عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E صلوات وتاملات

فضيلة الايمان

طبيعة فضيلة الإيمان وموضوعها وميزاتها:

1 ـ الحديث عن الإيمان له قرابة مع موضوع المعرفة. لأن الإيمان يقدم للعقل والإنسان حقيقة من مجموعة حقائق هي مجموعة معرفة. الإنسان مدعو أن يعرف ما يقدمه له الإيمان. والقول بالحقيقة التي يقدمها الإيمان أن يتضمن من جهة حقيقة الله ومن جهة أخرى حقيقة الإنسان والعالم الذي يعيش فيه. من هنا يتناول الإيمان ليس فقط مسائل محض نظرية وإنما يتناول أيضاً أموراً عملية وحياتية. لذلك هنا فرق كبير بين موضوع الإيمان الذي هو مزيج وخليط من الحقائق النظرية والعملية التطبيقية وموضوع الفلسفة الذي هو أكثر نظري مما هو تطبيقي، إلا أنّ ما يهمنا هو التركيز على القرابة بين الإيمان كحياة والمعرفة. المعرفة هي دعوة أساسية للإنسان وهي تتصل مباشرة بوظيفة العقل. لذلك الإيمان لا يتجاهل هذا البعد الأساسي في حياة الإنسان، ولكي يكون الإيمان إيماناً جدياً وعنده مصداقية يجب أن يعطي الإنسان معرفة.

2 ـ من المعروف أنه بالإضافة إلى العقل هناك نشاط في الإيمان للإرادة والشعور. هناك باب يسمح بتحويل موضوع المعرفة إلى فعل خيار حر من قبل الإنسان. هنا يوجد فرق بين الإيمان كإطار يعيش فيه الإنسان والفكر النظري أي العقل التجريدي. فالنشاط الإرادي ضروري لأنه يشير إلى موقف يتخذه المؤمن من خلال ما يعرف بواسطة الإيمان وهو موقف الثقة والطاعة، وهذا ليس من نتيجة العقل وإنما من نتيجة الخيار. هناك عملية قبول شخصي لنتيجة المعرفة تمر بعمل وفعل إرادي. فالإنسان يستطيع أن يعرف ما هو خير وما هو شر . ولكن ليس بالضرورة  كل إنسان يعمل الخير.

3 ـ الفضيلة بحد ذاتها إذا فكرنا بها نجد أنها قيمة في حياتنا. وهي مهمة بقدر ما تساعد الإنسان على تجسيد صورة سامية عن ذاته وعن وجوده في العالم وبخاصة عن تفاعله مع الآخر. إنها تأخذ معناها من علاقة الإنسان بغاية حياته ومعناها. فهي تتصل بحقيقة الإنسان وتهدف إلى بناء حالة إجتماعية تقوم على التوازن بين الكائنات البشرية وتحقق السلام بين الناس. الفضيلة مهمة لأنها تسهم بخلق التوازن بين الكائنات لأجل غاية مهمة هي العيش بسلام، نحن نعرف أن وجود الفضيلة يُعطي نبعاً من العلاقة التي تربط الإنسان بأمثاله من البشر . لذلك هي تتجه مباشرة إلى نوع من تنظيم الحياة البشرية، توجهها، تشير إلى سلامة المسيرة التي يتبعها الإنسان نحو غايته. لذلك تشكل الفضيلة إطاراً أخلاقياً أساسياً في الحياة، وهي تتصل بالبعد الخلقي والروحي أكثر مما تتصل بالبعد المادي والموضوعي للأشياء. هي قيمة متحركة ناشطة فاعلة غير محدودة، لا يمكن تحجيمها في إطار مغلق لأنها مفتوحة على كل أنواع التطور والنمو، ولأنها أيضاً ترافق المسيرة الإنسانية. الفضيلة مهمة لأنها طريق اكتساب لحقيقة ما، لذلك هي تحتاج إلى مثابرة. هي نوع من النهج. لذلك هي ضرورية للدلالة على مصداقية المسيرة التي ينتهجها الإنسان.إنطلاقاً من هذه الملاحظات نستطيع أن ندخل في نوع من الفهم للإيمان كفضيلة إلهية. هل الإيمان هو فضيلة كمثل كل الفضائل البشرية الباقية، أم الإيمان هو فضيلة خاصة مميزة؟ إنّ كلمة فضيلة إلهية توجهنا مباشرة نحو الله. فنقول إن الإيمان هو فضيلة نابعة من الله، وكأن فهم الإيمان أو تصوره يحتاج دائماً إلى هذه المرجعية أو هذا الأصل الذي هو الله. يسوع المسيح هو إنسان عاش الإيمان كفضيلة في حياته كنهج أو كخط مستمر.

_ إن الله هو أصل الإيمان وغايته، فموضوع الإيمان هو الله بوصفه حقيقة أزلية، حقيقة سابقة للإنسان والخلق. الله بوجوده الأزلي دعا الإنسان إلى الإيمان به.

_كل حقيقة نعرفها بالإيمان هي حقيقة إلهية.

_ الفضيلة هي التي يجسدها الإيمان أو التي نراها كاملة بشخص يسوع المسيح.

_ لا ننسى أنها فضيلة كنسية بمعنى أن الكنيسة هي المسؤولة عن وحي الله وعن تدبيره.

_ لا ننسى أنها أيضاً فضيلة "بشرية" بمعنى أنها تترك مجالاً واسعاً لخيار الإنسان الحر بحيث أنه يدرك                                                          بأن الإيمان هو خياره الشخصي وليس فقط نابعاً من إرادة الله، إنما أيضاً نابع من إرادة الشخص نفسه. الإنسان مسؤول عن إيمانه لأنه اختار هذا الإيمان. الإنسان يشعر ضمن الإيمان أنه صاحب الفضيلة ولذلك يسعى إلى أن يجنّد كل طاقاته وكل شخصه نحو الغاية التي يكشفها له الإيمان.

_ وراء الإيمان هناك سلطة الله، هذه السلطة التي تثبت مصداقية الإيمان. فالله هو الضامن الأول والأخير لمسيرة الإيمان. فالإيمان ليس اختراعاً بشرياً.

_ تعني من ناحية المضمون والأسلوب أن الله يرافق الإنسان بنعمته لكي يعيش. ولكي تسمو به إلى الحقائق الموحاة من الله.

نلاحظ أن كلمة الفضيلة الإلهية تحمل معانٍ كثيرة تصب في بوتقة واحدة وهي الله. في النهاية نستطيع القول بأن مسيرة الإيمان هي مسيرة مشتركة بين الله والإنسان يدرك من خلالها الإنسان أنه يملك حدوداً ما لهذه المسيرة، هي حدود التعلق المستمر بالله.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com