عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

عيد القديسة تقلا الحلقة الثانية 24 أيلول

عيد القديسة تقلا أولى الشهيدات المعادلة الرسل 24 ايلول

الحلقة الثانية

العِظَة
  1- ستكونون كخراف بين ذئاب هذه هي كلمة المسيح في الإنجيل: "يسلمونكم إلى ضيق، ويقتلونكم، تكونون مُبغضين من كل الأمم لأجل إسمي" (متى 24: 9). وهذا هو المصير الذي أعدّه المسيح لتبّاعه. نرى أن المسيحيين الأولين بعد صعود المسيح إلى السماء وغيابه عنهم أخذوا يموتون في سبيله، حتى أصبح الاستشهاد خبزهم اليومي. ونرى ذلك بادئ ذي بدء في التاريخ الأول للمسيحية. فسِفر أعمال الرسل يروي كيف كان يُلاحَق الرسل والمسيحيون الأولون، وكيف كانوا يُضطهدون، وكيف كان يقاومهم اليهود والكهنة والرؤساء والحكام حتى أصبحوا مشكلة للدين اليهودي وللامبراطورية الرومانية. فكان في نظر كل أعداء المسيحية أن الطريق الوحيد لبلبلة صفوف المسيحيين وتحطيم عزيمتهم وإرجاعهم عن اتباع يسوع الفادي هو الاضطهاد. ان الاضطهاد الذي أصاب المسيحية عند ظهورها في القرون الأولى لم يتوقف أبداً. حتى اليوم نرى اضطهاداً سافراً وسرّياً ضد المسيحية. نرى حرباً معلنة من قِبَل الملحدين الماديين ومن قِبَل الماسونية. نرى حرباً من قِبَل الديانات المخالفة للدين المسيحي. يتذرّعون لشن هذا الاضطهاد بأسباب كثيرة، إنما السبب المهم والوحيد هو أن المسيحية تنادي بتعليم يخالف تعليم تلك الديانات والمؤسسات، وتعلن بطلان الظلم وضرورة المحبة الشاملة وموافقة السلام لسكان كل هذا العالم. المسيحية دين التسامح والرفق والهُدى، وقد تجد سائر المعتقدات أن هذا التعليم هو دكّ لصروحها وتحطيم لوجودها فتحاربها وتناصبها العداء. يا لها من مسيرة طويلة وشاقة، مسيرة المسيحية في هذا الدرب الطويل والصعب. لماذا هذا المسيح الوديع يُضطهد ويُصلَب كل يوم؟ ولماذا المسيحيون على مرور الأجيال اضطُهدوا وهم متسامحون وودعاء ومسالمون؟ ولماذا هذه المسيحية لا يرتفع لها كنيسة للصلاة، ومدرسة للتعليم، ودير للصلاة، في أمكنة كثيرة، وبلاد مختلفة إلا بعد صعاب لا تحتمل ومراجعات استنفدت كل صبر المسؤولين؟ هل هي ثورة في المعنى المتعارَف اليوم؟ وهل هي جمعية سرّية تعدّ الانقلابات؟ وهل هي جيش سرّي من المحاربين يريد القتل والتدمير؟ يجيب المسيح على كل هذه الأسئلة: "ستكونون مبغضين من الجميع من أجل إسمي فقط". فأنا إله ولا إله غيري، والجميع يحاربوني لأني إله حق، ولأني أنا وحدي "الطريق والحق والحياة". قبل المسيحية ببعض السنين وقف يوحنا المعمدان، في وجه هيرودوس وقال له: "لا يحق لك أن تأخذ امرأة أخيك". فغضب هيرودوس على يوحنا وأمر بحبسه ثم بقطع رأسه. وهذا هو صوت الإنجيل دوماً: "لا يحق لك". وصوت الإنجيل هو أيضاً قول القديس بطرس: "ان الله أحقّ من الناس بأن يُطاع". وأخيراً صوت الإنجيل هو صوت ألوف من الشهداء: "لا نقدر"، فلا نقدر أن نرضى بعبادة وتكريم واتباع إله غير الرب. ولن نسجد لغير الذي قال في التوراة، في الوصايا العشر: "لا يكن لكم آلهة غيري". لهذا كله كان الاضطهاد ثم الاستشهاد في سبيل المسيح.   2- أول المخاض مات المسيح على الصليب، فكان أول شهيد في المسيحية. فدى العالمين، وخلّص الإنسان من عبودية الخطيئة، وصالحَ الإنسان مع الله. ومات أيضاً شهيد الحق، فقد صرخ في وجه بيلاطس: "لا سلطان لك إلا من الله". وصرخ في وجه هيرودس: "أيها الثعلب". وصرخ في وجه رؤساء الكهنة وسائر الملتفّين حولهم: "أيها المراؤون... أيها الحيّات أولاد الأفاعي... أيها القبور المجَصَّصة...". وبَّخَ على الظلم، ونادى بالعدل، أمر بالمحبة، وشجب الحقد والبغض، علّم الوداعة والتواضع، وأنّب المتكبّرين والمتسلّطين، نادى بالعدالة الاجتماعية، ومارس العمل الكادح، وانتهر الأغنياء، وعلَّم أن المال هو رب متسلِّط قد يوصل الإنسان إلى الهلاك. هذا هو مسيح الإنجيل، مسيح علَّم، وجسَّد ما علَّم. وبعد المسيح أخذ الرسل والتلاميذ والمسيحيون الأوائل يكرزون بالبشارة الصالحة، لكنهم لاقوا الاضطهاد والمقاومة والعذاب. فبطرس هامة الرسل وصخرة الكنيسة عُلِّق على خشبة كمعلمه في روما إنما رأسه إلى أسفل، وبولس أعظم رسول ونابغة النصرانية والمعلم الثاني بعد المسيح مات مقطوع الرأس في روما أيضاً. وهكذا سارت القافلة. فألوف من المسيحيين ماتوا بحدّ السيف وذاقوا مُرّ العذاب بالتقطيع والتعذيب وقطع الرأس. ويروي سفر أعمال الرسل أن استفانوس أحد التلاميذ ماتَ رَجماً بالحجارة، فكان أول شهيد في الكنيسة ورأس القافلة الطويلة من المعترفين والشهداء. لم يكن تلاميذ المسيح وتبّاعه إلا صورة طبق الأصل عن معلمهم. فقد أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله. وقد خضعوا للحكام، وأطاعوا المدبِّرين الذين يسهرون على شؤونهم، كما كتب القديس بطرس وبولس، وأجمل صلاة من أجل الحكام هي للقديس اكلمنضوس بابا روما، كما ان الكهنة والمسيحيين الأولين والكتّاب، أمثال يوستينوس الفيلسوف وترتليانوس الافريقي وأوريجانيس العظيم، كلّهم جاهروا في أقوالهم وكتاباتهم بالخضوع للحكّام والسلاطين. فلماذا هذا العداء المستميت ضد المسيحيين؟

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com