عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

آهٍ يا كنيسة أورشليم

آهٍ يا كنيسة أورشليم

إلى أي حال وصلتي يا أم الكنائس؟ صرتي عاراً بين الأمم, شعبك قد ترك المسيح وإنشغل بشيء آخر, إكليروساً وشعباً قد طالنا الفساد, لم يعد لنا علاقة حقيقية بالمسيح بل نُكرمه بشفاهنا فقط أمّا قلبنا فمبتعد عنه بعيداً (مر٦:٧).

يا أم الكنائس يا من خرج نور المسيح منك إلى المسكومة كلّها ومازال يفيض من قبره القابل الحياة, لماذا امتلأ شعبك ظلمة؟ الإكليروس والشعب لم يعودوا ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمّله يسوع المسيح (عب٢:١٢). قد أرهقنا الشيطان وحاربنا بكل الصور, لم نجد راحة أبداً. ارتكبنا كل الخطايا التي جعلتنا مستوجبين لدينونة الرب. سقطنا بالسرقة والإختلاس من أموال الكنيسة, سرقنا أموال الفقراء والمحتاجين, سقطنا بالمسكونية وإنكار الإيمان, سقطنا بالزنى الروحي, بالكراهية والبغض حتى انطفأت محبة المسيح في داخلنا. بتنا نتصارع على الأموال والممتلكات, على السيادة والرئاسات, لم نعد نتصارع كيعقوب لأخذ البركة (تك٢٦:٣٢). أطفأنا الروح ولم نفعل كما قال رسول الأمم (١تي١٩:٥).

نحتاج اليوم لإرمياء النبي من جديد ليعود ويرثينا كما رثى أورشليم قديماً وقال: "كُلُّ أَصْحَابِهَا غَدَرُوا بِهَا، صَارُوا لهَا أَعْدَاءً .. لاَ تَجِدُ رَاحَةً .. كُلُّ أَبْوَابِهَا خَرِبَةٌ. كَهَنَتُهَا يَتَنَهَّدُونَ .. صَارَ مُضَايِقُوهَا رَأْسًا. نَجَحَ أَعْدَاؤُهَا لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَذَلَّهَا لأَجْلِ كَثْرَةِ ذُنُوبِهَا .. قَدْ ذَكَرَتْ أُورُشَلِيمُ فِي أَيَّامِ مَذَلَّتِهَا وَتَطَوُّحِهَا كُلَّ مُشْتَهَيَاتِهَا الَّتِي كَانَتْ فِي أَيَّامِ الْقِدَمِ. عِنْدَ سُقُوطِ شَعْبِهَا بِيَدِ الْعَدُوِّ وَلَيْسَ مَنْ يُسَاعِدُهَا. رَأَتْهَا الأَعْدَاءُ. ضَحِكُوا عَلَى هَلاَكِهَا. قَدْ أَخْطَأَتْ أُورُشَلِيمُ خَطِيَّةً، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ صَارَتْ رَجِسَةً. كُلُّ مُكَرِّمِيهَا يَحْتَقِرُونَهَا لأَنَّهُمْ رَأَوْا عَوْرَتَهَا، وَهِيَ أَيْضًا تَتَنَهَّدُ وَتَرْجعُ إِلَى الْوَرَاءِ .. وَقَدِ انْحَطَّتِ انْحِطَاطًا عَجِيبًا. لَيْسَ لَهَا مُعَزّ. «انْظُرْ يَا رَبُّ إِلَى مَذَلَّتِي لأَنَّ الْعَدُوَّ قَدْ تَعَظَّمَ»" (مرا٢:١-٩).

أين كنيستنا التي كانت منارة للأمم؟ لماذا لم يَعُد أحد يذكر المسيح له المجد؟ فرأينا بالذي يحدث أن القيادات الكنيسة تعتبر الكنيسة ملكية لها فالموضوع لديهم رئاسي. ولغير المؤمنين من الرعية فالموضوع بنظرهم ثوري سياسي وجب عليه الإعتصام في الشوارع والتظاهر. أما نحن كأبناء المسيح نرى أن كل ما يحدث هو دينونة من الرب لنا حتى نعود ونتوب ونرجع إليه, كل ما يحدث في كنيستنا اليوم هو بسماح من الرب الذي لا تسقط شعرة من رؤوسنا بدون إذنه (لو١٨:٢١).

هذه الأزمة لا تنتهي بالمظاهرات أو الاعتصامات, هذه طريق ضد المسيح وليست طريق المسيح. من اختبروا الرب يعرفون أن الأزمات والضيقات تنتهي فقط بسلاحين هما الصلاة والصوم ليتدخّل الرب ويُصلح الأمور. لكن ماذا فعل الشعب الذي لم يعرف المسيح؟ اعتمد على ذراعه بدلاً من ذراع الرب "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ" (إر٥:١٧).

حتى ان المظاهرات باتت بنفس وقت إقامة القداس الإلهي! ألهذه الدرجة مات المسيح الموجود على المذبح في قلوبنا؟ ألم ننتبه لقول الآباء: "إن شغلك أحد عن المسيح حتى وإن كان لأمرٍ خيّرٍ فاعلم أنه من الشيطان".

أألوم هؤلاء وأنسى أولئك الذي حوّلوا بيت أبينا السماوي من بيت صلاة إلى مغارة لصوص وجعلوا غنمه غنيمة (حز٣٤:٨)؟ الذين لم يُطبّقوا القوانين الكنسيّة وأكلوا من مال الرب.

 

أين قديسوا أورشليم الذين قادوا كنيستها؟ أين إخوة الرب، يعقوب وسمعان أساقفتها؟ أي أنت يا مار سابا المتقدّس وأين كيرلس الأورشليمي؟ أين بورفيريوس وصفرونيوس وجيراسيموس وإيلاريون؟ ألم يعودوا يُصلّون لأجل أورشليم بسبب كثرة خطاياها؟كنت استغرب كيف رأى القديس العظيم يوحنا كرونشتادت قبل نحو مائة عام "رجسة الخراب" التي تحدّث عنها دانيال النبي والتي حذّرنا منها الرب يسوع قائمة في كنيسة أورشليم وأن أبناء المسيح سيُذبحون هناك بالضيقة العظيمة "أخيرًا، رأيتُ قبّة كنيسة أورشليم، فوقها نجمٌ، وفي الكنيسة عدد لا يُحصى من البشر مزدحمين في الدّاخل، وآخرون كثيرون يحاولون الدّخول. أردتُ أن أرسم إشارة الصّليب، لكنّ الشّيخ أمسك بيدي وقال: "هنا رجسة الخراب!". دخلنا الكنيسة، وكانت ملأى بالنّاس. رأيت المذبح وعليه شموع من الشّحم مضاءة. وعلى المذبح كان جالسًا ملكٌ باللّباس القرمزيّ، يتلظّى بالحجارة السّماقية. وعلى رأسه تاج ذهبيّ عليه نجم. سألتُ الشّيخ: "من هو هذا الملك؟”. فأجابني: "ضدّ المسيح!”. كان طويل القامة للغاية وعيناه مثل النّار، وحاجباه سودوان، ولحيته مستدقّة، وكان وجهه شرسًا مخادعًا شرّيرًا مخيفًا. كان على المذبح وحده وكان يمدّ يده نحو الشّعب. كما كانت له مخالب كمخالب النّمر وكان يصرخ: "أنا الملك، أنا الإله. أنا القائد. من لا يحمل ختمي سيُقتل".سقط كلّ النّاس على ركبهم وسجدوا له، ومن ثمّ بدأ بوضع ختمه على شفاههم وعلى أيديهم كي يتمكّنوا من الحصول على بعض الخبز ولا يموتون جوعًا وعطشًا. وكان خدّام "ضد المسيح" حوله يقتادون مجموعة من النّاس، وأيديهم مقيّدة لأنّهم لم يحنوا رؤوسهم لـ"ضدّ المسيح" ولا عبدوه. قالوا: "نحن مسيحيّون، وكلّنا نؤمن بالرّبّ يسوع المسيح!". هؤلاء قطع "ضدّ المسيح" رؤوسهم بلمح البصر، فأخذت دماء المسيحيّين تتدفّق". لكن الآن فهمت, فسنستمر في شرّنا حتى يأتي إبن الهلاك ويُنجّس مذبح الرب ويقتل من يبقى أميناً للمسيح.الكنيسة هي جسد المسيح, الكنيسة لا تخضع للقومية أو العرقية كالسخافات التي يُردّدها هؤلاء المتاجرين بإيماننا وهم لا يعرفون شيئاً عنه. في كنيسة المسيح ليس يوناني ولا عربي ولا أي قومية أخرى بل المسيح هو الكل في الكل (كو١١:٣). لكن نرى طرفاً يجعل الكنيسة يونانية, وآخراً يريدها عربية. كلاكما لم تعرفا المسيح بعد. كنيسة المسيح تتسع لكل الشعوب والأمم والألسنة والقبائل. في أورشليم السماوية رأى يوحنا الحبيب "جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ، مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ، وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الْخَرُوفِ، مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ" (رؤ٩:٧). وكنيستنا الأورشليمية يجب أن تكون إنعكاساً لأورشليم السماوية لكن للأسف لم نكن كذلك.شعبنا اليوم بأكمله إكليروساً وعلمانيين مُحتاجين إلى إعادة تبشير, محتاجين أن يعود المسيح ويسكن في قلوبنا من جديد, لأنه قرع وقرع كثيراً ولم نفتح له (رؤ٢٠:٣), محتاجين إلى الروح القدس أن يعمل فينا مرة أخرى بعد أن رفضناه بإرادتنا. محتاجين أن يُقيم لنا روح الله راعياُ له قلب كقلب يعقوب أخو الرب أول أسقف على أورشليم. نحتاج كيعقوب شخصاُ يقبل أن يُرجم ويموت لتحيا الكنيسة وليس أن يموت الجميع روحياً ليحيى هو.

شعبك يا رب يحتاجك أنت أيّها الخبز النازل من السماء لأن الموت قد ابتلع كثيرين "كُلُّ شَعْبِهَا يَتَنَهَّدُونَ، يَطْلُبُونَ خُبْزًا" (مرا ١١:١). فتعال يا يسوع وخلّص كنيستك من الفساد والموت, ومحّصها ونقّيها كالفضة (ملا٣:٣).إخوتي المؤمنين, ارفعوا صلاة وصوماً لأجل كنيسة اورشليم كلٌّ من موقعه. فأنتم الكنيسة. فكما أقام الله مكسيموس المعترف (العلماني) وحده حين سألوه من أنت, فأجاب "أنا الكنيسة", والرب ثبّت إيمانه وأكرمه وأخزى مُبغضيه. أنتم الكنيسة, لأنكم تحيون للمسيح والأبدية، لا كهؤلاء. فصارعوا بالروح لأجلها، ولتكن مشيئة الرب.

د. علاء عيد

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com