عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

الصليب في حياتنا _ الحلقة السابعة

*      الصليب في حياتنا

الحلقة  السابعة

شذرات من الآباء الشرقيين: نور الصليب - لأبيفانوس
 
ماذا؟ ما هذا السكوت العميق اليوم على الأرض؟ سكوتٌ وعزلة! لأنَّ الملك العظيم رقد. الأرض تستجم خائفة، لأنَّ الله رقد بجسده ليوقظَ الذين يرقدون منذ بدء الأجيال... لقد غاب المسيح الشمس الإلهية وغرق اليهود في الظلام. اليوم تمَّ الخلاص للذين على الأرض وللذين خرجوا من العالم وهم تحت الأرض. اليوم تمَّ الخلاص للعالم كله المنظور وغير المنظور... فلننزلْ مع المسيح ولنتأمَّلْ إلى جانبه السرَّ الخفي الذي يتم... اصغِ إلى معنى آلام المسيح العميق. اصغِ ورنِّم نشيدَ المجد. اصغِ واحتفل بعجائب الله. انظرْ كيف تذبُلُ الرموز وتتوارى الظلال، كيف تنسحب الشريعة لتُفسح للنعمة مجالاً للإزهار؛ وكيف تملأُ الشمس الأرض، وكيف إذ أُلغي العهد القديم قام الجديد، وكيف مرَّتِ الأمور القديمة وتفتَّحت الجديدة. شَعبانِ التقيا في صهيون اثناء آلام المسيح: شعب اليهود والأمم؛ مَلكان: بيلاطس وهيرودوس؛ ورئيسان للكهنة: حنان وقيافا، لكي يُحتفل بالفِصحين سوية: الأول للمرَّة الأخيرة والآخر وهو فصح المسيح للمرة الأولى. ذبيحتان قُدِّمت هذا المساء عينه... اجتمع الشعب اليهودي ليذبحَ حملاً؛ والشعب الوثني ليذبحَ الإله المتأنس. كان الأول لا يزال يحدِّق في الظل يُسارع نحو الشمس نحو الله عينه، الأول يُعيدُ إلى ذاكرته إنقاذه من مصر والآخر يتهيّأ لأن يحتفل بتحريره من الضلال...
شذرات من الآباء الشرقيين: الصلب - للقديس افرام
 
لقد نَصبوا صليبَه عَياناً على تلَّة، ثم نزلوا فجلسوا عند أقدامه. فبهذا الرمز صوَّروه جالساً على عرشه بينما هم موطئٌ لقدميه، الجلجلة مرآة لكنيسته التي بناها على ذروة الحق. واليوم واضحٌ أنه هو الذي ثبَّتَ البيعة على الجلجلة. طوباكَ يا مَن حَظيتَ باسم يوسف البار لأنك دفنتَ سيِّدَ الحياة الميت. لقد أغمضْتَ عيون الساهر الذي أنام نفسه ليسبيَ منزل الأموات الويلُ للموت لأنَّ الساهر الذي نام قد قهر سلطانه. طوباكَ أيها القبر الفريد فإنَّ النور الوحيد قد تجلَّى فيك! وفي داخلك تنقَّى الموت المتعجرف لأن الحيَّ الذي مات ولَجَ إليك. طوبى لأحشائكَ التي فيها سُدَّ ذلك الفم الذي يبتلع الكلَّ ولا يشبَع. فالملائكةُ الذين ابتهجوا بانبعاثِكَ قد زيَّنوا بابَك بالأنوار. إنَّ قبرَ المسيح والبستان رمزٌ لجنَّة عدْن، التي فيها مات آدم موتاً خفيّاً حيث هرَبَ وتخبَّأَ بين الأشجار وكمَنَ إلى القبر، دَخَلَ واستتَر. إنَّ الحيَّ الذي دُفن في البستان أقام بقيامته ذلك الذي سقَطَ في الجنة، فنقله من قبر الجنَّة إلى عرس الفردوس حيثُ المجد. لقد صُلبَ المسيح، يا لَلسرِّ! بين لصَّين: واحدٌ منهمَا كان يجدِّفُ عليه والآخر كان يعترف به. هوذا السرُّ قد تجلَّى: فشعب اليهود يهزأُون بالمسيح، واليوم سائر الشعوب يعترفون به. في الصمت سَخِرَ المسيح من اللصِّ الكافر أما اللصُّ المؤمن فأثنى عليه المسيح وجميع تلاميذه يُعظِّمونه. طوباكَ أيها المكان الذي تأهَّلتَ لأنْ يسقُطَ فيكَ عرَقُ الابن. إنَّ الابنَ باركَ الأرض بعرقِهِ ليبطِل عرقَ آدم الذي حلَّ في الأرض. طوبى للأرض التي طيَّبها بعَرَقه والتي كانت مريضةً فشفاها لأنه نضَحَ عرقاً عليها. مَن رأى قطُّ مريضاً يتعافى بعرق ليس بعرَقِه! طوباكَ أيها المكان يا من ابهجتَ بصلواتك جنَّة عدْن. ففي جنَّة عدْن خالَفَ آدم مشيئةَ خالقه إذْ قَطَفَ الثمرةَ وأكلها. وإلى البستان دَخَلَ الابن وصلَّى ووافَقَ بصلواته الإرادة التي تمرَّدتْ في الجنَّة، حيث قال: "لاتكن مشيئتي بل مشيئتك".

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com