عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E سير قديسين

القديس اثناسيوس_ ترجمة عربية مجهولة

سيرة القديس أثناسيوس في ترجمة عربية مجهولة

مضمون السيرة العربية

والآن، بعد هذه الجولة السريعة بين ربوع المخطوطات، نصل إلى مضمون السيرة العربية موضوع حديثنا. في الصيف الماضي، وبالتحديد في شهر أغسطس، وقبل الاطلاع على مخطوطتي دير الأنبا أنتونيوس [أنطونيوس]، قدمت نشرة نقدية للسيرة الواردة في مخطوط المركز الفرنسيسكاني. ولكون النص بلا أية تقسيمات داخلية، بل هو سرد مستمر، بدون فواصل، قمت بتقسيم السيرة إلى فقرات مرقمة ترقيماً متتابعاً وصل إلى رقم 280. ولكن الآن، وبعد معرفة الأجزاء الناقصة، يمكن أن يصل الترقيم إلى 350. وقد وضعت عناوين بين قوسين مربعين للنص، وفي مرحلة تالية قمت بصب السيرة داخل خمسة فصول، هوذا مضمونها:

الفصل الأول:

سيرة القديس أثناسيوس قبل الاختيار للبطريركية. وهنا، بعد المقدمة، نتعرف على طفولة القديس في مدينة الأسكندرية؛ ونشأته من أسرة وثنية ("وجنسه من الوثنيين، وأبواه غير مؤمنين" يقول السينكسار إنه "من الأولاد الحنفاء") وقيامه مع بعض زملائه المسيحيين بتمثيل طقس الرسامات الدينية (قابل ما يكتبه حول ذلك رفينوس في تاريخ الكنيسة PL21/487)؛ ومشاهدة الأنبا أليكسندروس لذلك ونبوته عن مستقبل القديس. ثم تنتقل السيرة لكي تحدثنا عن وفاة والد القديس وهو في سن الثانية عشرة؛ عن محاولات أمه لتزويجه عندما أتم الخامسة عشرة، والحيل الشريرة التي لجأت إليها لتحقيق ذلك. وبعد فشل هذه المحاولات، أخذته أمه وتوجهت إلى الأنبا أليكسندروس، وتعمدت على يديه هي وابنها، الذي دخل في خدمة الأسقف.

وهنا نعرف أن اسم أم القديس كان "فيدالاوس"، وتحول إلى "صوفيا"، واسم القديس كان "هرما" وتحول إلى "أثناسيوس" (لا ترد هذه المعلومة في أي مصدر آخر). وبعد سبعة أيام من نوال المعمودية منح الأنبا أليكسندروس أثناسيوس درجة الشماسية. وهنا تجري المعجزة الأولى على يد أثناسيوس، وهي شفاء رجل أعرج، وشفاء أناس عديدين. وتُذكر معجزة شفاء الأعرج بالمعجزة التي أجراها الرسولان بطرس ويوحنا، في بدء البشارة الرسولية، والتي يرد ذكرها في سفر أعمال الرسل (3/1-10، و 14/8-10). ثم نقرأ عن معجزة ثانية للشماس أثناسيوس، وهي إماتته لرجل ظالم يدعى ألاريخوس.

والفصل الثاني:

 يعالج السنوات الأولى للقديس أثناسيوس كبطريرك، وهربه الأول إلى إيساوريا. ويجري الحديث هنا عن رجل من أتباع أريوس اسمه لوقياس (ويرد أحياناً بصيغة لوكياس ولوقيانوس) اعترض على اختيار القديس للبطريركية، فرد عليه مجمع عُقد في رومية، وضم يوليانوس أسقفها، ويوحنا أسقف أفسس، وأعلن المجمع، برسالة إلى كنيسة الإسكندرية، تأييده للقديس. بعد ذلك ظهر أرسانيوس، وتلاه جرجيوس، وهما من أتباع أريوس فاضطر القديس أثناسيوس للهرب إلى إيساوريا (تُكتب "سوريا" في مخطوط المركز) في بلاد المغرب أو الغرب (وهي حتى في الواقع في الشرق).

وهنا تورد السيرة عدة أحداث، الأول منها نبوة القديس عن سقوط معبد وثني (بربا) لابلون، والثاني الشروع في بناء كنيسة في مدينة تُدعى تسالونيقية؛ والثالث موت ابن ادرانيوس، وكان كبير المدينة، وإقامة القديس له. وتُذكر هذه المعجزة بتلك التي أجراها القديس بولس، في ترواس (أعمال الرسل 20/7-20). ومن الأحداث الأخرى شفاء رجل به شيطان أثناء منح سر العماد والميرون، ثم رسامة فتيان أسقفاً لايساوريا. تلي ذلك عودة القديس إلى الإسكندرية، ومعجزة موت غريغوريوس الشرير.

والفصل الثالث:

 يُخصص برمته لهرب القديس أثناسيوس، وإقامته لمدة ثلاث سنوات في مدينة أخميم بصعيد مصر. وتبدأ الأحداث بمؤامرة لوقياس ضد القديس، الذي يضطر للهرب متخفياً، وفي مدينة أخميم عمل كأجير عند رجل صباغ يُدعى أرسانيوس. وتشير السيرة إلى أن القديس، في هذا الهرب، تشبّه بالمسيح، الذي هرب من أمام وجه هيرودس والتجأ إلى أرض مصر (متى 2/13-15)، وكذلك تشبه بالمسيح في تواضعه عندما خدم التلاميذ وهم على العشاء. وتورد السيرة خبر القديس مع الكاهن والحداد، الذي أقام الذبيحة الإلهية، مرة، بمفرده، فعاتبه القديس على ذلك.

وأثناء وجود القديس بمدينة أخميم سقط معبد وثني (بربا) بمجرد لمسه له. وأثناء غياب القديس، كتب شعب الإسكندرية رسالة إلى الملك، يطالبون فيها بعودة راعيهم. وبعد موافقة الملك على ذلك، بدأ البحث عن القديس. ولم يعرف الشعب مكانه، إلا بسؤال القديس أنتونيوس [أنطونيوس]. وقد تعجب الكاهن الحداد وخاف عندما علم أن الذي عاتبه من قبل على إقامته القداس بمفرده، هو راعي الكنيسة الأكبر بذاته. وكذلك ذهل أرسانيوس، معلم القديس، وأسقف المدينة. وينتهي هذا الفصل بعودة القديس من منفاه الثاني إلى الإسكندرية.

والفصل الرابع:

 يتطرّق إلى الحديث عن حرب جديدة ضد القديس أثناسيوس شنها عليه المدعو غريغوريوس، وهو من أتباع أريوس، مما دفع القديس إلى الهرب، للمرة الثالثة، والاختفاء أولاً في بيت امرأة عذراء، اسمها أوناميا. وقد صار توقف القديس في بيتها مبعث معجزات شفاء. وتحكي السيرة عن ظهور القديس لسيدة نبيلة غاب عنها زوجها، ونبوته لها بأن زوجها سيعود قريباً. وأثناء الهرب الثالث زار القديس الأنبا باخوم في صعيد مصر، ثم عاد إلى الإسكندرية. بيد أن الحرب عليه عادت فاشتعلت، فأخذ طريق الهرب للمرة الرابعة. اختفى أولاً في أحد القبور المهجورة، وبعد العودة إلى الإسكندرية، توجه لمقابلة الملك مع ليبريوس (يرد هذا الاسم في المخطوطات بصيغ مختلفة الغالب عليها: ليواريوس، والأقل: ليغاريوس وليفاريوس) وتطلق عليه السيرة لقب "بطريرك رومية"..

وبعد مواجهة ساخنة مع الملك، قام هو بنفيهما إلى جزيرة البربر. ويسمى هذا المكان في النص القبطي الأصلي جزيرة أورباتوس Urbatos، ولم يوفق أوسكر فون لِمّ ولا تيتو أورلندي في تحديد هوية هذا المكان. وقد هدى القديس أثناسيوس أهل الجزيرة إلى الإيمان، ولكن لم يمنحهم سر العماد في البداية. وقد تدخلت السماء لإجبار الملك على إعادة القديس إلى مدينته. ولكن قبل مغادرة الجزيرة، أعاد القديس النظر إلى ابنة كبير الجزيرة. وبعد استقرار الأوضاع في مدينة الإسكندرية، عاد القديس إلى جزيرة البربر، وعمدهم. ومن جديد أعاد النظر إلى شخص أعمى. أما شخص آخر وكان بعين صحيحة وأخرى عمياء، فلقلة إيمانه شُفيت عينه العمياء، وعميت تلك الصحيحة (نقرأ عن معجزة مشابهة في سيرة الأنبا ديوسكوروس. وهو في منفاه). وبعد عماد أهل الجزيرة، حوّل القديس مياه بحيرة من المرارة إلى الحلاوة.

والفصل الخامس:

 يُخصص كله لخبر القديس أثناسيوس مع القديس ليبريوس أسقف روما، وإقامة القديس أثناسيوس في روما لمدة ثلاث سنوات، وحديثه الطويل مع بطرس الرسول، واطلاعه على ظهورات القديس بطرس للأب ليبريوس. ومن الملاحظ هنا أن المعطيات التاريخية المتعارف عليها تؤكد أن القديس أثناسيوس هرب إلى روما، في منفاه الثاني، وجرى ذلك في عهد البابا يوليوس (337-352)، لا في عهد البابا ليبريوس (352-366)، الذي انتهى به الأمر إلى التنكر للقديس أثناسيوس وإيقاع الحرم عليه (المصادر القبطية القديمة كلها تغص الطرف عن هذه الجزئية).

فضلاً عن ذلك لا تتحدث السيرة عن هرب إلى روما، بل عن رحلة قام بها القديسان أثناسيوس وليبريوس على جناحي كاروبيم من السماء، تركهما داخل المدينة. ويرد أثناء حديث القديس بطرس مع القديس أثناسيوس كشف الرسول له أن حكم الرومان سيزول من مصر، وستأتي "امة قوية لا تشفق على بيع المسيح". ولعلنا هنا أمام إشارة إلى الغزو الفارسي لمصر، أو بالحري ذلك العربي في القرن السابع. وينقطع سياق الأحداث فنقرأ في السيرة عن حديث طويل ذي صبغة قانونية بين القديس أثناسيوس، الذي يسأل، وبين القديس بطرس، الذي يجيب.

والفصل السادس والأخير:

  عالج السنوات الأخيرة من حياة القديس أثناسيوس. ونقابل هنا مؤامرة جديدة ضد القديس، عندما أُلقيت عليه تهمة الاعتداء على امرأة. وقد كشف يوفيانوس زيف هذه التهمة. ويحكي هذا الفصل عن موت الملك يوليانوس الجاحد في الحرب ضد الفرس، وعن تملك يوفيانوس الصالح من بعده. وتنتهي السيرة بمعجزتين للقديس أثناسيوس، الأولى هي معجزة الرعود والصواعق، والثانية هي إعادة النظر لاثنين من العميان.

وأخيراً تخبرنا السيرة عن موت القديس وتدعونا إلى الاقتداء به.الأسلوب الأدبي لهذه السيرة هو أسلوب "الميمر" أو "المديح Encomium" الذي يُقرأ على المؤمنين يوم عيد القديس (نص السيرة طويل ويحتاج على الأقل إلى ثلاث ساعات لقراءته). ويضع مؤلف السيرة تحت ناظريه حياة المسيح، وعلى الأخص حياة الرسل، وعلى ضوء حياتهم يخط سيرة القديس أثناسيوس؛ ولا عجب في ذلك، فهو أيضاً "رسولي".ولكن كيف وصل إلينا هذا النص؟ هذا ما سنقدمه ،،،

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com