عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

الأحد الخامس للصّوم

الأحد الخامس للصّوم أ (سنة 2017 م)

إقامة لعازر الصّديق الصدّيق

(حزقيال 27: 12- 14، رومية 8: 8- 11، يوحنّا 11)

(بقلم الأب بيتر مدروس)

يرى حزقيال عظامًا يابسة تُبعث فيها الحياة. كان ذلك رمزًا لا لقيامة الأموات ككلّ – وهي عقيدة سيعبّر عنها سِفر دانيال (12: 2)- بل نبوّة عن عودة العبرانيين إلى الأرض المقدسة بعد المنفى. وتمّ الرّجوع بعون الله وفضل الملك الفارسي قورش، بحيث أنّ "العداوة" بين عبرانييّ اليوم وإيران قد تكون اصطناعيّة لكي تغطّي المظالم التي تستهدف شعب الفلسطيني  وسائر شعوب المنطقة المساكين، يحتاجون إلى "بعث" أي قيامة بعد موت وأمل بعد ألم.

وما توانت فئات أمريكية حديثة منها معمداني ومنها سبتيّ ومنها خمسينيّ، ناهيكم عن المجموعة اليهودية المسمّاة "شهود يهوه"، أن ترى في نصّ حزقيال انتعاش الشعب اليهودي اليوم "وعودته إلى أرضه"، مع أنّ الرّؤيا تقصد الرجوع من الجلاء في القرن السادس قبل الميلاد السيدي المجيد. فهذا كتاب "تلاميذ التوراة من جميع الأمم" (وهو نقل أمين للهيئات التلمودية الحاخامية الربابينية "توراة- تلمود") والذين سيصبح اسم الفرع الرئيسي منهم "شهود يهوه" سنة 1931- يعلن في "رواية الخلق المصوّرة"(ص 53) : "إنّ النّبي حزقيال، وخصوصًا في رؤيا العظام اليابسة، يمثّل إحياء الآمال الإسرائليّة". 

ومن المصادر المعمدانيّة موقع "دراسة الرّقيب للكتاب المقدّس" "Watchman Bible Study” وما أشبهه  بكتابات "برج صهيون للمراقبة" الأولى التي تكشف فعلاً الفكر الخاطىء علميًّا والصّهيونيّ اتّجاهًا وتعاطفًا.

 وتلمّح سورة "يس"(36،  78) إلى استفزاز  الإنسان الشّرّير الملحد أو المارق ونسيانه لخلقه: "قال : من يحيي العظام وهي رميم؟" وقرأ بعضهم "نسي خالقه". أمّا الخوراسقف الراحل السريانيّ ش.ل. بريشوع فقد فهم الفعل "نسي" من الآرامية السريانية "نساه" بمعنى "جرّب"، فيكون المعنى أنّ الجحود المارق جرّب الله- حاشى وكلاّ- وتحدّاه تعالى: أيقدر سبحانه أن يحيي الموتى!

"لستم في حُكم الجسد!" (رومية 8: 8 – 11)

نمرّ على هذه الآية وهذا المقطع مرّ "الكرام" (ولا يدري المرء لأي سب يُشار إلى المرور السريع بأنه مرور "كرام"، أيعني أنّ اللئام يتأنّون ويدقّقون للتنقيب عن الشرور أو لاكتشاف العيوب؟). يستأهل هذا المقطع انتباهنا لأنّ رسول الأمم الإناء المختار يجسر ويكتب لمسيحيينجددفي روما خرجوا لتوّهم من فساد الوثنيّة وتزمّت اليهودية واختبائها وراء التوصيات والتعليمات المادّيّة الجسديّة: "لستم في حُكم الجسد!" بإيمانكم وبمعموديتكم، بفضل نعمة إلهنا ومخلصنا وفادينا، "لبستم المسيح"! صرتم "خليقة جديدة!" والنّصّ البولسيّ في الآية التّاسعة أقوى من تعريبنا السّابق، وهو: "لستم في اللحم"، "ساركس في اليونانيّة σαρκι، و "كارو، كارنيس carne " في اللاتينيّة. "اللّحم" يعني الجسم البشريّ بضعفه والعناصر المخجلة فيه والشّهوات والنزوات والأهواء النابعة عنه. يؤكّد مار بولس أنّ المسيحيّة ترتفع بالإنسان الجديد فوق اللّحم: لحم الأهواء الجسدية التي انحرف إليها معشر الوثنيّين، و"لحم" الحرف والجسد في التّشريعات الحاخامية الربابينيّة من ختان ووضوء وتمييز في المأكولات وطريقة ذبح الحيوانات، مع بقاء تعدد الزوجات وتطليقهنّ وشنّ الحروب باسم الله.

سموّ المسيح والإنجيل والمسيحيّة "شرف وعبء"  Honor onus. يحارب يسوع الغرائز. وجاذبيته الصليب ورمز مدرسته (يو 12: 32). "ما أرضى يسوع نفسه بل تعيير المعيّرين وقع عليه". وما أسرع المسيح ولا تأنّى في أي هوى، متساميًا فوق الميول والرغبات وسائلاً أتباعه أن يقتدوا به. ولذا، يتركه بعضهم مفضّلين عليه "شهوة الجسد وشهوة العين وفخر الحياة". ولعلّ الشعب العبري ككل رفض يسوع لهذه الذرائع.

وإذا قال قائل أنّ البوذيّة سامية أيضًا، غير أنّها ليست دينًا بل فلسفة. وفيها تركيز على جسد الإنسان وعلى الذات في أنانية تبدو مقدّسة وتتذرّع بالتّأمل والتّركيز.

 

إقامة لعازر في بيت عنيا (يوحنّا 11)

نحن أهل الأرض المقدسة بين فلسطين والأردن وسوريا ولبنان ومصر والعراق- نحن أهل المقدسات. وها هي في فلسطين بلدة "العيزرية" نسبة إلى لعازر صديق الرب يسوع. يفصلها عن القدس جدار قاس. وقبر لعازر في حماية مسلمين يكرمون السيد المسيح وصديقه لعازر.  في أنحاء المعمور تتم الكرازة عن "تاريخ الخلاص" وعندنا نزيد "جغرافية الخلاص" أو كما قال الدكتور عرّاف "زمكانية المقدسات" أي زمانها ومكانها.

الصّديق وقت الضّيق

ولا أضيق من الموت، الذي لا يترك للآدميّين أيّة ثغرة ولا نسمة ولا متنفّس ولا مخرج! والصّداقة الطّاهرة "تحيي": صداقة أثيلة بين يسوع ولعازر، وصداقة بريئةبين يسوع وشقيقتَي صديقه لعازر. وكان هذا النوع السيّديّ من الصداقة البرئيةغريبًا على معشر العبرانيين خصوصًا الكتبة والفرّيسيّين.

والآن لنستمعنّ بإيجاز إلى عدد من آباء الكنيسة حول إقامة يسوع للعازر:

"في إقامة لعازر يتمّ اسمه "من يتلقّى العون" (أو "من ساعده الله")، كتب الأسقف أيزيدوروس من أشبيلية.

" "يُجري الرب هنا واحدة من أعظم معجزاته، فكونه الخالق، ها هو يقيم الآن خليقته"(مار أوغسطينوس). ولعلّ هذا هو الجواب المسيحيّ على استفسار المارق أو استفزازه: "أيقدر الله أن يحيي العظام وهي رميم ؟"

"لمّا كان يسوع الحياة غائبًا عن لعازر وشقيقتَيه، فعلَ الموت فِعله عبر المريض" (القدّيس غريغوريوس النيصصيّ).

"دمع يسوع": "ظنّ اليهود أنّ عينَي يسوع دمعتا بسبب موت الطّبيعة الإنسانية. إنّه لم يبكِ لعازر فحسب، بل ما حدث للبشريّة كلّها التي صارت تحت الموت" (مار كيرلس الإسكندريّ).

صرخ الرب يسوع: "يا لعازر، هلمّ خارجًا". يكتب هيسيخيوس الأوروشالميّ: " حثّ الصّوت (الربّانيّ) لعازر على الإسراع، فأصعدته الدّعوة من التّرابوحرّرته بأجنحتها من القيود" (الموعظة 11، 6).

أمّا ابوليناريوس اللاذقيّ فيقول: "يدعو يسوع بالاسم صديقه الأحبّ، لكي يكون رمزًا لقيامة أحبّائه الذين سيُدعَون بأسمائهم" (مقاطع في إنجيل يوحنّا).

هيلاريون أسقف "بواتييه" (فرنسا): "لم يكن يسوع بحاجة إلى الصلاة (لإقامة لعازر)، بل من أجل الجمع المحدق به. صلاته لم تنفعه بل نفعت إيماننا" (10، 71).

هيبوليتوس الرومانيّ: "عَدَّ اليهود كلام يسوع كُفرًا (حين تضرّع الى الأب واثقًا من الاستجابة أمام قبر الصديق). لذا، جعل الله القبر محكمة والحقّ قاضيًا. ..كان يجب أن يروا بأمّ أعينهم ويسمعوا بآذانهم ما فعله يسوع (مقيمُا لعازر).... ولسان حاله يقول: "إذا ناديتُ الميت فأطاعني وقام، فهذا أمر من الله".

الخاتمة: من بطرس كيرسولوغوس "ذهبيّ النّطق" (من الموعظة 65، 9)

"صلّوا، يا إخوتي، كي ننعم نحن الّذين تجرّعوا القيامة مع لعازر، مقدّمين الكأس عند عودة المسيح، ونستحقّ شرب كأس القيامة العامّة". آمين!

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com