عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

مقالات في التاريخ السرياني الحلقة 16

مقالات في التاريخ السرياني

  الحلقة السادسة عشرة

  أعداد

   المرحوم : الدكتور سامي نوح كرومي- فرنسا

وعندما قرأت هذه الرسالة في حضرة الملك ، دعا جميع نبلاء مملكته واشرافها وقال لهم : من منكم يذهب إلى مصر ليجيب الملك عما يسأله ؟ ويبني له القصر الذي طلبه ويجلب جزية مصر لثلاث سنوات ؟ ويعود ؟ ولما سمع النبلاء ، قالوا : تعلم يا سيدنا الملك ان المشكلات مثل هذه ليس في عهدك فحسب بل في عهد ابيك اسرحدون كان احيقار الكاتب يحلها ، والان ايضاً هوذا ابنه وهو متعلم ادبه وحكمته . ولما سمع نادن ابني ذلك صرخ بحضرة الملك وقال : إن الألهة ذاتها لا يمكنها عمل ذلك ، ناهيك عن البشر . ولما سمع الملك ذلك اغتم كثيراً ، ونزل عن عرشه وجلس على الأرض وقال : وأسفاه عليك يا احيقارل الحكيم اني فقدتكبسعاية صبي ، فمن يعيدك إلي الأن ، فأعطيه ثقلك ذهباً ؟ ولما سمع سمخ مسكين زميلي ذلك ، جثا امام الملك وقال : ياسيدي ، إن الذي يهين امر سيده يستحق الموت ، وإني يا سيدي قد أهنت جللاتك فمر ان اشنق لأن احيقار لذي امرت بقتله مازال حياً ، ولما سمع الملك ذلك قال : تكلم تكلم نبوسمخ مسكين تكلم ايها الرجل الهمام الصالح ، يا من لا تعرف الشر ، إذا كان الأمر كما تقول وتحضر إلي احيقار حياً أغدق عليك العطايا فضة زنة مئة وزنة ، وارجواناً زنة خمسين ، قال له نبوسمخ مسكين . اقسم لي يا سيدي الملك انه إذا لم تكن لي ذنوب اخرى اقترفتها ضدك أنك تغفر لي هذه الجريرة ، واقسم له الملك على ذلك . وحالا استقل الملك مركبته ووصل إلي سريعاً وفتح مخبأي ( فتح بوجهي ) فخرجت وجثوت امام الملك وشعر رأسي ملقى على كتفي ولحيتي انحدرت إلى صدري ، وجسمي كله معفر بالتراب ، وأظافري طويلة مثل مخلب النسر . ولما رآني الملك بكى وخجل أن يكلمني ، وبغم عظيم قال لي : يا احيقار أني لم اجني عليك انا ، بل الذي جنى عليك هو ابنك الذي ربيت . حينئذ قلت له : الآن يا سيدي ، وقد رأيت وجهك كأني لم أصب بسوء . وقال لي الملك : امض إلى بيتك يا احيقار ، واحلق شعرك واغسل جسمك ، واستعد قوتك مدة اربعين يوماً . وبعد ذلك عد إلي .ثم دخلت بيتي ، ومكثت زهاء ثلاثين يوماً . ولما عادت إلي قوتي ، مثلت امام الملك . فقال لي الملك : أرأيت يا احيقار ماذا كتب إلي فرعون ملك مصر ؟ فأجبت وقلت له : لا تهتم بذلك يا سيدي الملك سأذهب إلى مصر ، وابني للمك قصراً وأجيبه عن كل ما يسألني . واجلب معي جزية مصر لمدة ثلاث سنوات .

ولما سمع الملك ذلك شمله فرح عظيم ، وأقام احتفالاً عظيماً ، وأقام ( يوماً عظيماً ) وقدم ضحايا عظيمة ، ونفحني بالعطايا السخية ، كما نفح واجلس نبوسمخ مسكين زميلي في مقدمة القوم . فكتبت إلى زوجتي اشفغني اقول : إذا وصلت إليك هذه الرسالة ، أوصي صيادي أن يعدوي لي فرخي نسور ، وأوصي غزال الكتان أن يعملوا لي حبال كتان يكون طول كل منها ألف ذراع وغلظه غلظ الخنصر ، وأوصي النجارين أن يعملوا قفصين لفرخي النسرل ، وسلمي إلى عوبائيل وطبيلم طفلين لا يتكلمان بعد وعلميهما أن يقولا : أعطوا البنائين الطين والملاط والقرميد فإنهم بطالون . فأعدت اشفغني امرأتي كل ما طلبت إليها .حينئذ قلت للملك : الآن مر واسمح لي بالسفر إلى مصر . ولما أمر ، اصطحب معي جيشاً وسافرت . ولما بلغنا نهاية الشوط الأول للمبيت ، أطلقت فرخي النسر وربط الحبال بأرجلهما واركبت عليهما الصبيين فحملاهما وحلقا في الأجواء العالية . فأخذ الصبيان يصرخان كما تعلما : أعطوا الطين والملاط والقرميد للبنائين فأنهم بطالون .ثم اجتذبتهما .

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com