تعليق على انجيل لوقا
الثلاثاء الثامن والعشرون من زمن السنة : Lc 11,37-41
تعليق على الإنجيل القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة مقالة عن إنجيل القدّيس لوقا 7
"ألَيسَ الذي صَنعَ الظاهِرَ قد صَنعَ الباطِنَ أيضًا؟"
"أيّها الفرّيسيّون، أنتم الآنَ تُطهِّرونَ ظاهِرَ الكأسِ والصحْفَة". كما ترون، لقد أشارَ الربّ يسوع في كلامِهِ عن أجسادنا بأسماء لأشياء هشّة ومصنوعة من التراب قد تنكسر عند السقطة الأولى على الأرض. أمّا مشاعر النفس الحميمة، فأشارَ إليها بتعابير الجسد وبحركاته، كما أنّ داخل الكأس يظهر إلى الخارج. إذًا، أنتم ترون أنّ ما يدنِّسُنا ليس ظاهِر الكأس أو الصحْفَة بل باطِنه. وكمعلِّم صالح، علَّمنا يسوع كيف نُطهِّر أجسادنا من الدنس من خلال قوله: "فَتَصدَّقوا بما فيهما، يَكنْ كلُّ شيءٍ لكم طاهِرًا". لاحظوا كميّة العلاجات الموجودة! الرحمة تُطهِّرنا. كما أنّ كلمة الله تُطهِّرنا أيضًا، وفقًا لما هو مكتوب: "أنتم الآن أطهار بِفَضل الكلام الذي قُلتُه لكم" (يو15: 3)... إنّها نقطة الإنطلاق لعبور جميل جدًّا: لقد دعانا الربّ إلى البحث عن البساطة وأدانَ التعلّق بما هو زائد وأرضيّ. أمّا الفرّيسيّون، فهم شُبِّهوا عن حقّ بالكأس وبالصحْفَة، بسبب ضعفهم: لقد ركّزوا على نقاط لا أهميّة لها بالنسبة إلينا، فيما أهمَلوا تلك التي تحمل ثمرةَ رجائنا. لقد ارتكبوا خطأ فادحًا، من خلال احتقار الأفضل. لكنّ الوعد بالغفران يُطبَّق حتّى على هذا الخطأ، إن تَبِعَ ذلك رحمة الصدَقَة.
|