عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

حركة الألسنة الخمسينية المنكرة للأسرار والتقليد الكنسى

حركة الألسنة الخمسينية المنكرة للأسرار والتقليد الكنسى
للباحث مجدى صادق
        
تنكر هذه الحركة التسليم الرسولى وتزعم أنه من الشيطان. كما تنكر وسائط النعمة أى أسرار الكنيسة السبعة سيما معمودية الماء والروح الخلاصية بزعم وجود معموديتين واحدة بالماء وأخرى بالروح القدس. 
    
وهم يزعمون أن معمودية الماء غير ضرورية للخلاص ويرون أنها عمل شيطانى لكونها حسب تصورهم تجعل الخلاص متوقفا عليها وليس على دم المسيح .
   
وهذه جهالة لأن استحقاقات دم المسيح لا تمنح إلا بالموت معه في المعمودية التي فيها نقوم من الموت معه بالإيمان بعمل الله الذى أقامه من الآموات.
    
والواقع أن إنكار الخلاص بالمعمودية يخالف الحق الكتابى الذى جعل خلاصنا أي قيامتنا من الموت الأبدى متوقفة على اشتراكنا فى معمودية الماء والروح. لأن كل من يتعمد باسم يسوع المسيح يتعمد لموته فيدفن معه بالمعمودية للموت. حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا .. نحيا أيضا معه ( كورنثوس الأولى 15 : 45 ) بروحه الساكن فينا ( رومية 8 : 9 - 11 ) لأنه إن صرنا متحدين معه فى شبه موته نشترك أيضا فى قيامته ( رومية 6 : 3 - 8 ).     
    
وبداهة أنه وفقا للحق الكتابى إن كان أحد لا يدفن مع المسيح فى المعمودية فلا يقوم معه أيضا بل يبقى فى الموت الأبدى. لذلك قيل مبارك ومقدس من له نصيب فى القيامة الأولى ( أى القيامة مع المسيح فى المعمودية ) فإن كنا قد متنا مع المسيح وقمنا فى المعمودية نؤمن أننا سنحيا أيضا معه. إذ ليس للموت الثانى سلطان علينا.  
    
أما المعمودية الثانية التى ينادى بها الخمسينيون فيطلقون عليها اسم معمودية الروح القدس باعتبارها أخرى غير معمودية الماء ويتممونها بوضع اليد.

     وواضح أن القول بمعموديتين واحدة بالماء وأخرى بالروح القدس يناقض الحق الكتابى والتسليم الرسولى بأن المعمودية واحدة ( أفسس 4 : 5 ) هى معمودية الماء والروح , وفيها ينال المعمد ميلادا جديدا وحياة جديدة ليس من دم يموت كما فى الميلاد الأول بل مما لا يموت بالروح القدس الباقى إلى الأبد, وإتمام هذه المعمودية الخلاصية يكون بتغطيس ودفن المعمد فى الماء باسم الآب والابن والروح القدس ( متى 28 : 19 ) وهذه المعمودية الخلاصية ( بطرس الأولى 3 : 21 ) ( تيطس 3 : 5 ) واحدة لا تتكرر ( العبرانيين 6 : 4 - 6 ).  
    
لأن الذين استناروا بالمعمودية التي بها صاروا شركاء الروح القدس الذى أقامهم من الأموات بشركة صلبه وقيامته. إذا سقطوا أو ارتدوا. لا يمكن تجديدهم أيضا للتوبة. أي لا يمكن إعادة تجديدهم بإعادة منحهم روح الحياة من جديد. بأن يصلبوا ثانيا مع المسيح في المعمودية التي فيها يقومون أيضا معه بروحه المحيى. إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه ( العبرانيين 6 : 4 - 6 ).  .
    
لهذا رسم لنا الرب طريقا آخر للتوبة. ليس بالحصول على روح المسيح من جديد. بل للثبات فيه. بالتناول من جسده ودمه لنثبت فيه ويثبت فينا ( يوحنا 6 : 56 ).    
    
وأما ما كان يتمم بوضع يد الرسل فيسمى عطية الروح القدس وهى هبة أو عطية تمنح بعد معمودية الماء التى تعرف باسم معمودية المسيح ( أعمال 2 : 38 ) ( أعمال 8 : 14 - 18 ) ( أعمال 19 : 4 - 6 ) ومنحها بوضع اليد كان قاصرا على الرسل وحدهم, ولم ترد في أي موضع من الكتاب عند إتمامها بوضع اليد الرسولية أنها تسمى معمودية. بل تسمى عطية الروح القدس أو موهبة الروح القدس.
   
وقد سميت معمودية فقط عندما حل الروح القدس على التلاميذ في يوم الخمسين, وجاءت ليس بمعنى التغطيس كما في معمودية الماء. بل بمعنى الغمر بالروح لأن كلمة المعمودية في اليونانية لها استخدامات مختلفة. فكلمة عمد تستخدم بمعنى غمس. مثل القول غمس لقمة في صحفة. فيقال عمد اللقمة في الصفحة أي غمسها. فالكلمة واحدة " عمد " ولكن الاستخدامات والمعانى مختلفة.

     أم لماذا قال الرب لتلاميذه :
     "
أن يوحنا عمد ( غطس ) بالماء، وأما أنتم فستعمدون ( فستغمرون ) بالروح القدس. ليس بعد هذه الأيام بكثير .. لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم " ( أعمال 1 : 5 , 8 ).
   
فذلك لكى ندرك من أقواله ثلاثة أمور: 
    
الأمر الأول أن الرب قال للتلاميذ " وأما أنتم  " وهذا تخصيص للرسل بأنهم وحدهم المخاطبين بكلامه هذا.
    
الأمر الثانى أنهم سيتعمدون بالروح القدس. بمعنى أن الروح القدس سيعمدهم أي سيغمرهم بفيض مباشر بدون واسطة في الموعد الذى حدده لهم. لهذا استخدم كلمة معمودية للدلالة على أن الروح القدس سيغمرهم بمواهب الروح القدس فضلا عن موهبة التكلم بألسنة مختلفة حتى يبشروا جميع الشعوب بألسنتهم.
   
الأمر الثالث هو قوله لهم أنهم سينالون هذا الغمر بالروح القدس . ليس بعد هذه الأيام بكثير, وهذا معناه أيضا أن هذا الموعد خاص بهم وحدهم, وهو حدث لن يتكرر. 
  
وهذا ما تحقق بالفعل في يوم الخمسين عندما غمر الروح القدس كل البيت الذى كان الرسل مجتمعين فيه. ثم ظهر لهم كألسنة نار حلت على كل منهم لتمنحهم موهبة الألسنة التي تعينهم في الكرازة بالكلمة للعالم أجمع شاهدا الله معهم بآيات وعجائب وقوات متنوعة.
   
لهذا فإن الفرق بين معمودية الماء والروح , ومعمودية الروح القدس أن الأخيرة كانت بمعنى الغمر. لأن الروح القدس غمر التلاميذ بفيض مباشر, وهذه المعمودية كانت قاصرة على التلاميذ وحدهم بدليل قوله لتلاميذه, وأما أنتم فستعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير.
   
وهذا الغمر المباشر بمواهب الروح القدس تحقق مرتين الأولى في يوم الخمسين, والثانية كعلامة على قبول الأمم في الإيمان. أما بعد ذلك فإن الروح القدس صار يمنح كعطية أو هبة بوضع اليد الرسولية وليس بالغمر أو الفيض المباشر من الله.
     
مما تقدم يتضح أن المقصود من قول الرب لتلاميذه " وأما أنتم فستعمدون بالروح القدس " فيقصد به أنهم وحدهم الذين سيغمرهم الروح بفيض مباشر قبل أن يظهر لهم كألسنة منقسمة تستقر على كل واحد منهم ليتكلم بلغة بحسب ما أعطاه الروح لينطق. لهذا قال لهم " وأما أنتم " فستتعمدون بالروح القدس. ليس بعد هذه الأيام بكثير.
    
ثم في الموعد المحدد غمر صوت كما من ريح عاصفة كل البيت, وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم. فطفقوا يتكلمون بألسنة أي لغات مختلفة تعينهم في الكرازة والشهادة لاسم المسيح في كل المسكونة.
    
وأما الدليل على أن معمودية الروح القدس هي عطية الروح القدس وأنها تمت بالغمر المباشر على التلاميذ في يوم الخمسين هو ما سجله كاتب سفر الأعمال بقوله : 
     "
فبينما بطرس يتكلم بهذه الأمور حل الروح القدس على جميع الذين كانوا يسمعون الكلمة. فاندهش المؤمنون الذين من أهل الختان .. لأن موهبة الروح القدس قد انسكبت على الأمم أيضا. لأنهم كانوا يسمعونهم يتكلمون بألسنة, ويعظمون الله . حينئذ أجاب بطرس. أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن أيضا ( أعمال 10 : 44 – 47 ).
   
من هذه الآيات يتضح أن الأمم نالوا موهبة الروح القدس الذى حل عليهم. كما حل على التلاميذ في يوم الخمسين. كعلامة لقبول الأمم في الإيمان فقال بطرس الرسول: 
     "
أترى يستطيع أحد أن يمنع الماء حتى لا يعتمد هؤلاء الذين قبلوا الروح القدس كما نحن أيضا " ( أعمال 10 : 44 – 47 ).
   
وهذا برهان على أن معمودية الماء هي جوهر الخلاص وليس موهبة التكلم بألسنة التي هي موهبة لا للمؤمنين بل لغير المؤمنين ( كورنثوس الأولى 14 : 22 ).
    
ويستطرد بطرس الرسول شارحا لليهود كيف أن الله قبل الأمم بقوله :
     "
فلما ابتدأت أتكلم ، حل الروح القدس عليهم كما علينا أيضا في البداءة . فتذكرت كلام الرب كيف قال : إن يوحنا عمد بماء وأما أنتم فستعمدون بالروح القدس.  فإن كان الله قد أعطاهم الموهبة كما لنا أيضا بالسوية مؤمنين بالرب يسوع المسيح ، فمن أنا؟ أقادر أن أمنع الله " ( أعمال الرسل 11 : 15 – 18 ). 
    
عندما حل الروح القدس على الأمم أثبت بطرس الرسول أنه حلول موهبة وأنه مثل الحلول الذى حدث معهم في يوم الخمسين بدليل تذكره قول الرب له عن قبولهم هبه الروح القدس قائلا:
     "
فتذكرت كلام الرب كيف قال : إن يوحنا عمد بماء وأما أنتم فستعمدون بالروح القدس. فإن كان الله قد أعطاهم الموهبة كما لنا أيضا بالسوية مؤمنين بالرب يسوع المسيح ، فمن أنا ؟ أقادر أن أمنع الله " ( أعمال الرسل 11 : 15 – 18 ). 
   
واضح من أقوال بطرس الرسول أنه وحد ببن معمودية ( غمر ) الروح القدس وبين عطية الروح القدس التي بعد أن نالها الرسل والأمم بطريق الغمر والفيض المباشر من الرب. صارت تتم بعد ذلك بوضع اليد الرسولية لمنح عطية الروح القدس أي موهبة الروح القدس ( أعمال 8 : 17 ) ( أعمال 19 : 6 ) ( تيموثاوس الثانية 1 : 6 ) أما بالنسبة للكهنة من غير الرسل فكانوا يتمموها بمسح المؤمنين بالمسحة المقدسة ( يوحنا الأولى 2 : 27 ) بالزيت ( أي الميرون باليونانية ).
    
مما تقدم يتضح أن عطية الروح القدس ليست هي معمودية الماء والروح. وأن العطية تمنح للمعمدين, وهذا ما أعلنه بطرس الرسول لليهود في يوم الخمسين بقوله : 
     "
توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا.  فتقبلوا عطية الروح القدس " ( أعمال 2 : 38 ).
    
تنكر الحركة الخمسينية أيضا كهنوت الرسامة وترى بطلانه. كما تنكر سلطان الحل والربط وترى أنه لا حاجة للإعترافات والقداسات والشركة المقدسة وسائر أسرار وطقوس الكنيسة.
    
وهذه التعاليم كما نرى هى ذات تعاليم الأرواحية التى تندد بها هذه الحركة شكليا وتتبنى معتقداتها المضادة للحق الكتابى والتقليد الرسولى موضوعيا.
    
لهذا ليس مستغربا أن ترى الأرواحية فى الحركة العلمانية الإنعزالية المنكرة للكهنوت ووسائط النعمة حركة إصلاحية لكونها تنادى بذات ما تنادى به الأرواحية من تعاليم ترمى إلى تفريغ الكنيسة من قوتها أى عمل الروح القدس فيها. بحيث يصير للعلمانيين صورة الإيمان دون قوته فيهلكون بجهلهم. لأن من يؤمن بالمسيح دون أن يتعمد باسمه بالماء والروح القدس على يد كاهن شرعى يدان. لأن الإيمان وحده دون الحصول على تلك المعمودية التى هى موت ودفن وقيامة مع المسيح لا يخلص الإنسان المائت بل يبقيه فى الموت الأبدى.  
    
والواقع أن المعمودية حسب التسليم الرسولى لا تتمم بوضع اليد. بل بالماء بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس. عملا بقول الرب: إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله ( يوحنا 3 : 5 ).  
    
أما ما كان يتمم بوضع اليد الرسولية فهو موهبة الروح القدس وكانت تمنح بعد المعمودية, ولا يحل لغير الرسل تتميمها بوضع اليد ( أعمال 8 : 14 -20 ) لهذا كان الأساقفة والكهنة الذين رسمهم الرسل على طقس ملكى صادق يتمموها بعد المعمودية بالمسحة المقدسة بالزيت ( يوحنا الأولى 2 : 20 ).
    
وكل من يمارسها بوضع اليد هو متعد على درجة الرسولية القاصرة على رسل المسيح وحدهم.
   
لهذا فإن كل من ينتحل صفة الرسولية ويمارس اختصاصاتها بوضع اليد لمنح مواهب الروح القدس هو متعد لهذه الدرجة ولا يمنح مواهب الروح القدس. بل يمنح  شياطين تتكلم على ألسنة من يضعون يدهم عليه إذا قبل ذلك. 
   "
لأن مثل هؤلاء هم رسل كذبة ، فعلة ماكرون ، مغيرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح,  ولا عجب . لأن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور. فليس عظيما إن كان خدامه أيضا يغيرون شكلهم كخدام للبر. الذين نهايتهم تكون حسب أعمالهم " ( كورنثوس الثانية 11 : 13 – 15 )
  
فإن كان الذين تعدوا الكهنوت انشقت الأرض وابتلعتهم ليكونوا عبرة لمن يسلك مسلكهم. فهؤلاء الذين تعدوا الرسولية سيأخذون عقابا أشر, ومصيرهم كمصير سيمون الذى أراد أن يقتنى موهبة الله ليس اغتصابا بل بدراهم.
   
ومؤخرا ظهرت حركات خمسينية تمزج بين معتقداتها وعقائد حركة العصر الجديد ومدارس التنمية الذاتية الصوفية التابعة لها بانتهاج اسلوبها في التوحد بالطاقة الكونية من خلال ممارسة تمارين اليوجا ( التوحد ) التأملية لإقناع الفرد من خلال التنويم أو الإيحاء الذاتي باختبار الإمتلاء من الروح القدس. بالقول لا تنتظر أن يحرك الرب لسانك بل حركه أنت بكلام ليس بلغتك أي بكلام غير مفهوم وصل به وارفض فكرك أن هذا تأليفك. أي أن المسألة هي أن يحيا الإنسان في وهم خادعا أو مضللا لنفسه. ثم مرحلة تصديق الذات وخداعها. ثم مرحلة الجنون والتي فيها يحيا الإنسان في وهم من صنعه معتقدا أنه صار رسولا للمسيح.
  
وفى كل مرحلة من هذه المراحل يمكن أن يتقمصه روح نجس فعلا لأنه يكذب على الله بالإدعاء أنه يتكلم بروح الله وهو يتكلم من نفسه. فيخدع نفسه ويضللها كما يخدع الأخرين ويضللهم, وقد أخذ اتباع هذه الحركة بكتاب " مراحل الإمتلاء من الروح القدس أو السبعة أرواح الله " لأحد المعتزلة الجدد والذى خلط بين الروح القدس والسبعة الملائكة الواقفين أمام عرش الله, وهى البدعة التي سبق تفنيدها بمقالنا " تفنيد بدعة أن سبعة أرواح الله هي الروح القدس " بإثبات أن السبعة أرواح الله ( رؤيا 3 : 1 ) هم السبعة الملائكة الذين يقفون أمام الله ( رؤيا 8 : 2 ) الذين وصفهم الرائى بقوله : " وأمام العرش سبعة مصابيح نار متقدة ، هي سبعة أرواح الله " ( رؤيا 4 : 5 ) ووصفهم أيضا بأنهم " سبعة قرون ( أي ملوك ) .. هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض " ( رؤيا 5 :  6 ).
   
الأمر الذى يدل على أن هذه الجماعات محمولة بكل ريح تعليم.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com