عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

إنقلاب أميركي في الفاتيكان

 

إنقلاب أميركي في الفاتيكان ؟ 

  فور تصاعد الدخان الأبيض من حاضرة الفاتيكان معلناً إنتخاب الأيطالي الأصل يورغو ماريو برغوغليو خليفة بطرس، تعالت أصوات النشاز متهمة "أسقف الفقراء" الكاردينال الأرجنتيني الذي اختار اسم البابا فرنسيس، بتهم لا تمّت الى الحقيقة بصلة. إدعى المشككون ان الحبر الأعظم المُنتخب تغاضى عن الفظائع التي سبق وإرتكبتها الديكتاتورية العسكرية في الأرجنتين تحت حكم الجنرال فيديلا (1976-1983)، منها على سبيل المثال لا الحصر، إلقاء الضحايا المدنية من الطائرات العسكرية على متن "رحلات الموت." 

   منذ أيام معدودة وفِي الطائرة التي أقلّت البابا فرنسيس الى الموزامبيق، سلَّمه نيكولا سينيز مراسل صحيفة "لاكروا" نسخة عن كتابه الصادر حديثاً تحت عنوان "كيف تريد اميركا تغيير البابا؟" الحبر الأعظم عرضة لحملة عدائية نكراء أبطالها من المنضوين تحت راية تيّار كاثوليكي محافظ قوامه أثرياء علمانيون تدعمهم وسائل إعلام معروفة كما وكالة  ال FBI. تتحدث صحيفة "لوموند" الباريسية عن مضمون كتاب سينيز وكيف يعتبر هؤلاء الانقلابيون في واشنطن ان قداسة الحبر الأعظم دنّس النظام الكاثوليكي التقليدي عندما عمد الى تشويه سمعة الرأسمالية المتوحشة والليبرالية المطلقة، والى التنديد بسياسات الدول الغربية في موضوع الهجرة واللجؤ الى غيرها من المواضيع الشائكة. 

  في أواخرا آب من العام الماضي وجّه السفير البابوي في اميركا المونسنيور كارلو ماريا فيغانو كتاباً مفتوحاً غريباً عجيباً الى قداسته يدعوه فيه الى التنحي. يُقال ان فيغانو بإيعاز من مؤسسة خيرية تُدعى "فرسان كولومبوس" وتملك اصولاًتتعدى قيمتها المئة مليار دولار، كما من مؤسسات أميركية حكومية وغير حكومية تدعي ان البابا فرنسيس يشجع لاهوتاً عدائياً للإدارة الأميركية. 

   تعود أسباب النقمة الأميركية اليهودية هذه الى سياسة البابا فرنسيس الانفتاحية على الأديان الاخرى ومحاربة الفقر والطغيان، سياسة سبىق واطلقها المجمع الفاتيكاني الثاني في بداية الستينيات من القرن الماضي وتابعها قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني ويستكملها حالياً البابا فرنسيس. "بابا الرجاء" هو اللقب الذي أُطلق على فرنسيس القائل أثناء زيارته الى البرازيل امام ملايين المؤمنين في العام 2013:"ان يسوع المسيح لا يعاملنا كالعبيد وكخدّام بل يعاملنا كرجال احرار، كأصدقاء وأخوة." لعلّ أقوال هذا الانسان المتميز تزيل الغشاوة عن عيون البعض وتسمح لشعاع ضوء بإختراق الضباب الكثيف الذي شيدته الأخطاء والخطايا. 

   وما زيارة البابا فرنسيس الى الأراضي المقدسة في فلسطين المحتلة والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في وجه الإحتلال الاسرائيلي إلا سبباً اضافياً في محاولة تحييده ودفعه الى الاستقالة. أتت ردّة فعل البابا فرنسيس على هذه الحملة الغوغائية بمنتهى الحزم والبساطة عندما أجاب محاوريه بالقول:"شرف لي أن يهاجمني الأميركيون." لعلّ هذا الجواب المختصر هو خير دلالة على النزاع المتواصل منذ حكم رونالد ريغن وما قبله  بين الكرسي الرسولي في روما والإدارة الأميركية في واشنطن وسياستها القمعية الديكتاتورية في الشرق الأوسط وفِي العالم كله.  

   لقد أتت زيارة البابا فرنسيس الى شبه الجزيرة العربية هذا العام ولقائه أركان دولة الإمارات العربية المتحدة  وشيخ الأزهر الدكتور احمد الطَّيِّب كي تؤكد مرة بعد على رغبة روما في بناء جسور المصالحة والاحترام المتبادل

بين المسيحية والإسلام عِوَض بناء جدران العزل والكراهية على منوال الكيان الصهيوني، من خلال الدعوة الى الإنخراط في ثقافة السلام. 

   يقول المطران كيرلّس بسترس:"مسيحنا كله محبة وبذل الذات وعطاء الحرية. مسيحنا هو التواضع والترفّع ونور النور." نعم، مسيحيتنا ليست صلباناً ذهبية ولا ثياباً أرجوانية ولا خواتم ماسية بل هي إيمان مطلق بالله الواحد الأحد خالق السماوات والأرض،إيمان مطلق بالمحبة والتواضع والتسامح وقبول الآخر.

منقول

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com