عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

لا تدينوا لكي لا تدانوا

"لا تدينوا لكي لا تدانوا"

يوسف جريس شحادة

كفرياسيف _www.almohales.org

 

"لا تدينوا لكي لا تدانوا. لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم. ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها. أم كيف تقول لأخيك دعني اخرج القذى من عينك وها الخشبة في عينك. يا مرائي اخرج أولا الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيدا أن تخرج القذى من عين أخيك".

مقولة معبّرة جدا، لطالما يتشدّق بها الكثير حين توجّه انتقادا لهذا الكاهن أو ذاك النفر يتستّرون وراء هذه العبارة ومثلها في الكتاب المقدس مبتورة كبعض المنافقين والمنحازين عن التقليد القويم الشريف المقدس.

فارتأينا من خلال مطالعتنا لكتب التفسير وبعجالة دون الإطالة، أن نقتبس حرفيا من تفسير الآباء للكتاب المقدس والذي متوفر في مكتبتنا وهو مؤلف من خمسة مجلّدات وما قمنا لإضافته وضعناه بين قوسين{ }.

"لا تدينوا = السيد المسيح لا يمنع الإدانة منعًا مطلقًا وإلاّ سقط العدل وامتنع الناس عن التعليم، ولا يوجد بهذا المفهوم سلطان للقضاة، ولا يصير هناك حق لأب يعلم ابنه ويوبخه حين يخطئ، ولا من مدرس يوبخ تلميذه، ولانقضى سلطان الكنيسة في توبيخ الخطاة وإدانتهم {اكو 12 _3 :5 :" أما أنا فان كنت غائبا بالجسد فاني حاضر بالروح وقد حكمتُ كأني حاضر على مرتكب مثل هذا العمل فباسم الرب يسوع وفي أثناء اجتماع لكم ولروحي مع قدرة ربنا يسوع يُسلم هذا الرجل إلى الشيطان حتى يهلك جسده فتخلص روحه يوم الربّ لا يحسُنُ بكم أن تفتخروا أما تعلمون أن قليلا من الخمير يُخمّرُ العجين كله طهّروا أنفسكم من الخميرة القديمة لتكونوا عجينا جديدا لأنكم فطير فقد ذُبح حمل فصحنا وهو المسيح.فلنعيّد إذًا ولكن لا بالخميرة القديمة ولا بخميرة الخبث والفساد بل بفطير الصفاء والحقّ. كتبتُ إليكم في رسالتي ألا تخالطوا الزّناة. ولا اعني زناة هذا العالم أو الجشعين والسراقين وعباد الأوثان على الإطلاق وإلا وجب عليكم الخروج من العالم بل كتبت إليكم ألا تخالطوا من يدعى أخا وهو زانٍ أو جشع أو عابد أوثان أو شتّام أو سكّير أو سراق بل لا تؤاكلوا مثل هذا الرجل افمن شأني أن أدين الذين في الخارج أما عليكم انتم أن تدينوا الذين في الداخل أما الذين في الخارج فالله هو الذي يدينهم أزيلوا الفاسد من بينكم"  بل أن الرب أعطى للكنيسة هذا السلطان{ (مت 18:18}. بل أن الله يقول ويلٌ للقائلين للشر خيرًا وللخير شرًا..(أش 20:5) فالمؤمن الحقيقي إذ هو مسكن للروح القدس يحمل روح التمييز، فيرى الأخطاء ولا يقدر أن ينكرها أو يتجاهلها. {ولمن يتشدّق ويتفذلك بالقول أننا كلنا خطاة فلا ندين الآخرين ولا نحكم على احد وأنا قبل أن استشهد بقول الرسول بولس أسأل ارايت خوري خائن ألا توبخه؟ أو إذا خوري شريف وهو قلّة ألا يوبّخ من حاد عن طريق الرب؟ فأي فذلكة هذه واجترار كلام فاسق خائن ليبرر سلوكه ويقول بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس 2 طيمو 2 :4 :" أن أعلِن كلمة الله وألحَّ فيها بوقتها وبغير وقتها ووبّخ وأنذِر والزَمِ الصبر والتعليم " ويضيف الرسول بولس في 2 طيمو 20 :5 :" وبِّخ المذنبين منهم بمحضرٍ من الجماعة ليخاف غيرهم " والتوبيخ للفريسيين {مت 7 :3 } :" ورأى كثيرا من الفريسيين والصدوقيين يقبلون على معموديته فقال لهم يا أولاد الأفاعي من أراكم سبيل الهربِ من الغضب الآتي".

ليس من إنسان يحيا ولا يخطا، ما من شك ولا يوجد إنسان بار كامل تام ، ولكن بين هذا والخيانة والنفاق والفحشاء بون شاسع.

ليس إظهار خطا الآخر حتما إدانته أو الحكم عليه، وإلا ما علّم معلّم ولا داوى طبيب وطارت الدنيا والدين. ليس تنويه الآخر عن فحشاء وخطا ارتكبه هو من باب عدم إدانة أنفسنا ولا يقول هذا بأننا لا ندين ذاتنا وننسى إدانة الذات نحن نجهل قلوب الناس ولكن نعلم سلوكهم المرئي والظاهر والمحسوس نحن في لفت النظر لسلوكيات خاطئة لا يقول أنني بار،فإذا الخوري انحرف عن مبنى القداس ولم الفت انتباهه فانا شريك في خيانة الرب، وليست القضية هنا بار أم لا.يجب أن نميّز بين إظهار الخطأ وإدانة الآخر ،يقول الرب { متى البشير 17 _15 :18 :" إذا خطييء أخوك فاذهب إليه وانفرد به ووبخه فإذا سمع لك فقد ربحت أخاك وان لم يسمع لك فخذ معك رجل أو رجلين لكي يحكم في كل قضية بناء على كلام شاهدين أو ثلاثة فان لم يسمع لهما فاخبر الكنيسة بأمره وان لم يسمع للكنيسة أيضا فليكن عندك كالوثني والعشار" نص رائع جدا، إذا في هذا النص نفهم أنه يمكننا أن نحكم على المخطئ بأنه مخطئ، ولكن هناك موقفين

1) أن نذهب إليه سرًا (بينك وبينه) ونعاتبه وهذا ما يُعَلِّمْ به الرب.

2) أن نشهر بالمخطئ ونفضحه.

بصيغة أخرى فلندن الخطية، ولكن الأسلوب يخنلف وهي محك نقاش وجدال، ففي حالتنا ومن خلال تجربتنا مع العديد من الخوارنة والمراسلات العديدة خطيا وموثقة مع المطران والكهنة المسؤولين عن حال الكنيسة وما يدور من سلوكيات لبعض الخوارنة إلا أن ما يميّز المطران بعدم الرد، فردّه بعدم الرد. فلم يبق أمامنا سوى النشر،لان العديد من الخوارنة يدّعون مهما نفعل لن يُنشر عنّا.

ويروي لنا البشير لوقا "وضرب لهم مثلًا هل يقدر أعمى أن يقود أعمى أما يسقط الاثنان في حفرة."

ونشر قدس الاب بطرس الزين في صفحة التواصل حول تصرف احد الخوارنة بالغناء في سهرة فيقول ردا لمن يعاتبه لنشره الفيديو :"من المؤسف ان تعم بين المسيحيين هذا الروح الاستخفافي والاستهتار بهيبة الاكليروس . ويبدوا عند البعض  ان كما كتبوا . ان الكاهن ..... لا يرتدي اللباس الكهنوتي ويحق له الغناء في حفلات العرس !  
هل البدلة الكهنوتية هي الرادع والضابطة لتصرفات الكاهن !!؟؟ الكاهن يعلم انه كاهن بثياب وبدون ثيابه الكهنوتية . عرفه الناس ام لايعرفونه عليه ان يحافظ على التزامه الكهنوتي .  هل مقبول عندكم ان يسهر كاهن في ملهى ليلي؟؟؟؟! في سهرة لعيد ميلاد شقيقه ؟؟!! .

لاتمل قلبي الى كلام الشر ولا اتعلل بعلل الخطايا.

قال بولس الرسول ،1 كور 6  10: 23 كل الاشياء تحل لي لكن ليس كل الاشياء توافق كل الاشياء تحل لي و لكن ليس كل الاشياء تبني . يخبرنا القديس بولس الرسول: "يا إخوة إن الطعام لا يقرّبنا إلى الله، لأنا إن أكلنا لا نزيد وإن لم نأكل لا ننقص، ولكن انظروا أن لا يكون سلطانكم هذا معثرة للضعفاء... إن كان الطعام سيشكك أخي فلا أكل لحماً إلى الأبد لئلا أشكك أخي".ويضيف قدس الاب بطرس الزين:"   هَوْيَّة الكاهِن ، تَنْبَع مِنْ مُشارَكته المُمَيَّزَة في كَهْنوت المَسيح التي يَصير بِها بَعْدَ السِيامَة الكَهْنوتِيَّة ، فَيُصْبِح صورَة حيّةً وشَفَّافة للمَسيح الكاهِن الأعظَم .

إنَّ الكاهِن بدون مَعونَة الله ،  كالأب .... ( الم ..... سابقًا ) سُرْعانَ ما سَيَتَسَرَّب اليَأْس إلى قَلْبه ، وسُرْعانَ ما سَيَقول : " أطْرَبْتُكُم ، فَلِما لَمْ تَرْقُصوا " .

إنَّ الكَهْنوت مُرْتَبِط في أذْهان الناس بالله ، لِدَرَجَة أنَّ الناس إذا أحَبّوا الكاهِن أحَبّوا الله ، وأحَبّوا الكنيسَة ، ومارَسوا إيمانهم ، وإذا كَرِهوا الكاهِن كَرِهوا الله والكنيسَة ، وكَفّوا عَنْ الصَلاة .

إنَّ على الكاهِن أنْ يترك دائِمًا ، بَيْنَهُ وبَيْنَ مَنْ يَرْعاهُم " مَسافَة مِنَ الإحْتِرام "، فالكاهِن الَّذي يفقد سلطته كمعلِّم وكَمُرْشِد وكأبّ ، لا يستطيع أنْ يَرْعَى رَعِيَّته . أنْ لا يَنْسَى الكاهِن أنَّهُ عندما يفعل أيَّ شيء ، إنَّما يفعله ككاهِن ، إنَّ الكاهن مُحْتاج إلى ضمير مُسْتَقيم ، ضمير يستطيع ألاَّ يفقد الرؤيَة عندما يتلبَّد الجَوْ بالغُيوم ، ضمير يستطيع أنْ يَرَى الحقيقة ، عندما يَنْغَمِس الجَميع في الباطِل .أيُّها الكَهَنَة ،لا تَلْبَسوا إيمان ربَّنا يسوع المَسيح المَجيد بِمُحاباة الوجوه . ما المَنْفَعَة يا إخْوَتي إذا قالَ أحَدٌ أنَّ لَهُ إيمانًا ولا أعْمالَ لَهُ . ألَعَلَّهُ بالإيمان وحده ، يَسْتَطيع أنْ يَخْلُصَ ؟

أخي الكاهِن ....... : طَريق الكَهْنوت لا يَحْتَمِل ولا يقَبْلَ " الوَسَطِيِّة " ، أيّ ما بَيْنَ بَيْنْ ... فَإمَّا أنْ تَكون مَعَ السَيِّد المَسيح ، أو لا تَكون .

"لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها. أو كيف تقدر أن تقول لأخيك يا أخي دعني اخرج القذى الذي في عينك وأنت لا تنظر الخشبة التي في عينك يا مرائي اخرج أولا الخشبة من عينك وحينئذ تبصر جيدا أن تخرج القذى الذي في عين أخيك."هذه الحكمة نظير سابقتها،إذا فهمنا النص حرفيا وكان المسيح يناقض ما قاله أعلاه بان نوبّخ علانية؟ وإلا ما القصد هنا؟ هل عدم الإدانة والتنويه لخاطئ؟ إذا لنقرأ ما يقول لنا :"لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزقكم".

حقًا يطلب منا الله أن نكون بسطاء ولكن يطلب أيضًا أن نكون حكماء. ومعنى هذه الآية أن لا نقدم ولا نتكلم عن مقدساتنا للمستهزئين فأسرار ملكوت الله لا تقدم إلاّ لمن يقيمونها حق قيمتها ويتقبلونها بخشوع وورع. الكلاب=يشيروا لمقاومي الحق لأن الكلاب تهجم على الشيء لتمزقه. والخنازير= هي لا تهاجم لتمزق بأسنانها لكنها تدنس الشيء إذ تدوسه بأقدامها. وهي تدوسه لا لعيب فيه ولكنها لأنها تجهل ما هذا الشيء. والقدس مشبه هنا بالدرر الثمينة التي ينبغي أن نحافظ عليها.إذًا علينا أن نعرف ماذا نقدم ولمن نقدمه.هذا باختصار هناك رموز ودلالات للكلاب والخنازير في الكتاب المقدس.

يقول القديس برصنوفيوس في عظته 356 :" ويل للقائلين للشر خيرا وللخير شرا الجاعلين الظلام نورا والنور ظلاما الجاعلين المر حلوا والحلو مرا{اش 20 :5 } فالمؤمن الحقيقي إذ هو مسكن للروح القدس يحمل روح التمييز فيرى سقطة أخيه ولا يقدر أن ينكرها أو يتجاهلها،فالأب لا يقدر أن يتجاهل أخطاء أولاده وسقطاتهم ولا يصمت تحت دعوى عدم الإدانة لهذا يحذّرنا القديس يوحنا فم الذهب من إساءة فهم عدم الإدانة فيصير ذلك علة لتجاهل أخطاء الغير والسلوك بلا تدبير او حزم مع الساقطين وإذ يقول:" لننصت بحذر لئلا تحسب أدوية الخلاص وقوانين السلام كقوانين للاضطراب والهلاك" عظة 357 ، ويضيف قائلا:" أصلحه ولكن ليس كعدو أو خصم يحدد العقوبة وإنما كطبيب يعد الأدوية اذ لم يقل المسيح لا تحتملوا المخطئين بل قال لا تدينوا بمعنى لا تكونوا مملوئين مرارة في إعلان الحكم كما يقول: ما هذا ألا يجوز لنا أن نلوم الخطاة؟! فيقول بولس:" وبّخ انتهر عظ الذين يخطئون وبخّهم أمام الجميع" بهذا يظهر  أن المسيح لم يأمر الجميع بعدم الإدانة بطريقة مطلقة إنما يمنع من تفشت فيهم خطية انتقاد الغير في اقل الأخطاء التي تصدر عنهم" {عظة 359 }.

{ولنا ان نضيف التساؤل لبعض الخوارنة الذين يتسترون وراء هذه العبارات أعلاه، لماذا يتسابقون ويتهافتون الكهنة ليكونوا في المحكمة الدينية؟ هل لان التسعيرة هناك باهظة؟ أم نسبة الأرباح عالية هي؟ كما سألني البعض عن التسعيرة الجديدة للطلاق وغيره؟ لماذا لا يجترّ العديد من المتسترين وراء العبارات أعلاه  ويمتنعوا من الجلوس في المحاكم الكنسية إذا كان الرب يمنعها؟ لماذا يدينون الآخر ،هل لأنهم أتقياء انقياء القلوب؟ إذا يقولون هم ما من إنسان يحيا ولا يخطأ؟ إذا هل لهم مسموحة الإدانة؟ أم هم خطأهم مغفور تلقائي؟ ما المنطق والشعوذة بعقول الشعب، إرجعوا لتفاسير الآباء القديسين، الإدانة أمر والحكم أمر آخر وشتان ما بين الإدانة والتنبيه والنشر من اجل التعليم وليروا وليتعلموا أيضا}    

دخلوا من الباب الضيق لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ما أضيق الباب واقرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه.

" القافلة تسير والكلاب نابحة"

" ملعون يا رب كل من ضلّ عن وصاياك"

 

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com