عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

مقالات في التاريخ السرياني الحلقة 17

مقالات في التاريخ السرياني

  الحلقة السابعة عشرة

  أعداد

   المرحوم : الدكتور سامي نوح كرومي- فرنسا

ولما بلغنا مصر ذهبت إلى باب الملك ، فأخبر الملك نبلاؤه ان قد وصل الرجل الذي أرسله ملك آثور .

وأمر الملك فأعطى لي بيت للمقام . وفي الغد مثلت امامه . وسجدت له وسلمت عليه ، فسألني الملك ما اسمك ؟ قلت : اسمي ( ابقيم ) إحدى النملات الوضيعة في المملكة . فأجاب وقال : إلى هذا الحد يحتقرني سيدك ، فيرسل إلي نملة وضيعة من مملكته ؟ فعد يا ابقيم إلى مقامك ( محل سكناك ) وغداً صباحاً هيا فقابلني . فأمر نبلائه أن يرتدوا في الغد ثياباً حمراء وارتدى الملك خزا واستوى على العرش ، وأمر فمثلت امامه ، وقال لي : من أشبه يا ابيقام ، وعظمائي من يشبهون ؟ فأجبت وقلت له : انك تشبه بيل ياسيدي الملك ، ونبلاؤك يشبهون أحباره ، وقال لي أيضاً إذهب إلى مقرك ، وعد إلي غداً . وأ/ر الملك نبلاؤه في الغد ، فارتدوا الكتان الأبيض ، والملك ارتدى ثوباً ابيض واستوى على عرشه ، وأمر فمثلت أمامه . وقال لي : من أشبه يا ابيقام ، وعظمائي من يشبهون ؟ فقلت له : أ،ك يا سيدي الملك تشبه الشمس وعظمائك يشبهون أشعتها . وقال لي إذهب ايضاً إلأى مقرك وعد إلي غداً . وأمر الملك عظمائه في الغد فأرتدوا ثياباً سوداء . والملك ارتدى ثوباً قرمزياً ، وأمر فمثلت أمامه ، فقال لي : من أشبه يا أبيقام ، وعظمائي من يشبهون ؟ فقلت له : أنك يا سي الملك تشبه القمر ، وعظمائك يشبهون النجوم ، وقال لي أيضاً إذهب إلى مقرك ، وعد إلي غداً . وأمر الملك عظمائه في الغد فأرتدوا ثياباً مزركشة ملونة ، وأضفى على أبواب البلط اللون الأحمر . والملك ارتدى ثوباً بلون التفاح ، وأمر فمثلت أمامه ، وقال لي : من أشبه ياأبيقام ، وعظمائي من يشبهون ؟ فقلت ،أنك ياسيدي الملك تشبه شهر نيسان ، وعظمائك يشبهون ازهاره . فقال لي الملك ، انك شبهتني تارة بالإله بيل وشبهت عظمائي بأحباره ، وشبهتني ثانية بالشمس ، وعظمائي بأشعتها ، وشبهتني ثالثة بالقمر ، وعظمائي بالنجوم ، وشبهتني المرة الرابعة بشهر نيسان ، وعظمائي بأزهاره ، فقل لي ياأبيقام ، سيدك من يشبه ؟ فأجبته وقلت له : حاشاك ياسيدي الملك أن تذكر سيدي سنحاريب وأنت جالس ، إن سيدي سنحاريب يشبه ( ربما الإله ايلو ) وعظمائه يشبهون البرق التي تتألق في السحب ، وكلما شاء يبلور من المطر والندى بردا ، وإذا أرعد يمنع الشمس عن الشروق وأشعتها عن الظهور . كما يمنع بيل عن التجول في الشوارع وعظمائه من الظهور ويمنع القمر من الإضاءة والنجوم من أن ترى (1) .ولما سمع الملك ذلك شق عليه وقال لي : أستحلفك بحياة سيدك قل لي ما أسمك ؟ فأجبت وقلت له : أنا احيقار الكاتب ، حامل ختم سنحاريب ملك آثور ونينوى ، فقال الملك ، ألم أسمع أن سيدك قتلك ؟ فقلت له : اني لم ازل حياً يا سيدي الملك . أن الله انقذني مما لم تجنه يداي ، فقال لي رح ياأحيقار إلى منزلك وعد إلي غداً . وقل كلمة لم أسمع بها بعد ، ولا سمع بها عظمائي ، كما لم تسمع قط في عاصمتي . فجلت مفكراً وفي قلبي رسالة ورد فيها : من فرعون ملك مصر إلى سنحاريب ملك آثور ونينوى ، سلام ، إن الملوك يحتاجون (1)_ ويضاف إلأى ذلك في بعض النسخ ما يأتي :[ وإذا أراد يأمر الريح الشمالية فتهب وتلبد الغيوم وتهطل الأمطار والبرد فيضرب نيسان فتتساقط أوراق ] .الملوك ، والأخوة يحتاجون الأخوة ، وفي هذا الزمان قل رفدى ، وشح المال في خزائني ، فمر وأرسل من خزائنك فضة مقدار تسعمائة وزنة ، فأعيدها إليك بعد زمن قصير ، فطويت الرسالة وقبضتها بيدي وأمر الملك فمثلت أمامه ، فقلت لعل في هذه الرسالة كلمة لم تسمعها . ولما قرأتها أمامه وأمام عظمائه ، صرخ عظمائه – كما كان الملك قد أمرهم – وقالوا : قد سمعنا بهذه الكلمة ، فقلت لهم أن مصر مدينة لآثور بمبلغ تسعمائة وزنة . ولما سمع الملك تعجب ، فقال لي : اريد أن تبني لي قصراً بين الأرض والسماء . ويكون أرتفاعه عن الأرض ألف باع ( قدر من اليدين ) فأخرجت فرخي النسر وربطت الحبال بأرجلهما واركبت عليهما الصبيين وأطلقتهما وكان الصبيان يصرخان ( أعطوا الطين والملاط والقرميد للبنائين فأنهم بطالون ) (2) ولما رآى الملك دهش .حينئذ ، أخذت أنا أحيقار عصا وشرعت اضرب عظماء الملك حتى هرب جميعهم ، فأنتهرني الملك وقال : لقد جننت يا أحيقار ، من يستطيع أن يرفع شيئاً إلى هذين الصبيين ؟ أما أنا فقلت له : دعك من ذكر سنحاريب سيدي ، لا تقولو فيه سوءاً . لو كان حاضراً لبنى قصرين  أثنين في يوم واحد . فقال لي الملك : دعك من أمر القصر يا أحيقار ، وامض إلى منزلك ، وعد إلي صباح الغد . وفي الصباح مثلت أمام الملك ، فقال لي : ما هذا الأمر ؟ إن حصان سيدك يصهل في آثور فسمعته خيولنا هنا فأجهضت ؟ حينئذ خرجت من حضرة الملك وأمرت عبيدي أن يصطادوا لي هرة ، فكنت أضربها بالسوط في شوارع المدينة . وعندما رآى المصريون ذلك ، ذهبوا فقالوا للملك ، أن أحيقار يستعلي على شعبنا ويهزأ بنا ، فقد أمسك هرة وهو يضربها بالسوط في شوارع مدينتنا

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com