عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

كتاب لاهوت المسيح _البابا شنودة الثالث

كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث

2- هو اللوجوس (الكلمة)

دعى السيد المسيح بـ"الكلمة" (اللوغوس) λόγος في ثلاثة مواضع هامة:

1  (يو1: 1) " في البدء كان الكلمة والكلمة عند الله. وكان الكلمة الله" وهنا الحديث عن لاهوته واضح تماماً.

ب  (1يو5: 7) " اللذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (وهنا اللاهوت واضح أيضاً. والكلمة هنا بدلاً من (الابن) في (متى28: 19).

ج  (رؤ19: 13) وهو متسربل بثوب مغسول بدم. ويدعى اسمه كلمة الله.

وعبارة (الكلمة) هي في اليونانية اللوجوس.

وهي لاتعنى لفظة. وإنما لها معنى لغوى وفلسفى واصطلاحى. كلمة لوجوس مأخوذة من الفعل اليونانى ومعناه ينطق.. وجاء منه المنطق Pronunciation  إنما يعنى النطق المعقول أو العقل المنطوق به.

ومن هنا كانت عبارة الكلمة تعنى عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل. فهى تعنى العقل والنطق معاً. وهذا هو موضع الابن الثالوث القدوس. وطبيعى أن عقل الله لا ينفصل عن الله. والله وعقله كيان واحد. وإذا كان شهود يهوه يرونه إلهاً أصغر غير الله (الإله الأكبر الكلى القدوة)، فهم لا يفهمون معنى عبارة الكلمة التى هي اللوجوس في (يو1: 1) وفي (1يو5: 7).

ومادام المسيح هو عقل الله الناطق، إذن فهو الله، وإذن فهو أزلي، لأن عقل الله كائن في الله منذ الأزل. وإذن فهو غير مخلوق. لأن المخلوق لم يكن موجوداً منذ خلقه. ومحال أن نقول هذا عن الله. وهل يعقل أحد أن الله مر عليه وقت كان فيه بدون عقل!؟ ثم بعد ذلك خلق لنفسه عقلاً! وبأى عقل يخلق لنفسه عقلاً؟! إن فهم الثالوث يعرفنا أزليه الأقانيم الثلاثة. وأن أقنوم الكلمة من طبيعة الله ذاته، وكائن فيه منذ الأزل.

وهكذا فإن الاقنوم الثاني، اللوجوس، الكلمة، هو اقنوم المعرفة أو العقل أو النطق في الثالوث القدوس، هو " المسيح المدخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كو2: 3)، أو هو أقنوم الحكمة في الثالوث لذلك قال القديس بولس الرسول عن السيد المسيح إنه " حكمة الله" (1كو1: 24). لذلك لما تجسد، رأينا الله فيه، الله لم يره أحد قط (يو1: 18) أى لم يره أحد في لاهوته. ولكنه لما تجسد، لما ظهر في الجسد (1تى3: 16) رأيناه في هذا الجسد، رأيناه متجسداً. ولذلك قال القديس يوحنا الرسول " الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الكائن في حضن الآب هو خبر" (يو1: 18) أى هو الذى أعطانا خبراً عن الله، عرفنا الله.

وبهذا المعنى قيل أنه " صورة الله غير المنظور" (كو1: 15). وقيل " الذى إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله. بل أخلى نفسه آخذاً صورة عبد" (في2: 5  7). أى أنه إن ظهر انه معادل لله (مساو له) ما كان يحسب هذا اختلاساً، لأنه هو هكذا فعلاً. إنما وهو معادل للآب، أخلى نفسه من هذا المجد بتجسده، وأخذ صورة عبد صائراً في شبه الناس... وأطاع حتى الموت موت الصليب (في2: 8).

وقال عنه القديس بولس في بدء رسالته إلى العبرانيين " الذى به أيضاً عمل العالمين. الذى بهاء مجده ورسم جوهره... بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي، صائراً أعظم من الملائكة" (عب10: 2  4). عبارة " رسم جوهره " أى الصورة بها الله في تجسده ن فرأيناه، أى المسيح. ولذلك قال المسيح " من رآني الآب" (يو14: 9). تجسد لأجل فدائنا، ليصنع بذلك تطهيراً لخطايانا. وقد أخلى ذاته مع أنه بهاء مجد الله، وصورة الله (2كو4: 4). ومع ذلك أنه هو الذى عمل العالمين.

وهنا يقدم لنا الرسول صفة من صفات المسيح الإلهية، وهي كونه الخالق. وقد خلق الكون باعتبار أنه اللوجوس: عقل الله وحكمة الله...

كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث

3- البشر أبناء الله

وفي هذا الإثبات تواجهنا نقطة هامة وهى:

1  أليس أن البشر جميعاً قد دعوا أولاد الله أيضاً؟

نعم أن البشر قد دعوا أبناء الله، ولكن بمعنى آخر غير بنوة المسيح لله. في سفر التكوين ود أن " أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات" (تك6: 2). والمقصود بأبناء الله هنا أبناء شيث وأبناء أنوش، حينما " ابتدئ أن يدعى باسم الرب" (تك4: 26). أما بنات الناس فهن نسل قايين. كذلك قال الله في سفر اشعياء النبى " ربيت بنين ونشأتهم. أما هم فعصوا على" (اش1: 2). وقيل أيضاً في هذا السفر " أنت يارب أبونا، ولينا" (أش 63: 16). وأيضاً " والآن أنت أبونا، نحن الطين وأنت جابلنا، وكلنا عمل يديك" (اش64: 8). وهذه عبارات عن البنوة، ولكنها صادرة من مخلوقات، ولا تعنى بنوه من جوهر الله. وورد أيضاً في المزامير " قدموا للرب يا أبناء الله... قدموا الرب " إسرائيل ابنى البكر" (خر4: 22). وقال في سفر الأمثال " يا ابنى أعطنى قلبك" (أم23: 26). وفي العهد الجديد ندعو لله أبانا في مواضع عديدة جداً، يكفى منها قولنا في الصلاة " أبانا الذى في السموات" (متى5: 9)... وعبارات أبوكم السماوي، وأبوك الذى يرى في الخفاء... إلخ كثيرة جداً.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com