عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E سير قديسين

سيرة القديس اثناسيوس

سيرة القدّيس أثناسيوس

في ترجمة عربية مجهولة

ولكن كيف وصل إلينا هذا النصّ؟ توحي قراءة السيرة، وتأمّل أسلوبها، ودراسة مفرداتها، بأنّها نصّ مترجم. ولكن أين هو الأصل؟ ثمّة تشابهات كثيرة بين السيرة وبين ما يرد في "      السينكسار"، و "سير البيعة" المنسوب إلى ساويرس بن المقفّع، و "تاريخ الآباء البطاركة" للأنبا يوساب أسقف فوّة. فمن أخذ من الآخر؟ لا يمكن أن تكون السيرة رافداً من روافد هذه المصادر، رغم التشابه؛ لأنّ الأكمل لا يأخذ من الأنقص.في الواقع سيرتنا العربيّة المجهولة هي ترجمة حرفيّة لسيرة قبطيّة قسمها الأكبر مفقود، أو غير معروف إلى الآن.

والشذرات القبطيّة المعروفة من هذه السيرة نشرها تيتو أورلندي، سنة 1968، بدون أن يتوصّل إلى معرفة وجود ترجمة عربيّة كاملة لهذه السيرة القبطيّة At- Testi Copti: 1 Encomio di Atanasio, 2 Vita di anasio, Edizione, traduzione e commento di Tito Orlandi, Milano, Va-rese, Istituto Editoriale Cisalpino, و1968 (المقدمة صـ11-14؛ النصّ القبطيّ وملحقاته ص15-25؛ الترجمة ص53-71؛ التعليق ص72-77).والعناصر التي يشملها النصّ المنشور هي:

أوّلاً سيامة القدّيس أثناسيوس شمّاساً، وتعيينه كاتباً للأنبا أليكسندروس ، وذهابه معه إلى المجمع ، وشفاء الأعرج، وإماتة الغنيّ الشرير الاريخوس . ثانياً انتخاب القدّيس أثناسيوس للأسقفيّة، واعتراض لوكيوس على ذلك، ومعاضدة أصحاب الكراسي الأربعة الكبرى المجتمعين في روما، ثمّ مؤامرات أرسانيوس وجيورجيوس، وهرب القدّيس إلى إيساوريا، ومعجزة سقوط المعبد الوثنيّ، وبناء الكنيسة، وإقامة الشاب الميّت، وتعميد أهل المكان، ومعجزة شفاء الممسوس من الشيطان. ثالثاً العودة من المنفى، ثمّ ظهور غريغوريوس الأرياني، والنفي الثاني إلى جزيرة أوربتوس، ثمّ العودة إلى الإسكندريّة. رابعاً اضطهاد يوليانوس الجاحد، ونهاية ذلك على يد يوفيانوس، ومعجزة الصواعق ورد البصر إلى اثنين من العميان. وتنقص من هذا النصّ بداية السيرة الخاصّة بطفولة القدّيس، والقسم الخاصّ بالهرب إلى أخميم، وذلك الخاصّ بالإقامة في روما، والخاتمة. ولكن لا شك في أن هذا النصّ القبطيّ هو الأصل للسيرة العربيّة.

مؤلِّف النصّ

تُعَدّ السيرة العربية أوسع وأكمل نصّ قديم معروف لحياة القدّيس أثناسيوس. فمن مؤلِّف النصّ القبطي، وهو الأصل للسيرة العربيّة؟.تحوي السيرة القبطيّة (أورلندي، ص24/ سطر 21 و 10/140؛ والترجمة العربيّة رقم 51 من نشرتي المؤقّتة) إشارة مهمّة من الكاتب يقول فيها: "كما أعلمني الأب اللابس الإله، أعني ثاوفيلُس". هذه الإشارة دفعت أوسكر فون لِمّ(Oscar von Lemm, Kleine Koptische Studien, I-LVIII, Leipzig , 1972, n. LVII, p.89-137/623-670) (p.90-90/ 624-625) إلى الاعتقاد أن مؤلف السيرة القبطية لا يمكن أن يكون إلا القدّيس كيريلوس الكبير (412-444) ابن أخت ثيئوفيلوس. ويتبع هذا الرأي تيتو أورلندي، فيؤكده أولاً في "تاريخ الكنيسة القبطيّة" Storia della Chiesa copta. Testo copto, traduzione e commento di Tito Orlandi, Milano, Varese, Isituto Editoriale Cisalpino, 1967, p. 81، وفي نشرة السيرة يضع اسم القدّيس كيريلّوس على رأس النصّ، كمؤلِّف له، ولكن يرفقه بعلامة استفهام، وفي التعليق على النصّ (ص75، 77) يؤكّد الأمر من جديد.

واستناداً على سلطة أوسكر فون لِمَ وتيتو أورلينو، يضع جيررد (M. Geerard, Clavis Patrum Graecorum, vol. 3, Brepols, 1979, p.28, n. 5273)، النصّ القبطي بين مؤلِّفات القدّيس كيرليّوس الصحيحة.ولكنّي أعتقد أنّ تيتو اورلندي نفسه، أو غيره، لو كان قد تعرّف على السيرة كاملة، لكانت قد ساورته الشكوك حول أبوّة القدّيس كيريلّوس لها. فلو كان القدّيس كيريلّوس هو صاحب السيرة، لكان قد أعطانا معلومات تاريخيّة أدقّ عن القدّيس أثناسيوس، فعلى سبيل المثال كانت المسيحيّة في ايسارويا في زمن القدّيس أثناسيوس، مزدهرة، وكانت مركزاً لكرسي أسقفيّ، كما لاحظ اورلندي نفسه (ص16، حاشية 10)؛ وجزيرة اوريتوس تبقى مجهولة. فضلاً عن ذلك لو كان القدّيس كيريلّوس هو المؤلِّف، لكان عرّفنا بوضوح عن نفي أثناسيوس الأوّل في مدينة ترير بألمانيا، وعن هربه إلى روما في عهد البابا يوليوس، لا البابا ليبريوس.

وإذا تركنا هذه الأمور جانباً، نرى أنّ السيرة تعكس في بعض جوانبها بيئة تالية لمنتصف القرن الخامس، بل إنّ أحد عناصر السيرة يعكس بيئة تالية لمنتصف القرن السابع. أخيراً لا نعرف الدراسات الأدبيّة القدّيمة (أبو البركات مثلاً، في "مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة"، جـ1، القاهرة، 1971، ص292) أنّ القدّيس كيريلّوس قد وضع سيرة للقدّيس أثناسيوس.ينسب التقليد إلى تيموثيئوس الثاني ايلوروس (477) تاريخاً كنسياً مفقوداً M. Geerard, p.64, n.) 5486) فهل كانت السيرة جزءاً من هذا التاريخ؟ هل صاحب السيرة هو شخص صعيديّ، مينا الكاتب مثلاً، صاحب المجموعة الأولى لسير البطاركة، وهو من الدير الأبيض بقرب أخميم؟ ومّما يعزّز هذا الاحتمال مجيء ثلاثة من الشذرات القبطيّة الأربعة للسيرة من الدير الأبيض نفسه؟وبخلاف جهلنا لاسم المؤلِّف، نجهل كذلك اسم المترجم. إنّ المخطوطات الثلاثة التي درستها لا تذكر اسم مترجم، وتاريخ نسخها لا يمكن أن يكون قبل القرن السابع عشر. ولكن هذا لا يمنع أن تكون السيرة قد تُرجمت قبل ذلك القرن. إننا نحتاج إلى اكتشاف مخطوطات أُخرى، قد تزوّدنا بمعلومات أوضح وأدقّ. 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com