عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

20/6/2009
يسر الانسان _ قدس الاب اغابيوس يمين

 

" يُسرُّ الإنسان بجواب فمه والكلمة في وقتها ما أحلاها" { امثال15:23}

كلمة قدس الأب اغابيوس عارف يمين كاهن رعيتي جديدة وكفرياسيف للروم الملكيين الكاثوليك

باسم الآب والابن والروح القدس آمين

قدس الأب جريس قسيس الموقر،

قدس الأب يوسف متى الموقر،

 الأستاذ ميخائيل بولس، المرشد والمعلّم والكاتب،

الأستاذ يوسف جريس شحادة مدير عام جمعية أبناء المخلص في الأراضي المقدسة المحترم،

الأستاذ جدعون وطفة عريف الندوة المحترم،

الأستاذ جورج انطون نائب رئيس المجلس المحلي جديدة المحترم،

أيها الحضور الكريم مع حفظ الألقاب

مساء الخير،

ورد في سفر الأمثال: " الحكمة هي الرأس، فاكتسب الحكمة، وبكلّ كسبِكَ اكتسب الفطنة، ارفعها فتعليك، إذا عانقتها تمجّدك. تجعل على رأسك إكليل نعمةٍ وتوليك تاج جلالٍ".

الكلام كثير، والفكر غنيّ بما يخزن، فاحترتُ من أين ابدأ لعلّي أصيب بما رغبت قوله، واخترت أن أبدا موجها كلامي للكاتب ميخائيل ما قاله الشاعر أبو الطيب:

لا خيل عندي اهديها ولا مال               فليسعف النطقُ إن لن تسعف الحال

أيها الأحباء،

لقد زرت كاتبنا مرتين، وكان لي الشرف أن احلّ في بيته العامر. ففي الزيارة الأولى وجدته حاضرا على طاولة الدراسة ينهل من ينابيع الدراسة ويمنح قلمه طوع الكتابة بما تمليه عليه رجاجة عقله.

وفي الزيارة الثانية وجدته حالما نائما يعوم بين أمواج الخيال ينتقل من فكرة إلى فكرةٍ فقد كان كالعالم الذي سامر أفكاره وائتنس لسمرائه. وينطبق على حالنا قول المتنبي:

اعزّ مكانٍ في الدنا سرج سابحٍ        وخير جليس في الزمان كتاب

اردد ما ورد في سفر الأمثال من أقوال:

" يسمع الحكيم فيزداد فائدة وللفطين يكتسب دربة ًوطوبى للإنسان الذي وجد الحكمة وللرجل الذي نال الفطنة".

أيها الأحباء،

قرأت الكتاب مرتين وأعجبني الكثير: نبدأ باسم الكتاب " دراسات مسيحية" حيث يعبّر الاسم عن المضمون، إخراج الكتاب من حيث ألوانه الهادئة وصورة الغلاف التي جمعت الملاك جبرائيل والملائكة، من حيث الطباعة وعنونة المواضيع، فلكل مقال عنوان، حتى يفهم القارئ ما يقرا وعمّا يقرا، كذلك فان المقال الواحد لا يطول حتى لا يبعث الملل في نفس القارئ ولا يشرد ذهنه ويُمسي قادرًا على إنهاء المقال الصغير، كذلك يجعل إجمالا أو خلاصة لكل موضوع طرقه.

إن بدء الكتاب بالرمز الأساسي للمسيحية _ الصليب _ أعجبني الكثير، حيث الصليب علامة الله الحقيقي،  كذلك فان اقتباسات الأستاذ من الكتاب المقدس متقنة، وذلك ليبدد الشكوك فيما يقول حيث يدعم رأيه بما جاء في الإنجيل المقدس  أو التوراة .

أود أن اذكر القليل مما أعجبني من الكتاب لأنه لو رغبت في سرد كل ما أعجبني فيتحتّم عليّ سرد الكتاب.

أعجبني التفصيل في شخصيات نسب الرب يسوع المسيح له المجد والتعريف بهم، وهذا يدل على جهد كبير في جمع  هذه المعلومات، بالإضافة إلى أن الكاتب قد وضع ملاحظاته على هذا النسب وقارن بين ما جاء به الانجيلي متى  والبشير لوقا من الحديث عن النسب.    

في باب إخوة الرب، أعجبني كيف يفسّر معنى الأخ وبما يختلف عن الشقيق وفي إحدى عظاتي تحدثت عن الموضوع  وكأني والكاتب في نفس المسار، ولكنه يأتي بالأمثلة والاقتباسات لان المجال يسمح له.

أعجبني التفسير المستفيض للصلاة الربية في كل ألفاظها ودلالاتها ، أعجبني الحديث عن المناولة ص 244 يقول الكاتب:" إن القداس الإلهي هو وليمة سرية، يقدم لنا المسيح ذاته على مائدة المذبح، ومن يحضر هذه الوليمة مدعوّ للاشتراك بها فعليا ". واقتبس ص 225: " يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: إن النقي القلب الطاهر الذي اقلع عن سيئاته بواسطة توبته الصادقة، لجدير  بان يتقرّب من الأسرار الرهيبة التي وهبها الله للإنسان، ليس بمناسبة العيد فقط بل في كل وقت وآن".

والمناولة اليومية التي ينصح بها القديس باسيليوس يدعوها " فيض الحياة"، وهذه الذبيحة الإلهية تكون غذاءً يوميا للمؤمنين: خبزنا الجوهري اعطنا اليوم أو اعطنا خبزنا كفاف يومنا وفهمت أن موقف الكاتب يؤيّد التناول في كل قداس يحضره المؤمن، فهل هناك حاجة للشرح أكثر!

وفي ص 275 يقول الكاتب:" فالكهنوت يستمد سموه وعظمته من الخدمة التي هي أساسه وهدفه، والكاهن هو خادم المسيح أولا وقد قال: من أراد أن يخدمني فليتبعني وحيث أكون أنا فهناك يكون خادمي وان كان احد يخدمني يكرمه أبي".

أيها الإخوة والأخوات،

الكثير معجبٌ، وان كانت هناك بعض الهفوات المطبعية  فاني على يقين أن ذلك سوف يصحّح في الطبعة الثانية. وورد في سفر الأمثال:" طريق الكسلان كسياجٍ بلا شوك، وطريق المستقيمين ممهّدٌ" فاطلب أن تكون طريقنا هكذا وفي رسالة القديس يعقوب :" الإيمان بلا أعمال ميتٌ،" فطوبى لك يا أستاذنا على عملك هذا، وأجرك يا أستاذي العزيز هو ما جاء في الكتاب المقدس:" هوذا الحاصد يأخذ أجرته فيجمع الحب للحياة الأبدية" وزارع البر له ثواب أمين".

أتمنى لك المزيد من العطاء والصحة والعافية.

ملاحظة: ألقيت كلمة قدس الأب اغابيوس عارف يمين في قاعة كنيسة  القديس جوارجيوس للروم الملكيين الكاثوليك في قرية جديدة يوم الثلاثاء الموافق 17-03-2009 في الندوة التي خصصت حول كتاب "دراسات مسيحية" للأستاذ ميخائيل بولس.

 

 

 

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com