عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

آحاد اُلصوم ألأستاذ ميخائيل بولس

حاد اُلصوم +

                                           

                                            ألأستاذ ميخائيل بولس

   لكل أحد من آحاد اُلصوم اُلخمسة موضوعان أو معنيان. فمن جهة ينتمي كل أحد إلى  دور يظهر فيه وقع { أثر} حكمة اُلصوم وروحانيته. ومن جهة أخرى أخذ كل احد تقريبًا, خلال تطوّر اُلكنيسة اُلتاريخي, موضوعًا ثانيًا.

    ففي اُلأحد اُلأول تعيِّد اُلكنيسة " إنتصار اُلأرثوذوكسية" , وهي ذكرى الانتصار ضد بدعة محطّمي اُلإيقونات وإعادة تكريمها في اُلقسطنطينية سنة 847 , واُرتباط هذا اُلعيد باُلصوم هو مجرّد صدفة: فاُنتصار اُلأرثوذوكسية اُلأول حصل في  هذا اُلأحد اُلمعين. واُلأمر نفسه ينطبق على ذكرى اُلقديس غريغوريوس بالا ماس في اُلأحد اُلثاني من اُلصوم, فإدانة أعدائه وتثبيت تعاليمه من قبل اُلكنيسة في اُلقرن اُلرابع عشر أُعتبر اُنتصارًا ثانيًا للأرثوذوكسية. ولهذا اُلسبب خُصّص اُلأحد اُلثاني من اُلصوم لذكراه اُلسنوية. وهذه اُلتذكارات بالرغم من أهميتها وعمقها هي مستقلة عن اُلصوم. ولكن هناك تذكارات أخرى أكثر إلتصاقًا باُلصوم مثل تذكار اُلقديس يوحنا اُلسلّمي في اُلأحد اُلرابع ومريم اُلمصرية في اُلأحد اُلخامس. فاُلكنيسة ترى فيهما نصيري اُلنُّسك اُلمسيحي ورافعي لوائه.

   يوحنا أعطى مبادئ اُلنسك في كتاباته, ومريم أعطتها في حياتها. فمن اُلواضح أن اُلكنيسة وضعت ذكراهما في اُلنصف اُلثاني من اُلصوم لتشجّع اُلمؤمنين وتحثّهم في نضالهم وجهادهم اُلروحي. فذكرى هذين اُلقديسين تهدف لبنائنا وتهيئتنا روحيًّا .

  وأما اُلموضوع اُلثاني لآحاد اُلصوم فنجده في أناجيل هذه اُلآحاد ولكي نفهم تتابع هذه اُلآحاد علينا أن نتذكر الارتباط اُلأساسي بين اُلصوم واُلمعمودية- ألصوم كتهيئة للمعمودية. فهذه اُلأناجيل تشكّل جزءًا أساسيًا من اُلتعليم اُلمسيحي اُلمبكّر, وتشرح وتلخّص تهيئة اُلموعوظين لسرّ اُلمعموديّة الفصحي. فاُلمعموديّة هي اُلدخول للحياة اُلجديدة اُلتي بدأها اُلمسيح. وباُلنسبة للموعوظين هذه اُلحياة اُلجديدة مرتبطة بهم فقط فهم موعودون بها ويقبلونها باُلإيمان. إنهم يشبهون أبناء اُلعهد اُلقديم اُلذي عاشوا بإيمانهم بوعد لم يروا تحقيقه .

   هذا هو موضوع اُلأحد اُلأول. فبعد ذكر أبرار ألعهد اُلقديم تختتم اُلرسالة{ عبرانيين 26- 24 :11 و 32-40 إلى 2: 12 } : " فهؤلاء كلهم بالشهود لهم بالإيمان فلم يحصلوا على اُلموعد , لأن اُلله دبّر لنا تدبيرًا أفضل , { ولم يشأ ان } وهو أن يُجعلوا كاملين بدوننا ".

 ما هو هذا اُلتدبير اُلأفضل ؟ إن أنجيل اُلأحد اُلأول من اُلصوم يعطينا اُلجواب : { يوحنا 51 – 43 :1 } :" ... أنك ستعاين أعظم من هذا ..." سترَون اُلسماء مفتوحة وملائكة اُلله يصعدون وينزلون على اُبن اُلبشر ". { يشير هنا إلى سلم يعقوب, تكوين 17 – 10 :28 } فمنذ اُلآن اُلسماء مفتوحة واُلملائكة في صعود ونزول في خدمة يسوع. وهذا يعني : انتم أيها اُلموعوظون , أنتم اُلذين تؤمنون بالمسيح, انتم اُلذين تريدون اُلمعمودية واُلذين تهيئون أنفسكم للفصح , سترَوْن  تدشين اُلعهد اُلجديد, وإتمام اُلوعود جميعها, وإعلان ملكوت اُلسموات ولكنكم سترونه فقط إن آمنتم وتبتم إن غيرتم قلوبكم وكانت عندكم اُلرغبة  وقبلتم اُلجهاد  . هذا ما تذكرنا إياه رسالة اُلأحد اُلثاني { عبرانيين10 :1 -  3 :2 }   : " ... فلذلك يجب علينا أن نواظب على ما سمعناه مواظبة أشد لئلا يسرب من قلوبنا ...فكيف نُفلِتُ نحن إن أهملنا خلاصًا عظيمًا   كهذا ..".

        إن صورة اُلجهاد وتلك اُلرغبة نجدهما في إنجيل اُلأحد اُلثاني { مرقص 12 – 1 :2 } عند اُلمخلّع اُلذي انزلوه من اُلسقف أمام يسوع . : " فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمخلّع : يا بنيّ, مغفورة لك خطاياك ".

      وفي اُلأحد اُلثالث أحد اُلصليب يظهر موضوع اُلصليب ويخبرنا اُلبشير مرقص { 34 :8 - 1 :9 } : " فإنه ماذا ينفع اُلإنسان لو ربح اُلعالم كله , وخسر نفسه, أو ماذا يعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟"  من هذا اُلأحد وصاعدًا تبدأ اُلرسالة إلى اُلعبرانيين بكشفها  لنا معنى ذبيحة اُلمسيح اُلتي تدخلنا  " إلى داخل اُلحجاب " { عبرانيين19 :6 } أي إلى قدس أقداس ملكوت اُلله. { أنظر اُلأحد اُلثالث عبرانيين 14 :4 – 6 :5 , ألأحد اُلرابع عبرانيين 20 – 13 : 6 واُلأحد اُلخامس عبرانيين 14 -11 :9 } بينما يعلن لنا إنجيل مرقص آلام اُلمسيح اُلطوعية ." ... إن اُبن اُلبشر سيسلّم إلى أيدي اُلناس فيقتلونه " { مرقص 31 – 17 :9 } ألأحد اُلرابع . كما يعلن قيامته اُلمجيدة . ".. يقوم في اُليوم اُلثالث ". { مرقص 45 -32 :10 } ألأحد اُلخامس.

  أما اُلتعليم حول اُلسرّ اُلعظيم واُلتهيئة له يقتربان لنهايتهما , واُلساعة اُلحاسمة لدخول اُلإنسان إلى آلام اُلمسيح وإلى قيامته تقترب .

   في هذه اُلأيام لم يعد اُلصوم تهيئة للموعوظين من اجل اُلمعمودية . ولكن باُلرغم من أننا معمّدون أما زلنا موعوظين ؟ أما زلنا نعود إلى هذه اُلحالة كل سنة ؟ ألا نبتعد أيضًا وأيضًا عن هذا اُلسرّ اُلعظيم الذي اشتركنا فيه مرّة ؟ ألا نحتاج في حياتنا اُلتي هي غربة مستمرّة عن اُلمسيح وملكوته.لهذه اُلعودة اُلسنوية جذور إيماننا اُلمسيحي.

  منتصف اُلصوم : ألصليب اُلمقدّس .

     سمّي اُلأحد اُلثالث من اُلصوم أحد " إكرام اُلصليب " , { بعد اُلطواف باُلصليب إلى وسط اُلكنيسة يبقى اُلصليب هناك اُلأسبوع كلّه, وبعد كل خدمة يقام طقس تكريم اُلصّليب }.

  أنه لمن اُلمهم جدًا أن نذكر هنا أن موضوع اُلصليب اُلذي يهيمن على ترانيم ذلك اُلأحد , غنيّ ليس بتعابير اُلآلام بل بتعابير اُلفرح واُلنصر. وأكثر  من هذا ان قانون" هذا اُلأحد مأخوذ من خدمة اُلفصح " أليوم يوم اُلقيامة " , لا بل هو نفسه بعبارات أخرى .

  ومعنى هذا واضح جدًا , نحن في منتصف اُلصوم, فمن جهة يبدأ اُلصائمون يشعرون بوضوح باُلتعب اُلجسدي واُلروحي وبعبء اُلجهاد وثقله. فهم بحاجة للمساعدة واُلتشجيع. ومن جهة أخرى بعد تحمّل كل هذا اُلجهد , تلوح نهاية هذه اُلرحلة. وتبدأ رؤية أشعة اُلفصح اُلتي تزداد بريقًا ولمعانًا .

 ألصوم هو صلب ذواتنا حسبما جاء في وصية اُلمسيح اُلتي وردت في إنجيل اُلأحد : "  من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني  " . {مرقص 34  :8}.

  ولكننا لا نستطيع أن نحمل صليبنا ونتبع اُلمسيح ما لم نحمل صليبه هو اُلذي صلب عليه كي يخلّصنا, صليبه هو وليس صليبنا , صليبه هو اُلذي يعطي معنى وقوة للآخرين. هذا ما يشرحه لنا سنكسار أحد اُلصليب : " في هذا اُليوم اُلذي هو اُلأحد اُلثالث من اُلصوم, نعيّد للسجود للصليب اُلكريم اُلمجيد... بحيث أننا بواسطة اُلصوم اُلأربعيني نحصل  ونحن أيضا كمصلوبين, بإماتتنا نحن اُلأهواء,  ونشعر بمرارة متضجّرين ومتراخين فلذا يقدم اُلصليب اُلكريم اُلمحيي مريحًا ومقوّيًا ايانا  ليذكرنا بآلام ربنا يسوع اُلمسيح, ويعزّينا ويشجعنا ...وأيضًا كما أن اُلذين يسعَون في طريق شاسعة وعرة, عندما يعييهم اُلسير يجلسون قليلاً حيث يجدون شجرة حسنة اُلظلّ ويستريحون, وبعدها يتقوّون جيدًا يجيزون بقية اُلطريق. هكذا واُلآن في زمان اُلصوم اُلذي هو كطريق شاسعة متعبة وقد زرع في اُلوسط من اُلآباء اُلقديسين اُلصليب اُلحامل اُلحياة مانحًا اُيّانا راحة ومنشّطًا ومخفّفًا اُلذين قد كلّوا وأعيوا إلى تكميل بقيّة سعيهم اُلمتعب . كما انه عناء حضور احد اُلملوك تتقدم علامته وصولجانه ثم يحضر هو فرحًا مبتهجًا باُلظفر وتبتهج معه اُلرعية . على هذه اُلصورة وربنا يسوع اُلمسيح بما أنه عتيد بعد قليل أن ينشر علم ظفره على اُلموت ويحضر بمجد في يوم اُلقيامة, قدّم صولجانه وعَلمه اُلملوكي أعني اُلصليب اُلكريم , ليملأنا بهجة وراحة عظيمة ويجعلنا مستعدّين لأقتبال هذا اُلملك بعد مدّة يسيرة ولمديحه واُلثناء عليه لأجل ظفره على أعدائه, وقد حصل في اُلأربعين اُلمقدسة, لأن الأربعين المقدسة تشبه عين مرة لأجل الانسحاق ولأجل ما يحصل لنا من اُلتمرير واُلملل من تلقاء اُلصيام , ولكن اُلرب يعزّينا ويشجعنا كجائزين في قفر إلى أن يبلغنا  إلى أورشليم العقلية بواسطة قيامته وبحيث أن الصليب يقال له عود الحياة , كما هو أيضًا باُلحقيقة  وذاك اُلعود قد وجد مغروسًا في وسط فردوس عدن , فلذلك بغاية اُللياقة نصب اباؤنا الإلهيون عود الصليب في اُلأربعين اُلمقدسة ليذكّرونا بنهم آدم, ثم مع ذلك أيضًا ليوضحوا نقض وأبطال ذلك اُلعود بواسطة هذا لأننا إذا ذقنا من هذا لا نموت أصلاً بل نحيا على اُلدوام ".

   وهكذا بعد أن نتشدد وننتعش نبدأ بالنصف الثاني من اُلصوم, وبعد أسبوع يأتي اُلأحد ألرابع ونسمع اُلإعلان :

  " ... إن اُبن اُلبشر سيسلم إلى أيدي اُلناس فيقتلونه وبعد أن يقتل يقوم في اُليوم اُلثالث " { مرقص 30 :9 } .

  ويتحول اُلتشديد اُلآن من ذواتنا من قوتنا وجهادنا إلى الأحداث اُلتي حصلت " من أجلنا ومن اجل خلاصنا " . " يا ربّ يا من جعلتنا نسبق اُليوم فنشاهد آلامك اُلخلاصيّة اللامعة بهاء " . في قيامة أليعازر أهلنا أن نكمل بقية اُلصوم " .

" إذ قد جاوزنا نصف اُلصوم اُلآن فلنظهر أبداء مجد إلهي بإيضاح. ولنسارع بحرارة نحو البلوغ إلى غاية مسيرة فاضلة لكي نستمتع بالنعيم الذي لا يزول ".

 صلاة مساء الأحد الرابع , وفي سحر الخميس من الأسبوع نسمع مرة أخرى " قانون اندراوس الكريتي" , { الذي نبدأ به الصوم لأربع ليالي –أقسام- تحكي لنا اوذيات القانون التسع أيضا وأيضا القصة الروحية للعالم } , ولكننا نسمعه هذه المرة بكامله.

 فإذا كان هذا القانون في بداية الصوم بمثابة باب يقود للتوبة فهو الآن في نهاية الصوم يبدو " كخلاصة " للتوبة وانجازها. وان كنا في البدء قد أصغينا له مجرد إصغاء فقد أصبحت كلماته الآن لحسن الحظ, لكلماتنا , كما أصبح نحيبنا وأملنا وتوبتنا وتقييمنا لجهادنا ألصيامي .

  فإلى أي حدّ أصبحت هذه الحقيقة تخصّنا ؟ إلى أي حدّ مشينا في طريق هذه اُلتوبة ؟ لأن كل ما يخصنا يأتي إلى نهايته. من الآن وصاعدًا نتّبع التلاميذ " صاعدين إلى أورشليم ويسوع يتقدمهم " { مرقص 32 :10 } قال لهم يسوع : " هوذا نحن صاعدون إلى أورشليم واُبن اُلبشر سيُسلّم إلى رؤساء اُلكهنة واُلكتبة فيحكمون عليه بالموت ويسلّمونه إلى اُلأمم فيهزؤون به ويبصقون عليه ويجلدونه ويقتلونه وفي اُليوم اُلثالث يقوم " {مرقص 35 – 32 :1 } هذا هو إنجيل اُلأحد اُلخامس هنا يتغير معنى اُلخدم اُلصيامية. فخلال اُلقسم اُلأول من اُلصوم كانت غاية جهادنا تطهيرنا اُلذاتي, وأما اُلآن فإننا ندرك أن ذاك اُلتطهير لم يكن غاية بحدّ ذاته , لأن عليه أن يقودنا إلى تأمل شرّ اُلصّليب واُلقيامة وفهمه. إن معنى جهادنا ينكشف اُلآن كاشتراك في ذاك اُلسرّ اُلذي أعتدنا عليه كثيرًا حتى إننا اُعتبرناه من اُلمسلّمات , وهكذا ببساطة نسيناه , وهكذا إذ نتتبع اُلربّ صاعدًا إلى أورشليم مع تلاميذه نكون " منذهلين وخائفين " . { مرقص 33 :10 } .

+ المادة مقتبسة  بشكل جزئي من كتاب :" تفسير انجيل الاحاد والاعياد" للراقد على الرجاء ميخائيل بولس، طباعة واصدار جمعية ابناء المخلص ،

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com