عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الله والكنيسة

الله والكنيسة

الجزء الاول

شكرا للسيد ابراهيم جهشان لارساله هذه المقالة فليباركه الرب{ ادارة الموقع }.

 

كل مسيحي أرثوذكسي يعي بقوة أنه ينتمي لجماعة. ويقول خومياكوف: (نحن نعلم بأنه حين يسقط واحد منّا، لا بدّ أن يسقط وحده، ولكن ما من أحد يخلُص وحده. يخلُص في الكنيسة، كواحد من أعضائها وبشركة مع سائر أعضائها) {(الكنيسة واحدة)، القسم التاسع}.

رأينا في القسيم الأول من هذا الكتاب {أي كتاب (الكنيسة الأرثوذكسية في الماضي والحاضر)، للمؤلف، منشورات النور (الناشر)} بعض ما يميز العقيدة الأرثوذكسية عن العقيدة في كنائس الغرب، فعلى عكس البروتستانتية تشدّد الكنيسة الأرثوذكسية على البنية التسلسلية للكنيسة، وعلى الخلافة الرسولية فيها وكذلك الأسقفية والكهنوت. والكنيسة الأرثوذكسية تتفق مع رومية في تكريم القديسين والصلاة من أجل الموتى. ولكن في حين تفكر رومية بمنطق التفوّق والسلطة الشاملة للبابا، نجد الأرثوذكسية تفكر بمنطق مجمعية الأساقفة والمجمع المسكوني. وحيث تضع كنيسة رومية عصمة البابا في المقدمة، تشدد الأرثوذكسية على عصمة الكنيسة بمجملها. والجانبان ليسا دائماً منصفين كل الإنصاف لبعضهما البعض، ولكن يبدو للأرثوذكسيين أن رومية على العموم تستسهل النظر إلى الكنيسة كسلطة زمنية وتنظيم. كما يبدو للكاثوليك أن التعاليم الأرثوذكسية المتعلقة بالكنيسة، مهما علا شأنها من النواحي الروحية والصوفية، تبقى مبهمة وغير متماسكة وناقصة. وبوسع الأرثوذكسية أن ترّد على ذلك بأنها لا تهمل كلياً التنظيم الزمني للكنيسة، ومن يقرأ قوانين {راجع: (مجموعة الشرع الكنسي)، منشورات النور (الناشر)} الكنيسة الأرثوذكسية يرى كيف أن شرائعها دقيقة ومضبوطة.

لكنّ الفكرة التي تحملها الأرثوذكسية عن الكنيسة هي بالتأكيد روحية وصوفية، بمعنى أن اللاهوت الأرثوذكسي لا يعالج أبداً أي منحى زمني للكنيسة على حدة، بل ينظر إليها على الدوام بالنسبة لصلتها بالمسيح والروح القدس {راجع (آراء أرثوذكسية في الكنيسة) لمجموعة من اللاهوتيين و (مدخل إلى العقيدة المسيحية) لكوستي بندلي ومجموعة من المؤلفين، منشورات النور (الناشر)}. وكل تفكير أرثوذكسي في أمور الكنيسة، يرجع دائماً إلى العلاقة الخاصة الكائنة بينها وبين الله. وهناك ثلاث عبارات تصف هذه العلاقة: فالكنيسة هي:

أولاً، صورة الثالوث القدوس،

·         ثانياً، جسد المسيح،

·         ثالثاً، امتداد العنصرة.

الكنيسة صورة الثالوث القدوس

وكما أن الإنسان خُلق على صورة الله الثالوث، كذلك فإن الكنيسة بكليتها أيقونة للثالوث، وهي تُظهر على الأرض سر الوحدة في التعدد. في الثالوث، يكوّن الأقانيم الثلاثة إلهاً واحداً، لكن كلاً منهم هو شخص كامل. وعلى النحو نفسه توحِّد الكنيسة في داخلها تعدد الكائنات البشرية، لكنها لا تؤثر على التباين الشخصي في ما بينهم. وكما أن الأقانيم الثلاثة (يقيمون) واحدهم في الآخر، كذلك أعضاء الكنيسة هم بدورهم يتعاضدون. وليس ثمة نزاع في الكنيسة بين الحرية والسلطة. فهناك وحدة في الكنيسة ولكن لا وحدانية شاملة تنفي التعدد والاختلاف. وحين يطلق الأرثوذكسيون على الكنيسة صفة (الجامعة)، فإنهم يضعون نصب أعينهم، في ما يضعون، تلك الأعجوبة الحية لاتحاد أشخاص متعددين في واحد.

ولمفهوم الكنيسة على أنها أيقونة حية للثالوث، تطبيقات عديدة. (الوحدة في التعدد): فكما أن كل أقنوم من أقانيم الثالوث مستقل بذاته، كذلك فإن الكنيسة مؤلفة من العديد من الكنائس المستقلة. وكما أن الأقانيم الثلاثة متساوون في الثالوث، كذلك ما من أسقف في الكنيسة يمكنه الزعم أنه يتمتع بسلطة مطلقة على الآخرين.

هذه الفكرة عن الكنيسة على أنها أيقونة للثالوث، تساعد أيضاً على إدراك التركيز الأرثوذكسي على المجامع: فالمجمع هو تعبير عن طبيعة الكنيسة الثالوثية. ففيه نشهد سر الوحدة في التعدد يتمثّل وفقاً لصورة الثالوث، حينما يتوصلّ الأساقفة العديدون، المجتمعون بدون إكراه، لقرار واحد مشترك من إلهام الروح القدس.

وكما أن تعددية الكنيسة متعلقة بأقنوم الروح القدس، فوحدة الكنيسة مرتبطة ارتباطاً خاصاً بأقنوم الابن أي بالمسيح.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com