"حكايات جدتي صخرة طانيوس"

الكاهن المخلاف

يبدو لمؤلفنا الكبير أ. معلوف في كتابه أعلاه المترجم عن اللغة الفرنسية نظرة ثاقبة للحدث.

يروي معلوف قصة خوري في ضيعة صغيرة في منطقة المتن الشمالي، كان هذا الخوري قد انتقل بين عدة رعايا وانتقاله من رعية لضيعة أخرى لزرعه الخلاف والشقاق والنفاق بين الأهالي حتى انه في ضيعة وادعة وبالكنيسة في الناحية الغربية من الضيعة نجح هذا الخوري المغوار في زرع الخلاف بين اخوين حتى وصل الأمر بين الأخوين برفع الأيادي على بعضهم وما كان من الخوري إلا الابتسامة لأنه نجح ليتفرغ بعشقه الكنسي.

على اثر الحادث قام الأسقف بنقله لضيعة وديعة صغيرة جدا وفي الأيام الأولى  شرع ببذر بذور التفرقة لمطاردته بعض من النساء علّه ينشغل بهنّ والباقون ينشغلون فيما بينهم.

ذات يوم ومن باب الصدفة تحدّث لأحد المسؤولين كم هي الضغينة والحقد والكراهية تجاه المسؤولين، فقام المسؤول الشيخ المتقدم بالحكمة والسنّ: ماذا فعلت يا بونا الخوري! علمت بالكراهية وأخبروك ، أليس من واجبك الصلح. عندها غادر "بونا " المكان دون التفوّه.

ويضيف معلوف متسائلا: كيف ل "بونا " رب الخلاف أن يُصلح؟ فقد خلف رعيتين من قبل وضرب الثالثة وتراه يقول أنا المصلاح على وزن مخلاف.