عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

الصليب في حياتنا _ الحلقة الرابعة

*      الصليب في حياتنا

            الحلقة  االرابعة

*      ونجيب بتأكيد كلاَّ وحاشا. إننا نرى المريض يتحمّل بملء اختياره عملية جراحية وما يرافقها من الآلام لأنه يرجو أن يستعيد من وراءها الصحة؛ والجندي يفرح لجرحٍ أصابه في ساحة الحرب إذا خرج من المعمعة ظافراً حاملاً شارات الظفر والانتصار؛ والأم تغتبط رغم وفرة أوجاع المخاض إذ تفكر أنها بعد الضيق ستضمّ بين يديها ولداً هو ثمرة أحشائها. إن الناس ينفرون ويتذمرون من وطأة الألم إذا كان الألم عقيماً، وإذا كان الألم الذي يقاسونه لا يرجون منه مجداً أو تعزية أو شفاء أو نجاحاً. عندما نواجه شخصاً لا يؤمن بالله وهو يتعذب لا نقدر إلاّ أن نبدي له الاحترام. فقد فَقَدَ العون الذي يمكِّنه من فهم معنى العذاب وبُعده الروحي. فلا مجال لإلقاء مواعظ ومحاضرات ليستفيد منها. أجمل موقف تجاه هؤلاء هو موقف المشاركة (Sympathie) والصلاة. قال كلوديل في كتابه: «IL est trop dur de souffrir: et de ne savior a quoi bon. “Annonce a MarieHeureux celui qui souffre et qui sait a quio Bon»   4- كيف يتحوّل العذاب ارتضى يسوع أن يأتي إلى أرضنا هذه ليفدي الإنسان بالألم. وكانت هذه اللفتة الكريمة والعظيمة سبيلاً لتغيير مفهوم الألم. فقد كان حُكِمَ على الإنسان أن يئنّ في وادي الدموع ويتألم و يموت. وكانت هذه الآلام المختلفة توطئة لآلام أشد هولاً تنتظر الإنسان في العالم الآخر. لكن المسيح غيّر المواقف وبدّل المصائر فأصبحت، من بعد موت المسيح وقيامته، أتعابنا وآلامنا ومشقّاتنا مقصورة على هذه الحياة ومعتبرة كجزيةٍ تعصمنا من الألم العتيد وتجعلنا خالدين وإلى الأبد سعداء. وعمل المسيح أكثر مع الإنسان الذي أحبّه حتى الموت. فإن الآلام والأعذبة التي يصادفها في هذه الحياة على الأرض تبدّلت طبيعتها فلم تعد عاراً ولا نيراً ثقيلاً لأن إبن الله خضع لها ولطّف قسوتها وخفّف من شدّتها وقدّسها وجعلها مبدأ لعظمة الإنسان وسبباً لسعادته. وهكذا خلق يسوع عالماً آخر جديداً. لقد شفى أمراض الإنسان وآلامه لا بالقضاء عليها بل بتحويلها من حاله إلى حالة أفضل. علَّمنا أن نجد الغنى في الفقر، والمجد في المذلّة، والفرح في الألم والحياة في الموت. وذهب أكثر من ذلك فجعل الألم مصعداً إلى المجد والسعادة. هذه الثورة التي قام بها المسيح نجحت لأن المسيح قضى على الأنانية التي هي مصدر شرور الإنسان وغرس مكانها المحبة. وقد لخّص تعليمه عن هذا التحول والتغيير في الإنجيل الذي ركز على ضرورة الكفر بالنفس وعلى ضرورة الألم لأنه الطريق الوحيد الذي يوصل الإنسان إلى الخلاص. "مَن أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني". (مر 8/34). "ومَن أراد أن يخلّص نفسه يهلكها، ومَن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها." (لو 9/24).   5- المسيح والألم إن المسيح جرّد الألم من الصفات التي تنفّر الإنسان منه وتخيفه. يسوع هو أمهر طبيبٍ داوى أمراض وآلام البشرية وأرحم معزٍّ آسى النفوس المتألمة. فقد حوّل الألم العقيم إلى ألم خصيب ومعطاء. ان النعمة التي أفاضها المسيح بقوة آلامه وعذابه تدخل معها إلى قلب الإنسان نوراً يضيء حياته ويكشف له حقيقة القيم التي يعتنقها ومنها قيمة الألم. وبهذه الرؤية الواضحة تتبدّل الآلام وتضحي تكفيراً عن الذنب وتستحق لنا الأجر والثواب. إننا ننظر إلى آلام المسيح نفسه. لقد كانت فداء للعالمين

*       

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com