عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E نجمه في المشرق

تقيم كنيسة المسيح

"تقيم كنيسة المسيح ربنا وإلهنا، كنيستنا الرومية الأرثوذكسية الأورشليمية، أم الكنائس" اليوم تذكار الراقدين

"سبت الراقدين" ..

مقدّمة:

الصلاةُ من أجلِ الراقدين من صُلبِ الإيمانِ المسيحيّ، وحياةُ الإنسانِ لا تنتهي مع تحلُلِ جسمِه التُّرابيِّ وانفصالِ روحه عن جسدِه، بل يستمرُّ الإنسانُ حيًّا بالروح بانتظارِ القيامةِ العامّة: "لا تتعجّبوا من هذا، فإنّه تأتي ساعة فيها يسمَع جميعُ الذين في القبورِ صوتَه، فيخرجُ الذين فعَلوا الصالحاتِ إلى قيامةِ الحياة، والذين عمِلوا السيئاتِ الى قيامةِ الدينونة” (يوحنا٢٨:٥-٢٩).

لا موت في المسيحيّةِ بل رقادٌ وانتقالٌ إلى حياةٍ أبديّة، من هنا نَدعوهُ "سبتَ الراقدين".

الموتُ أُميتَ بموتِ المسيحِ على الصليب، وبنزولِ الرّبِّ إلى الجحيم غُلبَ الموتُ في عُقرِ دارِه

جوابًا لأخت لعازر الذي كان قد أنتنَ من بعد أربعةَ أيّامٍ في القبر، قالَ الرّبُّ يسوعُ المسيح: "أنا هو القيامةُ والحياةُ. مَن آمنَ بي ولو ماتَ فسيحيا (٢٥:١١)، وبعد ذلك نرى الربَّ يقفُ إزاءَ قبرِ لَعازرَ ويصرخُ بصوتٍ عظيمٍ قائلاً:":«لَعازر، هلم خارجًا!». فخرجَ.

عندما كُتب الجزء الأوّل من دستور الإيمان في المجمع المسكونيّ الأوّل في نيقية عام ٣٢٥م، لم يستعمل الآباء كلمة "ماتَ" بل "صُلبَ عنّا على عَهدِ بيلاطسَ البنطيّ، وتألَّمَ وقُبرَ وقامَ في اليومِ الثالث". وذلك لأنّ المعنى اللفظيّ لكلمةَ "موت" هو الفناءُ والعدم. وللربّ يسوعَ طبيعتينِ كاملتين، إلهيّةً وبشريّةً، وأنّ الطبيعةَ الإلهيّةَ لا تموتُ، من هنا قامَ بسلطانِ ذاتِه، وهو سيقيمُ الأحياءَ والأموات.

المسيحيّةُ تخاطبُ كلَّ بشرٍ وتقولُ له:"يا إنسان، لا تَكتَفِ بالقولِ إنّك من الترابِ وإلى الترابِ تعود، بل قُلْ أيضًا إنّك من الله وإليه تعود".

 سبت الأموات أو بالأحرى سبت الراقدين:

تُقيم الكنيسة الأرثوذكسيّة تذكارًا للراقدين على رجاء القيامة المجيدة مرّتين في السنة، ويعرفان بسبت الأموات.

الأوّل: يقع قبل "أحد مرفع اللحم" أو ما يعرف ليتورجيًا "بأحد الدينونة".

الثاني: وهو السبت الذي يسبق "أحد العنصرة" مباشرةً.

في السبتِ الذي قبلَ مرفعِ اللحمِ، تدعونا الكنيسةُ إلى ذكرى عامةٍ لجميعِ الذين "رقَدوا على رجاءِ القيامةِ المجيدةِ والحياةِ الأبديّة”.

يأتي هذا السبتُ قبلَ أحدِ الدينونةِ وذلك لأنَّ الدينونةَ مرتبطةُ باللهِ وحدَه والكنيسةُ تصلّي على الرجاء.

والدينونة تعني مجيء المسيح الثاني، ولأن أمواتنا لم يخضعوا للدينونة بعد، نذكرهم في الصلاة طالبين لهم الراحة ورحمة الله العظمى اللامتناهية، كما نذكّر في الوقت ذاته أنفسنا بالتوبة.

السبت الآخر مرتبط بالروح القدّس الذي هو علّة الحياة والنعمة والقداسة. وفيه تطلب نعمة الروح القدس للراقدين لتعزيتهم وراحتهم.

 ملاحظة:

١- كلّ سبت في الليتورجيا الأرثوذكسيّة هو مُخَّصَص للراقدين، كذلك في كلّ قدّاس إلهي يُذكر فيه الراقدون.

٢- لا موت في المسيحية لأن المائت الحقيقي هو الرافض لنعمة الرّب يسوع المسيح وحضوره في قلبه، من هنا لا يأتي دستور الإيمان الذي هو من القرن الرابع ميلادي إلى ذكر لفظة موت للمسيح بل يقول عنه "صُلب عنّا على عهد بيلاطس البنطي، تألّم وقبر، وقام في اليوم الثالث"

وهذا مراده أن للمسيح طبيعتين كاملتين ومشيئتين كاملتين: إلهيّة وبشريّة. وهو مات من جهّة طبيعته البشريّة وليس من جهّة طبيعته الإلهيّة.

فلأنّ أمواتنا يرقدون على رجاء القيامة الآبديّة وبالتالي لا يموتون، ولأنّ سيّد الحياة ومصدرها تجسّد، وأبطل الموت بموته، ولأنّنا به أناسٌ قياميون، نصلّي مع  راقدينا ولهم. 

نعم، نحن في المسيح واحد، ومن أمن بالرّب يسوع وإن مات فسيحيا.

المسيح قام .. حقا قام

"أين شوكتكَ يا موت؟

أين غلبتكِ يا جحيم؟

قام المسيح وأنتِ صُرعتِ.

قام المسيح والشياطين سقطتْ.

قام المسيح والملائكة فرحت.

قام المسيح والحياةُ انبعثت. قام المسيح ولَم يبقى احد ميت في القبور.

لأنّ المسيح، بقيامته من بين الأموات، صار باكورةً للراقدين.

فله المجد والعزة إلى دهر الداهرين".

القديس يوحنا الذهبي الفم

 

 

 

 

 

 

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com