عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E أخبار الرعايا

كتب الأب الفاضل Youhanna Geha
كتب الأب الفاضل Youhanna Geha
الصوم قرّب، صار عالبواب.
اللي مش ناوي يصوم يصطفل...
بسّ ما حدا يخترعلنا شعارات وأقوال وحكم تا يعلّمنا إنّو بالصوم مش لازم نصوم،
فتحسّبًا واستباقًا حابب ذكّر:
1- الصوم شريعة كنسيّة مُلزمة وهوّي مِن وَصايا الكنيسة متلو متل حضور قدّاس الأحد،
فإذا كان التغيّب عن قدّاس الأحد خطيّة بيستدعي التوبة والاعتراف فالصوم كمان.
2- نظام الصوم بحدّدو الأدنى بتحدّدو الكنيسة، برسالة سنويّة بيصدرها غبطة البطرك.
ما في تفسيح من الصوم إلّا للأطفال والعجزة والمرضى. وكلّ عذر آخر بيفترض مشورة الكاهن. 
3- الصوم عن الصوم بحجّة إنّو الأصوام عمل فارغ، وإنّو الصوم هو صوم عن الكلام البذيء والخطايا، هو حجّة واهية وضلال. لأّنو الكلام البذيء والخطايا لازم نصوم عنهن كلّ السنة. أمّا زمن الصوم فهو مخصّص للصوم عن الأكل والشرب، كترويض للجسد: أقمع جسدي وأستعبده لئلّا ارذلَ أنا الّذي بشّرت الكثيرين (1 كو 9: 27).
4- صوم الجسد مهمّ جدّا لدرجة إنّو المسيح نفسو مارسو وقال بكلّ صراحة إنّو في أنواع من الشياطين لا تطرد إلّا بالصوم والصلاة. وهيدا تأكيد على قوّة الصوم وفعاليّتو.
5- أمّا الشعارات الرنّانة متل "الصوم هوّ إنّو تحبّ قريبك" أو "ألصوم هو صوم عن البخل والأنانيّة والحسد" أو "الصوم هو إنّك تساعد الفقر" أو "كول قدّ ما بدّك بسّ كون حامل فرح الإنجيل بقلبك"... كلّ هيدا عملة ما بتنصرف.
هيدي الشعارات فاسدة لأنّا مجرّد حجّة للهروب من وصيّة الصوم المقدّس. 
فالصوم ما بيمنعك تحبّ قريبك، ولا بيمنعك تصوم عن البخل والأنانيّة والحسد، ولا بيمنعك تساعد الفقرا، ولا بيمنعك تكون حامل فرح الإنجيل الحقيقيّ
بيكفّي يكون الصوم وصيّة الكنيسة، حتّى بكلّ طاعة ومحبّة بنويّة لبّي صوتها من كلّ قلبي.
6- كلّ الأنبيا العظام من موسى حتّى يوحنّا كانوا يجاهدوا بالأصوام، ويسوع صام بالبرّيّة أربعين يوم وأربعين ليلة بجهاد عظيم، وبالصوم غلب إبليس وانتصر على التجارب.
7- كلّ القدّيسين بالكنيسة صاموا. ومار شربل نموذج الصائمين. وصيام مار شربل ما منعوا يصوم عن الأنانيّة والشهوة والبخل والحسد والخطيّة. بالعكس الصوم عطاه جناحين تا يحلّق بالقداسة.
8- مش معقول ندّعي بصلواتنا إنّو نحنا عم نصوم، ونكون نازلين أكل 24 على 24 و7 على 7،
ألله ما فينا نبيعو حكي. وألله يللي بيشوفنا صايمين بالخفاء بيجازينا بالعَلَن.
9- منرتّل: "بالصوم يُفتح بابُ السماء من صامَ يُمنح ملكَ العلاءِ"...
إذا مش مصدّقين قيمة الصيام بلاها هالترتيلة. وإذا حقيقةً بدنا يكون باب السما مفتوح وملك العلا ممنوح، فبأيّا منطق منتخلّى عن المفتاح؟
10- درس كنيستنا عن الصوم من خلال ترتيلة مارونيّة:
موسى صام فتبرّر وإيليّا تطهّر. والربُّ صامَ صَومًا مقدَّسًا لأجل البشرِ جميعًا. فالشيطانَ قَهَرَ ومن وقرِ الخطيئة حرّر آدمَ وبنيه. إخوتي لا نَصُم صومًا مكريًّا قاطعينَ الخبزَ عن فمنا تاركينَ الشرَّ في ضميرِنا.
كما نرى، تؤكّد لنا الكنيسة فعاليّة الصوم عندما تذكر أصوام موسى وإيليّا والربّ يسوع المسيح. ولكنّها عندما تحذّرنا من الصومِ الماكر، فهي لا تطلُبُ منّا ألّا نصوم، بل أن لا نَكونَ ماكرين في الصوم.
هيَ تُريدُ أن يكونَ انقطاعُنا عن الخبزِ مسيرة نحوَ انقطاعِنا عن الشرّ. فكيفَ لمن لا يستطيعَ أن يحرّرَ نفسَهُ من شهوة الأكل البسيطة، أن يُحرّر نفسهُ من شهواتٍ أعظم ومن سلطانِ الشرّ؟
هذا ما تريدنا الكنيسةُ أن نعيشَه في زمَنِ الصوم: أن نقمعَ جسدنا عن الطعامِ لكي يسهُلَ علينا قمعُ نفسنا عن الشرّ.
وهذا الصومُ إن عشناهُ ظاهرًا وباطنًا، خلال الخمسينَ يومًا، كشركة في صليب المسيح وموته، يؤهّلنا للشركة في قيامَتِه، لا في عيد الفصح وحسب، بل في الملكوتِ السماويّ إلى الأبد.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com