عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

الصليب في حياتنا _ الحلقة العاشرة

                                        الصليب في حياتنا

الحلقة  العاشرة

الإلهيّات والبشريات قدرها. فإن الإيمان اقتناع لا يتخلّله أبحاث فارغة!   3- ليس من شيء أعجب من صليب المسيح. فوائده. إذن فإن كل أعمال المسيح ومعجزاته عظيمة جداً وإلهيّة وعجيبة. بيد أن أعجبها كلها صليبه الكريم. فلولاه لما بَطُلَ الموت أبداً ولا انحلّت خطيئة أبينا الأول ولا سلب الجحيم ولا منحت القيامة ولا أعطيت لنا قوة لاحتقار الأشياء الحاضرة والموت نفسه ولا تمهّد السبيل للعودة إلى السعادة القديمة ولا فتحت أبواب الفردوس وجلست طبيعتنا إلى ميامن الله ولا صرنا أبناء الله وورثته، لو لم يكن ذلك بصليب ربنا يسوع المسيح، لأن كل شيء قد اصطلح بالصليب. ولذا فان الرسول يقول: "ان كلّ من اصطبغ منّا في يسوع المسيح اصطبغ في موته" (رو 6: 3)، و "نحن جملة من اعتمدنا في المسيح قد لبسنا المسيح" (رو 3: 27)، و"المسيح قوة الله وحكمة الله" (1 كور 1: 24). فهوذا موت المسيح -أي صليبه- قد ألبسنا حكمة الله وقوّته الأقنومية. والكلمة، كلمة الصليب، هو قوة الله، ذلك لأنه اقتدار الله، ولأنه انتصر على الموت وبه قد ظهر لنا، ولأنه -على نحو ما ان أطراف الصليب الأربعة ترتبط وتشتدّ في نقطتها الوسطى- كذلك، بقوة الله، يجمع العلو والعمق والطول والعرض أي الخليقة كلها، ما يرى منها وما لا يرى.   4- إشارة الصليب تمييز بين المؤمنين وغير المؤمنين والصليب قد أُعطي لنا سمة على جبهتنا. على نحو ما دفعت الختانة لاسرائيل. والمؤمنون يتميّزون بواسطتها من غير المؤمنين فنعرفهم. وهو ترس وسلاح وفوز ضدّ إبليس، وهو ختم كي لا يمسّه مُبيد الكل، كما يقول الكتاب. وهو نهوض الساقطين وسنَد الواقفين وعكاز الضعفاء وعصا الرعاة وإرشاد المرتدّين وكمال الفائزين. وهو خلاص للنفس والجسد ودحض للشرور كلها وقيّم على توزيع الخيرات كلها وإبطال للخطيئة وغرسة القيامة وإعادة الحياة الأبدية.   5- السجود لعود الصليب ولسائر ما قدّسه المسيح بلمسه إياه إذن فيجب السجود للعود الكريم حقاً والمستحق الاكرام الذي قرّب عليه المسيح ذاته مذبوحاً لأجلنا، وقد تقدّس بلمسه الجسد والدم الأقدسين. ويجب السجود أيضاً للمسامير والحربة وثيابه، ولمساكنه التي هي المذود والمغارة والجلجلة وقبره الخلاصي المحيي، ولصهيون أُمّ الكنائس ولأمثالها، على ما يقول داود أبو المسيح إلهنا: "لندخل إلى مساكن الرب ولنسجد لموطئ قدميه" (مز 131: 8). والبرهان على أنه يعني بذلك الصليب، يؤخذ ممّا يأتي: "قم أيها الرب إلى راحتك" (مز 131: 8)، لأن القيامة تتبع الصليب. فاذا كان الحبيب يحبّ من محبوبه بيته وسريره ولباسه، فكم بالأحرى كثيراً يجب أن نحبّ- من إلهنا ومخلصنا -ما بواسطته صرنا مخلصين!   6- يجب السجود لرسم الصليب، على انه شارة المسيح، ولا ينبغي السجود لمادة الصليب ونحن نسجد أيضاً لرسم الصليب الكريم المحيي ولو كان من مادة أخرى، لأننا لا نكرّم المادة، حاشا! بل الرسم، على انه رمز المسيح. وقد قال هو بوصيته لتلاميذه: "وحينئذٍ تظهر علامة ابن البشر في السماء" (متى 24: 30) -دالاًّ بذلك على الصليب-. لذلك قال أيضاً ملاك القيامة للنسوة: "إنّكنَّ تطلبن يسوع الناصري المصلوب" (متى 28: 5)، لأن كثيرين هم الذين يتكنّون بالمسيح وبيسوع، ولكنّ المصلوب واحد. وهو لم يقل: المطعون بحربة، بل المصلوب. وعليه يجب السجود لعلامة المسيح، لأنه حيثما تكون العلامة يكون هو نفسه أيضاً. أمّا المادة المعمول منها رسم الصليب، ذهباً كانت أم حجارة كريمة، فإذا حدث أن زال الرسم، لا ينبغي لها السجود. وعليه فاننا نسجد لكل ما ينسب إلى الله، مركِّزين عبادتنا عليه.   7- إن عود الحياة رمز الصليب ان عود الحياة -ذاك الذي كان قد غرسه الله في الفردوس- كان قد سبق ورمز إلى الصليب الكريم. فلمّا دخل الموت إلينا بالعود، وجب أن تعطى لنا بالعود الحياة والقيامة. ويعقوب الأول لمّا سجد لرأس عصا يوسف قد صوّر الصليب، ولمّا بارك ولديه بيديه المتعارضتين، رسم علامه الصليب رسماً جليّاً جداً. وان عصا موسى -بالضرب بها البحر شكل صليب- أنقذت اسرائيل وغرّقت فرعون. وان يديه المبسوطتين على شكل صليب قهرنا عماليق. والماء المرّ قد صار حلواً بالعود وانفلقت الصخرة وجرت منها المياه. وان عصاً أيضاً قد احتفظت لهارون برئاسة الكهنوت. والحيّة لمّا رُفعت على عود وقد بدت مائتة، خلّص العود أولئك المؤمنين الناظرين إلى عدوّهم مائتاً. ذلك على مثال المسيح الذي لم يعرف خطيئة وقد سُمِّرَ بجسد الخطيئة. لذلك صرخ موسى العظيم قائلاً: "انظروا إلى حياتكم على عود معلَّقة تجاه أعينكم" (عن النص السبعيني)، وقال اشعيا: "بسطت يديّ النهار كلّه نحو شعب عاصٍ يسلكون طريقاً غير صالح وراء أفكارهم" (عن النص السبعيني). أمّا نحن الساجدين له فعسانا نحظى بالنصيب مع المسيح المصلوب! المسرّة، 1981 تشرين الأول، عدد 669

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com