عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

مقالات في التاريخ السرياني الحلقة 18

مقالات في التاريخ السرياني

  الحلقة الثامنة عشرة

  أعداد

   المرحوم : الدكتور سامي نوح كرومي- فرنسا

(2)_ في بعض النسخ جملة آخرى بمعنى ( أيها العامل أجبل ) .

فأرسل الملك يدعوني ،فمثلت أمامه ، فقال لي لماذا تهزأ بنا ؟ فأجبت وقلت للملك ، عش إلى الأبد يا سيدي ، إن هذه الهرة أضرت بي كثيراً ، فقد كان سيدي قد أ‘طاني ديكاً وكان صوته جميلاً ، وكلما صاح الديك كنت أعلم أن سيدي يطلبني وكنت أذهب إلى باب سيدي ، وفي الليلة الماضية ذهبت هذه الهرة إلى آثور وقطعت رأس ذلك الديك وأتت .  فأجاب الملك وقال لي : يبدو لي يا أحيقار أنك هرمت فجننت ، هناك ثلاثة مئة وستون فرسخاً من هنا إلى آثور ، فكيف تقول أن هذه الهرة ذهبت في ليلة واحدة ، وقطعت رأس الديك وعادت ؟ فقلت له : إذن ، كيف على بعد ثلاث مئة فرسخ سمعت خيولكم من هنا صهيل حصان سيدي فأجهضت؟ولما سمع الملك ذلك أغتم كثيراً ، وقال : فسر لي ياأحيقار هذه الأحجية : هناك عمود على رأسه أثنتا عشر أرزة ، وفي كل ارزة ثلاثون عجلة ، وفي كل عجلة حبلان أحدهما أبيض والآخر أسود ، فأجبت وقلت له : ياسيدي الملك إن رعاة الثيران في بلادنا يعرفون هذه الأحجية ، فالعمود الذي ذكرته هو السنة ، والأثنتا عشر ارزة ، هي أشهر السنة الأثنا عشر ، والحبلان الأبيض والأسود هما النهار والليل .ثم قال لي أيضاً ، يا أحيقار أفتل لي خمسة حبال من رمل النهر ، فقلت له : مر ياسيدي أن يخرجوا لي حبلاً من الرمل من خزائنك لكي أعمل مثله ، حينئذ قال : إن لم تعمل هذا ، فلن أعطيك جزية مصر . فجلست عندئذ مفكراً ( في قلبي ) كيف أصنع ذلك ؟ وخرجت من بلاط الملك ، وثقبت في جدار البلط الشرقي خمسة ثقوب ، ولما دخلت أشعة الشمس في الثقوب أثرت الرمل ،فظهرت أشعة الشمس وكأنها حبال من الثقوب . قلت للملك : مر يا سيدي أن يزيلوا هذه الحبال ، فأفتل لكم عوضها ، ولما رآى الملك وعظمائه ذلك دهشوا .ثم أمر الملك أن يؤتى بحجر رحى مكسور وقال لي : ياأحيقار خيط لنا هذه الرحى المكسورة فذهبت وأحضرت حجر رحى وطرحتها أمام الملكوقلت له : ياسيدي الملك ، أنا غريب هنا ، وليست معي آلة هذه الحرفة . فمر الأسكافيين أن يقطعوا لي قدا من هذه الرحى وهي رفيقة الرحى الأولى ، وحالاً أخيطها ولما سمع الملك ذلك ضحك وقال : ليكن اليوم الذي ولد فيه أحيقار يوماً مباركاً أمام آلهة مصر ولأني رأيتك حياً ، فإني أعتبر ذلك يوماً عظيماً وأقيم فيه مأدبة . ودفع إلي جزية مصر لثلاث سنوات . وعدت إلى سيدي الملك سنحاريب فوصلت ، فخرج للقائي وأستقبلني وعمل يوماً عظيماً ( احتفالاً عظيماً ) وأجلسني في مقدمة أخصائه ، وقال لي : أطلب ما بدا لك ياأحيقار . فسجدت للملك وقلت : ياسيدي الملك كل ماأريد أن تنفحني به ، اعطه لزميلي نبوسمخ مسكين ، لأنه هو أستبقاني حياً . وأما أنا فمر أن يدفع إلى يدي نادن ابني لكي أعلمه تعليماً جديداً لأنه نسي التعليم الأول . فقال الملك ، أذهب ياأحيقار وكل ماتريد أن تفعل بنادن ابنك فأفعله ، ولا من ينقذ جسده من يدك .

حينئذ اخذت نادن ابني ، وجئت به إلى بيتي ، وربطته بسلسلة حديدية زنة عشرين وزنة ، وربطتها بحلقات ، وطوقت عنقه بطوق ، وضربته على كتفيه ألف عصا ، وعلى متنيه ألف ضربة وضربة ، وربطته في عتبة باب داري ، واعطيته الخبز موزوناً وأسلمته إلأى غلامي نبوايل لكي يحرسه ، وقلت لغلامي أكتب على لوحة ما أقوله لأبني نادن .يابني ، من لا يسمع من أذنيه فإنهم يسمعونه من قذاله .أجاب نادن ابني وقال : لماذا حنقت على أبنك ؟ أجبت وقلت له : يابني ، أجلستك على كرسي الوقار وأما انت فقد طرحتني من كرسيي . فأنقذني بري ، فصرت لي ياابني كالعقرب الذي لسع صخرة : فقالت الصخرة . أنك لسعت قلباً جامداً ، ثم لسع أبرة ، فقيل له : أنك لسعت حمة شرا من حمتك .كنت لي ياابني ، كالعنزة التي وقفت على شجرة السماق تأكل منها ، فقالت لها شجرة السماق لماذا تأكليني ؟ إن جلدك يدبغ في جذوري . قالت العنزة ، إني أكلك وأنا حية ، وبعد موتي يستئصلونك من جذورك .كنت لي يابني ، كمن رشق حجرة إلى السماء ، فلم تبلغ السماء ، وأقترف إثماً أمام الله .كنت لي يابني ، مثل رجل رآى رفيقه يرتجف من البرد ، فأخذ قربة ماء بارد وصبها عليه ، ليتك ياابني ، استطعت القيام مقامي بعد مقتلي ، فأعلم يابني ، أن الخنزير لوطال ذنبه سبعة أذرع ، لا يقوم مقام الحصان . ولو لأن شعره وابرق ، لما أمكن أن يلبسه الكريم ..ياابني ، أردتك أن تخلفني ، فترث بيتي وثروتي ولكن لم يرق ذلك الله ولم يسمع صوتك . كنت لي ياابني ، كالأسد الذي صادف حماراً في الصباح وقال له : السلم عليك ياسيدي قوريس ( كيريوس ) فقال له الحمار ، ليت سلامك هذا يعطى لمن ربطني مساء فلم يحكم ربطي فلم أكن أرى وجهك .يابني ، كان الفخ منصوباً في دمنة ، فجاء عصفور فرآه وقال له : ماذا تعمل هنا ؟ قال له الفخ ، إني أصلي إلى الله . قال له العصفور : وما ذلك الذي في فمك ؟ قال الفخ : خبز للضيوف . فدنى العصفور منه وأخذه ، فأطبق ( الفخ ) على عنقه وقال العصفور وهو يئن ألماً : إذاً كان هذا خبزاً للضيوف ، ليت الإله الذي تصلي إليه لا يستجيب إليك . وكنت لي يابني ، كأسد ربط إلى جانب الثور . فالتفت الأسد وأفترسه .وكنت لي يابني ، كسوسة الحنطة التي أفسدت أهراء الملوك ، وهي حقيرة الشأن .كنت لي يابني ، كقد ركب له قبضتان ( أذنان ) من ذهب ولكن أسفله لم ينظف من السواد .

كنت لي يابني ، كفلاح بذر في حقله عشؤين مدا من الشعير ، وعندما حصده انتج عشرين مدا ، فقال للحقل : لقد حصدت ما زرعت فيك . وأما انت فيجب أن تخجل بصيتك السيء ، لأنك أعطيت المد مدا ، وأما أنا فكيف أستطيع العيش ؟ كنت لي يابني ، كعصفور لم ينج نفسه من الموت ، وصوته غرر بأصحابه .كنت لي يابني ، كتيس أدخل رفاقه إلى المسلخ ، وهو لا ينجي نفسه .كنت لي يابني ، كالكلب الذي دخل إلى فرن الخزافي ليتدفأ ، وبعد أن دفئ نهض لينبح على الخزافين . كنت لي يابني ، كالخنزير الذي كان ذاهباً إلى الحمام ولما رآى حمأة وحل نزل فتمرغ بها ودعا اصحابه أن يتمرغوا .إن اصبعي يابني ، على فمك ، واصبعك على عيني ، فهل ربيتك أيها الثعلب لتكون عيناك ناظرتين إلى التفاح ؟يابني ، إن الكلب الذي يأكل من صيده ، يصبح من فصيلة الذئاب . واليد التي لا تجتهد تقطع من أصلها . والعين التي لا تبصر تقتلعها فراخ الغربان . فأي عمل صالح عملت معي يابني ، لكي أذكرك فترتاح فيك نفسي ؟يابني ، إذا الألهة سرقت فبماذا يستحلفونها ؟ والأسد الذي يسرق قطعة أرض كيف يجلس فيأكلها ؟ أنا ، يابني ، اريتك وجه الملك ورفعتك إلى كرامة باذجة . وانت رغبت في الإساءة إلي .

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com