عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

كتاب لاهوت المسيح_ البابا شنودة الثالث

كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث

 

# نوع بنوتهم:

2  ولكن بنوة البشر هي بالإيمان، أو المحبة أو التبنى:

أما عن البنوة بالإيمان: فقال الكتاب عن السيد المسيح " وأما كل الذين قبلوه، فأعطهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أى المؤمنون باسمه" (يو1: 12). فكلمة أبناء هنا تعنى المؤمنين.

ب  وأما عن بنوة المحبة: فيقول القديس يوحنا في رسالته الأولى " أنظروا أية محبة أعطانا الآب، حتى ندعى أولاد الله" (1يو3: 1). إذن هو عمل محبة من الله أن يدعونا أولاده...

ج  أما عبارة التبنى فقد وردت في (رو8: 23). ومعروف أن الذى يدعى ايناً، وهو ليس ابناً حقيقياً، إنما يكون بالتبنى أو بمفهوم روحى.

3  ومع كوننا أبناء مازلنا ندعى، عبيداً.

فالسيد الرب يقول " متى فعلتم كل ما أمرتم به، فقولوا إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا" (لو17: 10). والأبرار كلهم دعوا عبيداً. فالرب سيقول لكل من جاهد الجهاد الحسن واستحق الملكوت " نعماً أيها العبد الصالح الأمين. كنت أميناً في القليل فأقيمك على الكثير. أدخل إلى فرح سيدك" (متى25: 23). إننا على الرغم من بنوتنا لله، كلنا مخلوقات. والمخلوق لا يدعى إلهاً. حتى الرعاة (الوكلاء) دعوا أيضاً عبيداً مثل رعيتهم. وفي ذلك يقول الرب " يا ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم الذى يقيمه سيده على عبيده ليعطيهم طعامهم في حينه... طوى لذلك العبد الذى جاء سيده يفعل هكذا " لو12: 42، 43)...

   

4- بنوة المسيح للآب

4  أما السيد المسيح فبنوته من جوهر الله نفسه:

لذلك كان يدعى أحياناً (الابن). أو (الابن الوحيد) كما سنشرح فيما بعد، لأن له بنوة فريدة لها نفس طبيعة الله ولاهوته وجوهره.

وسنوضح هنا كيف أن بنوة المسيح للآب ليست بنوة عادية. وكيف شهد لها الكل، حتى الله الآب نفسه، وفى مناسبات معجزيه. وبطريقة تحمل معنى لاهوت الابن. ونذكر في مقدمتها:

5  شهادة الآب للابن في مناسبة العماد:

شهد الآب للمسيح وقت العماد قائلاً " هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت" (متى3: 17) ن (لو3: 22). وهذه الشهادة تأيدت بمعجزات: السماء انفتحت. الروح القدس ظهر بهيئة حمامة وحل عليه. وصوت من السماء هو صوت الآب يشهد. فإن كانت بنوة عادية، وكل الناس أبناء، ما الحاجة إذن لكل هذه المعجزات؟! إننا من أجل هذه العظمة التى ظهرت وقت العماد، نسمى هذا الحادث بالثيئوفانيا، أى الظهور الإلهى...

6  وشهد الآب له أيضاً في مناسبة التجلى:

وذلك في منظر يدل على لاهوته أمام التلاميذ الثلاثة إذ " تغيرت هيئته قدامهم. وصارت ثيابه تلمع جداً كالثلج " وظهر من السحابة قائلاً: هذا هو ابنى الحبيب. له اسمعوا" (مر9: 2  7). فإن كان ابناً عادياً فما حاجته إلى شهادة من الآب؟ وما الداعي لهذا المجد في التجلى: النور والسحابة؟ وما الداعي لصوت الله؟ كما أن عبارة " له اسمعوا " تعطينا أيضاً

أمراً في الخضوع له. إن كان الكل أبناء الله، فمن منهم شهد له الآب في مجد كمجد العماد أو مجد التجلى؟

7  وشهادة الآب للابن قديمة جداً: 

تظهر في قوله للإبن في المزمور الثانى " أنت ابنى اليوم ولدتك. اسألني فأعطيك الأمم ميراثاً، وسلطانك إلى أقصاء الأرض  لترعاهم بقضيب من حديد" (ز2: 7  9). هنا بنوة بسلطان، إلى أقاصى الأرض تعجب منها القديس بولس الرسول، وذكرها حينما شرح أن السيد المسيح أعظم من الملائكة تسجد له، فقال " لأنه لمن من الملائكة قال قط: أنت ابنى اليوم ولدتك" (عب1: 5).

8  إن بنوة المسيح لله هي هدف كتابة الإنجيل:

فإنجيل مرقس يبدأ بقولة " بدء يسوع المسيح ابن الله" (مر1: 1). فإن كان ابناً كسائر الأبناء، ما الداعى لهذه العبارة وكل المعجزات الذى ذكرها بعدها... والقديس يوحنا بعد أن ذكر في إنجيله معجزات لم يذكرها أحد من قبل، وبعد أن سجل أحاديث المسيح الدالة على لاهوته، قال بعد ذلك " وآيات أخر كثيرة صنعها يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكى تكون إذا آمنتم حياة باسمه" (يو20: 30، 31). إذن فهى ليست بنوة عادية، وإنما بنوة تثبتها كل تلك الآيات الدالة على لاهوته. وإن كان ابناً عادياً، فما لزوم سرد

10  كانت بنوة المسيح لله سبب حكم مجمع السنهدريم عليه:

لقد احتار رؤساء الكهنة كيف يحكمون عليه، بعد أن تقدم للشهادة شهود زور كثيرون لم تتفق أقوالهم، حينئذ قال له رئيس الكهنة " استحلفك بالله الحى أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله؟" (متى 26: 63). فإن كانت بنوة عادية مثل بنوة باقى الناس لله، ما معنى أنه يستحلفه رئيس الكهنة أمام أكبر محفل كهنوتى وقتذاك ويسأله عن بنوته. فلما أجابة المسيح بالإيجاب، وأضاف على ذلك أمرين يلقيان بلاهوته وهما جلوسه عن يمين القوة، وإتيانه على سحاب السماء " مزق رئيس الكهنة ثيابة، وقال قد جدف، ما حاجتنا بعد إلى شهود. ها قد سمعتم تجديفه" (متى26: 63  65). وقدموه للموت لهذا السبب.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com