عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

مقالات في التاريخ السرياني الحلقة 15

مقالات في التاريخ السرياني

  الحلقة الخامسة عشرة

  أعداد

   المرحوم : الدكتور سامي نوح كرومي- فرنسا

  حينئذ عاد سيدي الملك إلى بيته ، فجاء إلي نادن ابني وقال : كل ما فعلت كان حسناً ، وقد مدحك الملك كثيراً ، وقد أمر أن تصرف الجنود كلاً إلى بلده وبيته ، وتأتي وحدك . ثم مثلت أمام الملك ، ولما رآني الملك قادماً قال : يا أحيقار كاتبي ، يا ربيب آثور ونينوى . يا من رفعت إلى مقام الكرامة، فأنقلبت واصبحت من أعدائي ، ودفع إلى الرسائل المكتوبة بأسمي ، والمختومة بختمي . ولما قرأتها تعلثم لساني ، وارتخت مفاصلي ، وحاولت أن اجد كلمة واحدة من كلمات الحكمة فلم أوفق . فقال لي نادن ابني ، اغرب من امام الملك أيها الشيخ الأخرق ، وهات يدك للقيود ، ورجليك لأصفاد الحديد . فأشاح الملك وجهه عني ، وخاطب نبوسمخ مسكين زميلي وقال : قم اذهب واقتل أحيقار ، وافصل رأسه عن جسمه مئة ذراع . وعندئذ أرتميت على وجهي إلى الأرض وسجدت للملك وقلت : عش إلى الأبد يا سيدي الملك ، وطالما شئت قتلي ، فليكن كأمرك وكأرادتك ، وأنا متأكد اني لم اسيْ أليك . فمر أن اقتل في باب بيتي ، وليعط جثماني ليدفن . فقال الملك لنبوسمخ مسكين زميلي : أذهب واقتل احيقار امام باب داره وارفع جثته لتدفن .حينئذ ، انا احيقار ارسلت إلى اشغفني زوجتي ، وطلبت إليها ان تهيْ ألف فتاة من صبايا عشيرتي فيلبسن الحداد وينحن ويولولن ويبكين علي ، ويزحفن إلى بابي ، ويقمن مناحة قبل موتي . وطلبت إليها أن تعد وليمة للطعاو والشراب لزميلي نبوسمخ وللجنود الذين معه ، وقلت لها : اخرجي للقائهم واستقبليهم وادخليهم إلى داري ، واخل انا ايضاً كضيف . وكانت اشغفني زوجتي حكيمة جداً ، ففهمت كل رغبتي ، واعدت كل ما طلبت إليها إعداده ، وخرجت تستقبلهم فأدخلتهم إلى داري ، فتناولوا الطعام وكانت تخدمهم بذاتها ، حتى استلقوا في اماكنهم نائمين من شدة سكرهم ، ثم انا احيقار دخلت وقلت لنبوسمخ مسكين ، انظر إلى الله ايها الأخ ، واذكر الصداقة التي بيننا ، ولا تسبب موتي وأذكر ان الملك اسرحدون ابا سنحاريب اسلمك يوماً إلى لكي اقتلك فلم اقتلك لأني عرفتك بريئاً واستحييتك حتى طلبك الملك ، ولما جئت بك أمامه اعطاني عطايا ثمينة ، ونلت منه هدايا سنية ، وانت الأن ابقني حياً ورد إلى ذلك الجميل لئلا ينتشر ذلك الخبر بأني لم أقتل ، فيعاقبك الملك . هوذا في السجن عندي عبد اسمه منزيفر محكوم عليه بالموت ، البس العبد ثيابي ، وايقظ عليه الجنود فيقتلونه ، واما انا فلا أموت لأني لم أسئ . ولما قلت هذا ، ونبوسمخ مسكين زميلي ايضاً حزن علي كثيراً واخذ ثيابي والبسها العبد الذي في السجن ، وايقظ الجنود ، فنهضوا ، ولم تزل الخمرة تلعب برؤسهم وقتلوه ، وفصلوا رأسه عن جثته مئة ذراع ، ورفعوا جثته فدفنت . فذاع في آثور ونينوى ان احيقار الكاتب قتل . ونهض نبوسمخ مسكين وزوجتي اشفغني لي مخبأ في الأرض عرضه ثلاثة أذرع وارتفاعه خمسة اذرع ، تحت عتبة باب بيتي ، وزوداني بالخبز والماء ، وذهبوا فأكدوا لسنحاريب الملك ، ان احيقار الكاتب مات . ولما سمع الرجال ناحوا علي ، والنساء مزقن علي وجوههن وولولن قائلات : وأفاه عليك يا أحيقار الكاتب الحكيم ، يامقيل عثرات بلادنا ، لن يكون لنا مثلك إلى الأبد .حينئذ ، دعا سنحاريب الملك ابني نادن وقال له : اذهب واقم مناحة لأحيقارأبيك ، وعد إلي ، ولما جاء نادن ابني ، لم يعمل مناحة ولم يذكرني ، بل جمع الرعاة والخلفاء وأجلسهم على مائدتي على صوت الغناء والفرح العظيم ، وعرى عبيدي وامائي المحبوبين وجلدهم بدون رحمة . ولم يخجل ايضاً من اشفغني زوجتي ، بل راودها عن نفسها . وانا احيقار كنت ملقى في الظلام في اعماق الجب اسمع اصوات خبازي وطهاتي وسقاتي يبكون وينوحون في بيتي.وبعد بضعة أيام جاء نبوسمخ مسكين ، وفتح مكمني وشجعني ، وقد لي خبزاً وماءً ، فقلت له إذا خرجت من عندي فأذكرني امام الله وقل : اللهم البار العادل ، ياصانع الخير في الأرض ، اسمع صوت احيقار عبدك واذكر أنه ضحى لك الثيران المسمنة ، كحملان الحليب ، والأن هو ملقى في جب مظلم حيث لا يرى النور ، فلم تنقذه وقد صرخ إليك ، اسمع يارب دعاء زميلي .ولما سمع فرعون ملك مصر أني انا احيقار قتلت ، فرح فرحاً شديداً ، وكتب رسالة إلى سنحاريب قال فيها : من فرعون ملك مصر إلى سنحاريب ملك آثور ونينوى ، وسلام ، لقد وددت أن ابني قصراً بين الأرض والسماء ، ففتش وارسل لي من مملكتك معماراً حكيماً يجيد عمل كل ما اسأله . وإذا ارسلت لي رجلاً مثل هذا ، أقد لك جزية مصر لمدة ثلاثة سنوات ، وإن لم ترسل إلي رجلاً يجيب عن كل ما اسأله ، قدم لي جزية آثور ونينوى لمدة ثلاثة سنوات بأيدي أعضاء الوفد الذي أرسلته إليك .

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com