عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

ما هي صلاة السجدة في أحد العنصرة؟

ما هي صلاة السجدة في أحد العنصرة؟

قلتُ الآن ابتدأتُ هذه تغيير يمين العلِّي” (مزمور ١٠:٧٧)

مساء يوم أحد العنصرة رتّبتْ لنا الكنيسة، خلال خدمة الغروب، صلاة السجدة. كان عيد العنصرة عيداً يهوديّاً وحمل في التاريخ اليهوديّ معانٍ عديدة. زمنَ المسيح، كان اليهود يعيّدون في العنصرة (يوم الخمسين) تذكاراً لاستلام الوصايا في جبل سيناء.

مقارنة بسيطة بين ما حدث في سيناء قديماً (خروج 20، 18-19) وبين ما حدث في العليّة اليوم (أع 2، 1-11) توضح لنا أنّنا أمام الحدث نفسه تماماً، وأنَّ الله الذي نزل على جبل سيناء هو نفسه اليوم الروح القدس الذي ينـزل على التلاميذ. العلامات المشتركة تكشف عن الحضرة ذاتها.
في سيناء جبل وهنا علّية، هناك دويّ وههنا صوتٌ، هناك رعود وضباب وهنا ريحٌ عاصفة؛ على الجبل ينـزل الله بالنار، وفي العلّية يحلّ الروح القدس بألسنة ناريّة. هناك أخرج موسى الشعب "كلّه” من المحلة إلى أسفل الجبل لملاقاة الله، وهنا يجتمع التلاميذ كلّهم في العلّية "بقلبٍ واحدٍ” ينتظرون القوة من العلي.

هذه المقارنة أشار إليها بولس الرسول وفسَّرها في (عب 2، 18-19): "لأنَّكم لم تأتوا إلى جبلٍ ملموسٍ مضطرمٍ بالنار، وإلى ضباب وظلام وزوبعة، وهتاف بوقٍ وصوت كلمات… بل قد أتيتم إلى جبل صهيون، وإلى مدينة الله الحي، أورشليم السماويّة… لذلك، ونحن قابلون ملكوتاً لا يتزعزع ليكن عندنا شكرٌ به، نخدم الله خدمةً مرضيَّةً بخشوع وتقوى، لأنَّ إلهنا نارٌ آكلة”.

في سيناء، عندما صارت الرعود ونزل الربّ على الجبل بالنار، لم يقترب الشعب منه بل بقوا في أسفل الجبل. وهنا، حين ينحدر الروح الإلهيّ ننطرح نحن أسفل. وكما أنَّ التلاميذ سجدوا للربّ يسوع وهم يرونه صاعداً، نسجد نحن له أيضاً إذ نراه (الروح) نازلاً. لهذا، صعد يسوع لينـزل الروح. فكما ودعناه نستقبله الآن بالسجود.

والسجدة هنا تحمل اللياقة المطلوبة لحلول الروح النازل على التلاميذ بألسنة ناريّة. كانت الشريعة القديمة عشر وصايا على ألواحٍ حجريّة، مرقومة بإصبع الله. أما الشريعة الجديدة فهي "استقرارَ الروحِ” علينا. الروح لم يستقرّ على بعضهم في العهد القديم لأنَّهم "ما كانوا إلاَّ بشراً” أي جسدانيين يحيون للبشرة.
لا يستقرّ الروح إلاَّ على الرُّكب المنحنية. ما نقدمه نحن أمام حلول الشريعة الجديدة هو إحناء الأعناق والركب. نحن نقدم ضعفنا، وتوبتنا، وخشوعنا، وقوّته تكمل في ضعفنا. هكذا نستقبل الشريعة الجديدة. هكذا نستقبل الروح النازل. إنَّ إحناء الركب يعني تماماً انفتاح القلب لعمل الروح. "قلتُ الآن ابتدأتُ هذه تغييرُ يمين العليّ”.
"
فأيّ إله عظيم مثل إلهنا،
أنت الربّ الصانع العجائب وحدك”.
آميــن

+ المطران بولس اليازجي
متروبوليت حلب والاسكندرونة وتوابعهما (اعاده الرب سالما معافى).

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com