الأحد الثاني للسنة ب عام 2018 من السنوات السيّديّة

"هوذا حمل الله": هذه المرّة قالتها السماء (يوحنّا 1 : 35-42)

بقلم الأب د. بيترمدروس

بمناسبة عيد الغطاس هذه السنة، يبدو أنّ صورة المسيح ظهرت في السحب فوق نهر الأردن. ومهما كان الأمر من صحّة هذه الرؤية أو هذه الرؤيا، فإنّ العيد يعني ظهور الرب لعلماء المشرق وليوحنّا المعمدان على نهر الأردن وللرسل ولأهل عرس قانا الجليل.

وفي هذه المدينة يوم الأحد الثاني بعد الميلاد، تحتفل البطريركيّة اللاتينيّة بمعجزة يسوع الأولى إكرامًا لوالدته البتول ورفعًا لشأن الزواج.

أشار يوحنّا إلى يسوع وقال: "هوذا حمل الله" (يوحنّا 1 : 35 وت)

أكيد أنّ روح القدس ألهم المعمدان ليميّز يسوع من بين الجموع الغفيرة، وربّما أنّ هنالك تلاعبًا بالألفاظ في الآراميّة بين حمل (طاليا) "טליא" و(طلا) "טלא" أي ابن طفل. صوت الآب قال: "هذا هو ابني" (طلا) ، وصوت المعمدان هتف: "هذا هو حمل الله" (طاليا).

وأحيانًا يتفلسف بعض المفكّرين في الغرب كعادتهم، في معنى "الحمل" في فكر المعمدان وعلى لسانه. ويُجيب حسّنا الشرقيّ السليم انّ الكلمة تضمّنت للمعمدان ما تضمّنته لكلّ يهوديّ معاصر له علاقة مع الحمل الفصحيّ في مصر أي البراءة والطهارة والنقاوة والنصاعة واللطف والوداعة والتواضع وقبول الذبح بلا شكوى. هكذا كان الفكر التقويّ الشعبيّ يجمع بين الحمل الفصحيّ وبين عيد الرب المتألّم الذي "سيق إلى الذبح كحمل لم يفتح فاه".

عبرة لنا:

أنعم الله علينا في الشرق أن نُظهر صورة المسيح الهارب من وجه الطاغية هيرودس الكبير، وأحيانًا أن نُظهر صورة أطفال بيت لحم الشهداء، وأحيانًا صورة المسيح الشهيد من أرمينيا وتركيا إلى العراق وسوريا ومصر ومن باكستان إلى باريس وأستراليا. ونطلب من السيّد الذي ظهر لنا، أن يظهر في الغرب أيضًا، ليس فقط عن طريق شهداء العمليّات الارهابيّة، بل أيضًا عن طريق قدّيسين آخرين ومعترفين يُعلنون الإيمان الحقّ والأخلاقيّات المسيحيّة الصميمة الأصيلة، غير خاضعين لدكتاتوريّة الالحاد والوثنيّة الجديدة، وغير منقادين للانحرافات الشيطانيّة، ومنها ما يسمّى بزواج المثليين والاجهاض والموت الرحيم والتلاعب بالجينات.

خاتمة

لا يكفي أن نخجل من تلك المواقف الغربيّة ونفضحها، بل لنُظهر للشرق والغرب وجه المسيح، وقد رفضنا أن يأتي سيّد هذا الدهر أو الشيطان "ويُعمي القلوب لئلاّ ترى إنارة إنجيل مجد المسيح" ( 2 قور 4:4 ) .