عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E نجمه في المشرق

لقد تسلمت كل شيء من ابي

السبت من أسبوع بشارة العذراء : Lc 10,21-24

تعليق على الإنجيل
القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (نحو 130- نحو 208)، أسقف ولاهوتي وشهيد
ضدّ الهرطقات

قد تسلّمت كلّ شيء من أبي

لا يمكن لأحد أن يعرف الآب من دون أن يعرف كلمة الله، أيّ إن لم يُظهرالإبن له ذلك. ولا يمكن لأحد أن يعرف الإبن من دون أن يريد الآب ذلك. وإرادة الآب هذه يُحقّقها الإبن، لأنّ الآب هو الذي يُرسِل؛ أمّا الإبن، فهو مُرسَل وهو الذي يأتي. فالآب مهما كان غير مرئيّ ولامحدود بالنسبة إلينا، فإنّنا نعرفه من خلال كلمته؛ ومهما عجزنا عن الكلام عن الله، وحده \"الكلمة\" يكشف عنه؛ وفي المقابل، لا أحد يعرف \"الكلمة\" إلاّ الآب وحده.
بالخلق، يكشف \"الكلمة\" عن الله الخالق؛ وبواسطة العالم، يكشف عن الربّ الذي نظّم العالم؛ وبواسطة جبلة يديه، يكشف عن الفنّان الذي جبلها؛ وبواسطة الإبن، يكشف عن الآب الذي منه وُلِد: كثيرون هم الذين يتّفقون على ما سبق ذكره، إلاّ أنّ قلّة هي التي تؤمن بذلك. وبواسطة الشريعة والأنبياء، أعلن \"الكلمة\" عن نفسه وأعلن عن الآب: لقد عرفه العالم أجمع لكنّه لم يؤمن به رغم ذلك. وأخيرًا، بواسطة الآب أصبح \"الكلمة\" مرئيًّا ومحسوسًا (1يو1:1)؛ لقد أظهر الله نفسه، ورغم أنّ الجميع لم يؤمنوا به، فإنّه لم يكن أقلّ ظهورًا في الإبن (يو14: 9).
والإبن، بخدمته للآب، يقود كلّ الأشياء إلى نهايتها منذ البدء وحتّى المنتهى، وبدونه لا يمكن لأحد أن يعرف الله... فمنذ البدء، كان الإبن معاينًا للجبلة، يكشف عن الآب للذين يريد الآب أن يكشف لهم عن ذاته متى يشاء وكيفما يشاء. ففي كلّ مكان وكلّ زمان، ليس هنالك إلاّ إله آب واحد، و\"كلمة\" واحد، وروح واحد، وخلاص واحد للذين يؤمنون به.

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com