروحية الجواب يترافق مع محاولة التحرر من ثقل أو أثقال الأنا بكل أبعادها الجسدية والفكرية والنفسية، جسدياً لوجود ميول الجسد وهذه الميول تتحكم في الحرية بمعنى أن الإنسان يسير بحسب ميوله ويدّعي بأنه يتصرف بحرية ولكنه يخضع للميول؛ فكرياً من الناحية الأيدلوجية؛ ونفسياً أحياناً يتصرف الإنسان بحرية من خلال خجله.

يترافق معنى الحرية مع إمكانية التحرر من أثقال هذه الأبعاد السالفة الذكر. يقال في علم النفس إن هناك محاولة لضبط النفس أو الأنا أو السيطرة على الذات وهذه تتطلب وضوحاً وصفاءً فكرياً وذهنياً وتتطلب إمكانية الخروج من الاختبارات المتعددة والمنفصلة عن بعضها للوصول إلى حالة الوحدة في الشخصية فلا يتصرف الإنسان عشوائياً أو مزاجياً.إن الحرية هي حقيقة أعطيت لنا لكي تصل إلى كمالها، هدفها، تحتاج إلى عمل ونمو لتصل إلى وجهها وصورتها الحقيقية. كلام مار بولس واضح في هذا الصدد {غلا 5: \"انتم مدعوون إلى الحرية\"}. المسيح جعلنا أحراراً، ما صنعه المسيح هو سبب لكي نتأمل، نترقب، ننتظر ونعمل في سبيل هذه الحرية, الحرية أصبحت دعوة في حياة الإنسان.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com