عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E سير قديسين

"أحد الفرّيسي والعشّار"

ما هو " أُسبوع المُخالفين " ؟

هو الأسبوع الممتدّ بين "أحد الفرّيسي والعشّار" (بدء زمن التريوذي) والأحد الذي يليه وهو "أحد الابن الشاطر". وقد سُمّيَ ب "أسبوع المخالفين" لأننا فيه "نُخالِف" القانون العموميّ بالصوم يوميّ الأربعاء والجمعة على مدار السنة، كما هو مُتَّبعٌ في التقليد الأرثوذكسي (باستثناء أسبوع الفصح، والأسبوع الذي يلي أحد العنصرة، وأيام الأربعاء والجمعة الواقعة بين عيديّ الميلاد والظهور الإلهي (ما عدا برامون الغطاس).

حيث تسمح الكنيسة الروميّة الأرثوذكسية في يوميّ الأربعاء والجمعة من هذا الأُسبوع (أسبوع المخالفين) بتناول كافّة أنواع الأطعمة، بما فيها اللّحوم والأسماك والبيض والألبان والأجبان ومشتقاتها... وذلك لحكمةٍ الهيّة عميقة ورسالةٍ بالغة الأهمية تريد الكنيسة توجيهها الينا وقد أصبحنا على أعتاب الصوم الأربعيني الكبير المقدس، ألا وهي أن الصوم والانقطاع عن الطعام والشراب واللحوم والألبان في حدّ ذاتهما لا قيمة لهما اذا كان صَومُنا يَخلو من روح التواضع وانسحاق القلب والتوبة الحقيقية والندامة على خطايانا. فقد امتلأ الفريسيّ من روح الكبرياء والتشامخ وانتفخَ مُتبجِّحاً أمام الله بفضيلته وتقواه "اني أصومُ مرّتين في الأسبوع..." (لوقا 12:18) مؤمناً ببرِّه الذاتيّ. لذلك يُحذّرنا الآباءُ القدّيسون من هذه الروح الفريسيّة المريضة، ومن ادانة الآخرين، لأنها تهدم كل الفضائل وتُسمّم حياتنا الروحية وتُصيبها بالانحراف والتشويه والخَلَل. كأنّما بالكنيسة الأرثوذكسية تقول للفريسيّ المتكبرّ في هذا الأسبوع، ومن خلاله لكل واحدٍ منا: "ان صومك مع الكبرياء باطل!" وأنّ التوبة الصادقة والاتّضاع وانسحاق القلب والمحبّة للآخرين، هما عماد وركيزة الحياة الروحية السليمة والسَّويّة، وأنه ينبغي أن نسير في مسيرتنا الروحية وننقاد سالكين بهذه الروح الفُضلى التي اقتناها العشّار المنسحق، وأنه بدون التواضع الحقيقي باطلٌ هو صَومنا عن الأطعمة، وباطلةٌ هي صلاتنا وجهاداتنا النُسكيّة المُقبلين عليها في الأيام القريبة القادمة.

الأب رومانوس حداد

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com