عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

العشور قداسة البابا شنودة الثالث

العشور

بقلم قداسة البابا شنودة الثالث

( من كتاب الوسائط الروحية)

العشور هى أيضاً أقدم من الشريعة المكتوبة. نسمع عن أبينا يعقوب لما رأى سلماً بين السماء والأرض، أنه قال الله " إن كان الله معى وحفظنى.. ورجعت بسلام إلى بيت أبى، يكون الرب لى إلهاً.. وكل ما تعطينى فإنى أعشره لك " (تك 28: 20 – 22).

ولعل يعقوب قد أخذ فكرة العشور عن جده أبينا ابراهيم، الذي قدم العشور إلى ملكى صادق كاهن الله العلى " فأعطاه عشراً من كل شئ " (تك 14: 20).

 ثم أمر الله بالعشور في الشريعة أيام موسى النبى.

فقال " تعشير كل محصول زرعك الذي يخرج من الحقل سنة بسنة " (تث 14: 22). " وكل عشر الأرض من كل حبوب الأرض وأثمار الشجر، فهو للرب، قدس للرب.." (لا 27: 30). " عشر حنطتك وخمرك وزيتك " (تث 12: 17) (تث 14: 23) " وأما كل عشر البقر والغنم، فكل ما يعبر تحت العصا، يكون العاشر قدساً للرب " (لا 27: 32). وبالإجمال لخص زكا العشار كل في عبارة واحدة قال فيها " وأعشر جميع أموالى " (لو 18: 12) أو هى عبارة أبينا يعقوب أبى الآباء " وكل ما تعطينى أعشرة لك " (تك 28: 22) حتى الكاهن الذي كان يأخذ العشور من الشعب، كان يقدم عشرها للرب، رفيعة للرب. وكانت أعشار هذه تسمى الرفائع (عد 18: 26، 28).

 والذي لا يدفع العشور، يعتبر أنه سلب الرب.

ورد هذا صراحة في سفر ملاخى النبى، حيث قال الرب " أيسلب الإنسان؟! فإنكم سلبتمونى. فقلتم بما سلبناك؟ في العشور والتقدمة.. هاتوا جميع العشور إلى الخزنة وجربونى قال رب الجنود: إن كنت لا أفتح لكم كوى السماء، وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع.." (ملا 3: 8-10)

 المال الذي لا تدفعه في العشور، هو مال ظلم.

لأنك سلبت فيه الرب، وظلمت الكنيسة كما ظلمت الفقراء أصحابه.. لذلك قال السيد الرب " اصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلم " (لو 16: 9). هؤلاء الأصدقاء هم الفقراء الذين يصلون من أجلكم " حتى يقبلوكم في المظال الأبدية "

 حتى إن كنت محتاجاً، ادفع العشور متمثلاً بتلك المرأة التي دفعت من أعوازها (لو 21: 4). ولعل البعض يسأل هنا:

هل نعطى أقربائنا من العشور؟!

نعم، اعطهم إن كانوا محتاجين. فإن الرسول يقول " إن كان أحد لا يعتنى بخاصته ولا سيما أهل بيته، فقد أنكر الإيمان وصار شراً من غير المؤمن " (1تى 5: 8).. إذن أعطهم، ولكن لا تعطهم وحدهم. لئلا يظن أن مجرد الواجب، أو رابطة الدم، هى التي دفعتك للعطاء. فإن أعطيتهم الكل، تكون قد بخست حق باقى الفقراء المستحقين معهم أو الذين قد يكونون استحقاقاً للعطاء منهم..

كل مال يصل إليك، إفرز عشره للرب..

سواء كان مرتبك الثابت، أو موارد أخرى إضافية، أو منحاً أو موارد طارئة. سواء كان مالاً أو أشياء عينية تعرف قيمتها ويدفع عشرها.. الكل تخصم عشره، وتفرزه في صندوق خاص بالرب. ولا تقع في الخطأ الذي يقع فيه كثيرون: إذ ينفقون من إيرادتهم اولاً، ثم يفحصون هل تبقى لله شئ أم يتبق!! جاعلين استحقاقات الرب في آخر القائمة، أو قد ينسونها! أو يعتبرون مصروفاتهم الأخرى تحت قائمة الضروريات. أما نصيب الرب، فمن الكماليات أو من الفائض! أما أنت فاخصمه من إيرادك مباشرة، كما تخصم منك أمور رسمية معينة..

 و اعلم أن العشور هى الحد الأدنى في العطاء.

إنها تدخل في العطاء اليهودى وليس المسيحى. أما في المسيحية، فيقول الكتاب " من سالك فاعطه " (مت 5: 42). ويقول أيضاً " لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض.. بل اكنزوا لكم كنوزاً في السماء " ( مت 6: 19، 20). إذن لا يصح أن تكتفى بدفع العشور، ولا تعطى من يحتاج بينما عندك ما تكنزه.

 و لا تقل عند دفع العشور إن الله قد استوفى حقه!! أو استوفى كل حقه عليك!!  

و يستريح ضميرك عند هذا الحد، وتغلق قلبك أمام طلبات المحتاجين! فإن الكتاب يقول "من يسد أذنيه عن صراخ المسكين، فهو أيضاً يصرخ ولا يستجاب" (أم 21: 13).. لتكن المحبة ثابتة في قلبك، ولا تتعامل مع الله ومع الكنيسة ومع الفقراء بعلم الحساب دون القلب!! وكلما عرضت أمامك مناسبة لعمل الرحمة، لا تغلق أمامها قلبك بحجة أنك قد دفعت العشور...

فى عطائك ارتفع فوق مستوى العشور..

فقد قال السيد المسيح له المجد "إن لم يزد بركم على الكتبة والفريسين، لن تدخلوا ملكوت السموات " (مت 5: 20). والكتبة والفريسيون كانوا بلاشك يدفعون العشور. إذن لابد أن تدفع أكثر. لا تكن ناموسياً تكتفى بحرفية الناموس. إنما في عطائك تعامل بقلبك وبحبك0 ولا تحب مالك أكثر مما تحب الفقراء. واذكر قول الرب " إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعط الفقراء، فيكون لك كنز في السماء " (مت 19: 21). وإن سمعت هذه العبارة، فلا تمضى حزيناً مثل الشاب الغنى الذي كان أول من سمعها..

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com