عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E نشاطات وفعاليات

أحد أهم الفروقات

أحد أهم الفروقات بين الكثلكة والأرثوذكسية هو أنَّ البابا في الكثلكة "معصوم عن الخطأ في أمور التعليم" (المادة 891 من الكتاب الرسمي للتعليم الكاثوليكي) في حين أنّه لا عصمة إلا الله في الكنيسة الأرثوذكسية!
فالبطريرك الروسي كيريل هو في النهاية إنسان معرّض للخطأ.. ولكي نكون أمينين مع إخوتنا، وصادقين في انتماءنا للمسيح قبل انتماءنا لأيِّ شخصٍ آخر، لا بُدَّ أن نقول بصراحة أنَّ غبطة البطريرك كيريل لم يُوفَّق في بيانه الأخير المشترك مع البابا فرنسيس.
بحسب التعليم الأرثوذكسي والقوانين الكنسية في المجامع المسكونية، فإنّه إذا ما تعارضَ تصريحٌ فردي للبطريرك مع تعليمٍ أو وثيقةٍ رسمية صادرة عن مجمعٍ مقدس، فإنَّ قانونية الثانية تبقى أقوى بكثير من الأولى: يعني أنَّ التصريح الفردي يُصبح لا قيمة له..
من هنا فإنَّ تصريح البطريرك كيريل المشترك مع بابا روما، ليس له أيّة قيمة قانونية لتعارضه الواضح مع الوثيقة الرسمية الصادرة رسميًا عن المجمع الروسي المقدس عام 2000 في عهد البطريرك المثلث الرحمات "ألكسي الثاني". (تلك الوثيقة هي بعنوان: " المبادئ الأساسية في العلاقة مع غير الأرثوذكسيين")

ويمكن تلخيص أهم التعارضات بين "تصريح البطريرك كيريل" و"الوثيقة الرسمية للمجمع الروسي المقدس" بالتالي:

١- التعارض الأول: ما هو سبب الخلافات مع غير الأرثوذكسيين؟
الخلاف بحسب تصريح البطريرك كيريل سببه الخطيئة! إذ نقرأ في البند الخامس من البيان المشترك مع البابا:
"...
نحن منقسمون بفعل الجراح التي تسببت بها نزاعات ماضٍ بعيد وقريب وبفعل اختلافات ورثناها عن أجدادنا .... نأسف لخسارة الوحدة، وهي خسارة ناتجة عن الضعف البشري والخطيئة.."

ولكن الوثيقة الرسمية للمجمع الروسي المقدس تقول شيئًا مختلفًا:
"
الكنيسة الأرثوذكسية ترفض بحزمٍ الأطروحة التي تقول "أنَّ الخلافات ناتجة عن عدم الفهم وسوء الفهم وعدم المحبة وعدم الرغبة في فهم الآخر".. الكنيسة لا تقبل بهذا المبدأ فلا يجوز أن ننسب الخلافات الكنسية الى الاهواء البشرية.. هذه عقائد متعلقة فقط بالكتاب المقدس والتقليد (التسليم) المعطى مرة للقديسين (يه١: ٣). لا يجوز مساواة العقائد بالأهواء! إنَّ خلافنا مع غير الأرثوذكسين لا يقوم على عوامل نفسية وبشرية بل على كلمة الله المقدسة في الكتاب المقدس والتقليد الآبائي!"

٢- التعارض الثاني: مبدأ "الخلافات التاريخية"
البطريرك كيريل وافق على مبدأ "الخلافات التاريخية"، إذ جاء في البند السابع:
"
لقد عقدنا العزم لبذل كل الجهود اللازمة من أجل تخطي الخلافات التاريخية التي ورثناها..."

ولكن المجمع الروسي المقدس يرفض هذا المبدأ إذ تقول الوثيقة الرسمية:
"
الكنيسة الأرثوذكسية ترفض مبدأ أنّ "الخلافات تاريخية" وأنّه يجب أن نلتقي على أسس مشتركة .. فمن سقط من الكنيسة لا يمكن أن نتحد معه في حالة السقوط التي هو عليها الآن، إلا إذا تاب وعاد عن سقوطه أي عاد إلى حضن الكنيسة الأرثوذكسية . والكنيسة لا تستطيع أن تقبل الأطروحة التي تقول "أنّ الخلافات بين المذاهب إنما هي تاريخية بسبب عدم كمال رجال الكنيسة".. ترفض الكنيسة هذا المبدأ الذي يلغي كامل الكنيسة الأرثوذكسية ويدعو إلى بناء كنيسة جديدة بنموذج جديد ومزيف.."

٣- التعارض الثالث: هل يمكن أن تتم الوحدة من خلال طريق الخدمة المسيحية للعالم؟
تصريح البطريرك كيريل والبابا فرنسيس يقول في البند 24:
"
الأرثوذكس والكاثوليك ليسوا متحدين فقط بواسطة التقليد المشترك لكنيسة الألفية الأولى، وإنما أيضًا من خلال رسالة التبشير بإنجيل المسيح في العالم المعاصر..."
ومثله نقرأ في البند 28: "في العالم المعاصر ... يدعى الكاثوليك والأرثوذكس إلى التعاون أخويًا في سبيل إعلان البشرى الخلاصية السارة ... فهذا العالم ينتظر منا شهادة مسيحية قوية في كل المجالات الحياة الشخصية والإجتماعية.."

في المقابل يرفض المجمع الروسي المقدس بحزمٍ هذا المبدأ إذ تقول وثيقته:
"
الكنيسة الأرثوذكسية ترفض الأطروحة التي تقول "أنَّ الوحدة بين الكنائس يمكن أن تحصل من خلال طريق الخدمة المسيحية للعالم أي كيف نخدم الناس".. فالكنيسة تؤمن أنَّ لا وحدة مسيحية خارج الايمان المستقيم والعقائد الإلهية.. ذلك أن الكنيسة ليست مؤسسة إجتماعية أو مدرسة أخلاقية، بل هي جسد المسيح الذي يخلص الإنسان لا بالأعمال فقط، بل بالإيمان الصحيح أيضًا!"

خلاصة: تصريح البطريرك كيريل المشترك مع البابا فرنسيس ليس له أي قيمة قانونية لتعارضه الواضح مع تعليم المجمع الروسي المقدس، إذ إنَّ قوة المجمع المقدس هو أعلى من التصاريح الفردية لأي شخص..
هل عرفنا الآن لماذا لم تلتقي روسيا مع روما طوال أكثر من ألف سنة على الرغم من بطاركة قديسين مروا على التاريخ الروسي العظيم؟
لأنَّ الحوار مع من يريد الوحدة الإلهية شيء، والحوار مع من يريد الوحدة البشرية شيءٌ آخر..

فاسمحوا لنا في النهاية أن نختم بما يقوله أيضًا المجمع الروسي المقدس في الوثيقة الرسمية السابق ذكرها:
"...
فالوحدة المسيحية هي وحدة الإنسان مع الله وليس وحدة الإنسان والإنسان دون الله.. فكل الجهود والإتفاقيات البشرية لا تفيد شيئًا بدون نعمة الله، إذ لا وجود لوحدة خارج الكمال الإلهي للعقائد.. الله وحده مصدر الوحدة ومصدر الخلاص.. "إن لم يبنِ الرب البيت فباطلًا يتعب البناؤون، إن لم يحرس الرب المدينة فباطلًا يسهر الحارسون" (مز١٢٧: ١).
الوحدة تكون فقط في الإيمان الصحيح (الأرثوذكسي)، والإيمان الصحيح هو المسيح الحقيقي، والمسيح هو وحده "الطريق والحق والحياة" (يو١٤: ٦)."

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com