عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

فضيلة الايمان

 فضيلة الايمان

 موضوعها:

الإنسان قبل الوحي عبّر عن علاقة أخلاقية بينه وبين ما يسمى الفضائل. فالعلاقة بين الفضائل البشرية والإلهية هي على خطين:

1_ الإنسان الذي يسعى إلى فهم ذاته وإلى تحقيق ذاته ومعنى حياته، يكتشف في الفضائل البشرية شيئاً مهماً لهذا التحقيق، وهذا دليل على قدرته الأخلاقية وعلى طاقته في اكتشاف ما هو خيّرٌ وصالح له. وقد صور الإنسان انطلاقاً من خبرته في عيش الفضيلة حقيقة الله ويرتفع إلى مستوى الوحي الإلهي وأن يصوره انطلاقاً من اختياراته البشرية.

2_ الحكمة الإلهية من خلال كلمة الله تبنت الفضائل البشرية ولكن اكثر من التبني هناك أيضاً تكميل للفضائل البشرية {الحكمة الإلهية كملت الفضائل البشرية} بمعنى أنها وجهتها نحو إطار شامل وكامل يوحد هذه الفضائل سوية. يوجّه المؤمن من خلال الإيمان والرجاء والمحبة فضائله الإلهية نحو كمالها، يجعلها تدخل في نطاق علاقته بالله. الإيمان كفضيلة إلهية يكمل الفضائل الأخرى التي هي غير كافية للخلاص. فالإيمان هو المبدأ الوحيد للخلاص. الفضائل البشرية تصبح بالإيمان جزءً مهماً من فضيلة الإيمان.

موضوع الإيمان هو الله في حقيقته كما كشفها هو عن ذاته، كذلك أيضاً موضوع الإيمان هو الله في تدبيره الخلاصي وفي صنيعه. الله الآب أصل الحياة وغايتها، أتينا من عنده ونعود إليه. {المسيح ليس هو غايتنا الأخيرة، الآب هو غايتنا الأخيرة: يارب أرنا الآب}.موضوع الإيمان  أيضاً هو الحقائق التي أوحى بها الله والتي نسميها الحقائق الموحاة: {القيامة ـ مغفرة الخطايا ـ حقيقة الروح القدس ـ المسيح ابن الله}, هذه الحقائق تشير وتدل على شخصه. انطلاقاً من هذا المفهوم نستطيع القول أن كل حقيقة بشرية كانت أم إلهية يمكن أن تصبح بالنسبة للمؤمن موضوع إيمان، لأننا نعيد كل الحقائق وكل الأشياء إلى الله. إلى جانب الحقائق الموضوعية التي أوحى بها الله، هناك حقائق وجهتها عملية عبّرت  عنها شريعة الله: الوصايا ـ إرادة الله في الزواج... لا شك أن المسيح هو أيضاً موضوع الإيمان لأنه حقق وتمم إرادة الله، إننا ننظر إلى شخص المسيح وكأنه خاتمة وتتويج لكل تدبير الله الخلاصي، لذلك التفتيش عن أصل الحياة ومعناها يتجسّد في شخص يسوع المسيح القائم من القبر المسيح جسّد تمام الفضيلة.

ميزاتها:

ميزات الإيمان الأساسية أن يكون كاملاً غير ناقص بمعنى :

1_ أن لا تهمل بأية حقيقة من الحقائق التي تخص الله. إما الإنسان يقبل بما أوحى به الله أو لايقبل جملة وتفصيلاً، لأن هناك ترابط أساسي (شخص الله هو الضامن له) بين كل الفضائل.

2_  أن الإيمان قادر أن يسمح أو أن يقود الإنسان إلى فهم كل مواضيع حياته كاملة يجب أن تدخل في مسيرة الإيمان.

3_  أن يكون الإيمان ثابتاً صلباً مؤسَّساً على الصخر، ومن الشروط التي تجعل الإيمان ثابتاً أن يكون غير مشروط. صلابته تتكل بصورة أساسية على كلمة الله وينتج عن ذلك قبول كلي .فغاية الإيمان هي الخلاص الذي هو بدوره يجعلنا لا نتلهى بتفاصيل ليس لها قيمة.

4_  أن يكون الإيمان قوياً بمعنى أنه قادر على مواجهة كل تضليل والثبات في وجه كل الأفكار المنحرفة (تعددية الأديان). هنا يدخل موضوع الأمانة التي يجب أن نعيشها.

5_ أن يكون الإيمان حياً. الإيمان بلا أفعال يكون ميتاً، فالإيمان لكي يكون حياً يجب أن يتجسّد في أفعال وأعمال الإنسان. الإيمان يحيا فيَّ وفي الكنيسة. الإيمان يعطي الروح لتصرفات الإنسان المختلفة.

1 العلاقة بين الإيمان ومسألة الحقيقة والمعرفة (الإيمان والعقل 2 , 3 ).

2 ثمار الإيمان.

_ لماذا يتعلق الإيمان بموضوع الحقيقة؟ إذا كان الإيمان مجموعة من العقائد والشرائع التي تتناول الحياة بجملتها فأين يكمن موضوع الحقيقة في صلب الإيمان؟ واستطراداً ما علاقة الخيار بين الخير والشر وبين الصواب والخطأ في موضوع الإيمان؟

_ إنسان اليوم مرتبك تجاه هذا الأمر أي يعيش شيئاً من التردد، فالوضوح الذي هو ثمرة الحقيقة يبقى غائباً وأحياناً معدوماً عند الإنسان المعاصر تجاه السؤال الكبير: ما هي الحقيقة؟

_ أن نتلمس حقيقة أو أمراً موجوداً وواضحاً في حياة الإنسان وهو الرضى الذي يحس به الإنسان عندما تتضح له الحقيقة أو أي أمر متصل بها، أي نشعر بأن الإنسان يرغب في العمق بالحقيقة ولو كانت مغلقة بمظاهر مظلِّلة ومشككة.هذا الأمر مبرهن عنه بالأمور الموضوعية التي لا تحمل التأويل والجدال (مثلاً الأمور العلمية). مواضع الشك تكمن في المسائل التي تحمل التأويل. من هذه المواضيع موضوع الإيمان الذي لا يمكن تشبيهه بالمواضيع العلمية. موضوع الحقيقة هو موضوع قريب من الإنسان وجوهري في حياته وهو يعيش معه كل يوم. دعوة الإنسان هي أن يعرف الحقيقة ويعتنقها، يقبلها، يعمل بموجبها. إن المسائل الكبيرة في الحياة التي تحتاج لا إلى تحليل إنَّما إلى حضور هي تتخطى مسائل العلم والمنهجية والعلوم الاختبارية. إن سعي الإنسان إلى أن يكتشف كل ما يتعلق بالحقيقة إن كان من الناحية المادية أو الميتافيزيقية، جعله يصنع محطة في تاريخه، أشارت إلى أن الله أظهر ذاته في الحياة.

الإنسان يريد جواباً ويسعى إليه. هنا تعود المفاهيم لأننا نخلق نظريات متعددة حتى نكتشف الجواب الحقيقي. لا يوجد غرابة بين سعي الإنسان إلى معرفة الحقيقة وتدخل الله ليكشف له الحقيقة. الإنسان يحمل في ذاته بذرة من الخالق. وكأن تدخل الله في الإنسان عمّق فكرة العلاقة بين الإنسان والحقيقة.هناك حقائق أساسية لا تقبل الجدل خصوصاً في موضوع المعرفة الإيمانية. الحقيقة التي أصلها الله وكلمته في الوحي، هي حقيقة شاملة تطال كل مواضيع الحياة البشرية وخصوصاً الموضوع الذي أعطى الحياة البشرية معناها خصوصاً الوجود والمعنى. هناك مسيرة دخول في الحقيقة. الانفتاح على السر أو الحقيقة الموحاة تفترض قواعد ثلاث:

1_ اعتبار المعرفة البشرية طريقاً لا هدنة فيه. من سمو العقل أن الإنسان يعرف من خلاله كل شيء.

2_ لا يستطيع الإنسان أن يسلك مثل هذه الطريق {المعرفة البشرية} وهو يتبجح كمن يظن أن كل شيء هو ثمرة تحصيل شخصي. المعرفة الإيمانية هي انفتاح، قبول ، دخول في سر الله.

3_ مخافة الله: في خلفية وجودي وتفكيري هناك حضور الله في حياتي. المخافة تعني إعطاء الله اعتباراً في حياتي، أن يكون المرجعية ونقطة الارتكاز في حياتي. مخافة الله هي اعتراف العقل بسيادته المطلقة ومحبته البصيرة في تدبير العالم. كمال المعرفة هي الانفتاح على الله.

 خلاصة: نستطيع أن نستنتج ما يلي:

1_ الإيمان ضروري للخلاص لأن هذه الضرورة نابعة من دعوة الإنسان الفائقة الطبيعة أي دعوته إلى معرفة الله أصل الحياة وغايتها ومعرفة الأسرار الإلهية التي كشفها الله له، وهي تفترض أن ينطلق بعقله إلى الحقيقة التي أوحى بها الله. فهذه الضرورة مغروسة في كيان الإنسان بوصفه خليقة الله. فالإيمان وحده يكمّل الإنسان كخليقة الله، أي يصل إلى غاية حياته. كما وأن هذه الضرورة تحمل وجهاً أخلاقياً عملياً لما للإيمان من تأثير على الحياة اليومية ولما يتضمن من معايير وشرائع تخص تفاصيل الحياة. الإيمان يشكل مصدر إلهام وقرار في الحياة الأخلاقية. 

2_ تتعلق بالواجب الذي يشعر به الإنسان تجاه الإيمان. عندما يدرك الإنسان ضرورته ويعي أهميته لا شك في أن النتيجة هي شعور وإحساس بالإيمان. عندما يعرف الإنسان الحقيقة الإيمانية يجب عليه أن يعتنقها أي أن يتوصل إلى شعور داخلي بضرورة الإيمان ـ أن يصبح بالتالي خياراً شخصياً.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com