عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اعيادنا المسيحية

ميلاد والدة الاله الحلقة الثانية

ميلاد والدة الاله

الحلقة الثانية:

عِظَة
  1-
شخصية مريم ومرتا المختلفتان دخل يسوع قرية فاستضافته امرأة اسمها مريم في بيتها. هذا التنويه من الإنجيلي له دلالة كبرى. فهذا التصرّف يتنافى مع التقاليد اليهودية المتشدّدة التي عبّرت عنها إحدى شرائع التلمود فقالت: "عندما يجتمع الرجل والمرأة يكون الشيطان بينهمَا." لكن الإنجيل تخطى هذا الأمر لأن صداقة حقّة، وربما قرابة، حسب بعض مفسّري الكتاب المقدس، كانت تجمع بين يسوع وبين عائلة مريم. ويظهر أن ربّة البيت ومدبّرة شؤونه وصاحبة الكلمة الفصل فيه كانت مريم. أما أخوها لعازر وأختها مرتا فكانا عائشين معها، يستظلان بظلال شُهرتها أو أحوالها الميسورة. قد ورد ذكر هذا البيت المضياف مراراً في الإنجيل، وورد ذكر الصداقة وخصوصاً المحبة التي كانت يختلج بها قلب يسوع نحو هذا الثالوث الأرضي. في الصفحة التي تحكي قيامة لعازر. فمن الثابت أن يسوع عندما ابتعد عن بيته في الناصرة وأهله وأقاربه فيها وَجَدَ له بيتاً آخر يدفق العطف عليه، ويعتني بشؤونه، ويستضيفه في تجواله في نواحي القدس. قال يسوع: "ان للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكاراً وأما ابن البشر فليس له موضع يسند إليه رأسه." (متى 8/20). لا نجد في الإنجيل تلميحاً لتعجُّب أو لدهشة أثارها تردّد يسوع على هذا البيت. فهو معروف، ومشهور وكريم. ونستدلّ على ذلك من توافد الجموع لزيارة لعازر عندما حدثت له الأعجوبة الباهرة. ويسوع لم يُثر الشبهة أيضاً عندما كان يزور مراراً بيت مريم ومرتا. استُقبل يسوع كما كان يُستقبل عادة بلهفة ومحبة وعطف. لكن مريم هذه المرة تركت العمل والاهتمام بالضيف وبالمائدة وجلست تصغي لكلام يسوع وتتمتع بلذة التطلع إلى هذا المعلم الساحر. نسيت واجباتها كربّة بيت، ونسيت أنها المضيفة تلتزم بأمورٍ كثيرة تخصّ هذه المناسبة. وجلست تسمع كلامه. فيظهر أن كثيرين لحقوا بيسوع إلى بيت مريم، فهم أيضاً متعطّشون لسماع كلام يسوع. سُحِرَت مريم بكلام يسوع، وأُعجبت بشخصيته، أنما أثار موقفها هذا تذمراً من أختها التي تعبت من العمل وحدها. لا صحّة لكلام الأب Dewis اللاهوتي الانكليزي الذي ترك الكهنوت: ان موقف مريم هذا يدلّ على أنها زوجة يسوع وقد انفصل عنها عندما ترك الناصرة، وانها هي مريم المجدلية أو مريم الزانية، وقد لحقت به إلى بيت عنيا بعد هجره لها مدة طويلة. أما الأخت مرتا فقد اهتمت كثيراً بالعمل، وضاقت ذرعاً من الانهمَاك به وحدها، فتذمرت من أختها. هي شرقية بالمعنى الصحيح تستضيف بكرم، وتبذل بسخاء، ولا تنسى شيئاً من الأمور التي تستلزمها الضيافة المحبة. ولمن تبثُّ شكواها. أليس لصديق العائلة؟ نجد شخصيتين مختلفتين في بيت واحد، إنما تلميذتين ليسوع وعاملتين معه ورسولتين ممتازتين. كما في البيت الواحد، كذلك في الكنيسة الواحدة، والرهبانية الواحدة: يوجد اختلاف في المواهب ومفارقة في الوزنات. هناك في الكنيسة رجال شغل وعمل، ورجال صلاة وتأمل. هذا ما قاله بولس الرسول: "فانه كما أن لنا في جسد واحد أعضاء كثيرة وليس لجميع الأعضاء عمل واحد، كذلك نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وكل واحد منا عضو للآخرين." (رو 12/4). يسوع يجمع الأضداد، ويعمل بواسطتهم للبلوغ إلى نشر الملكوت وتثبيته على الأرض.   2- يسوع والنساء يفصح هذا الإنجيل مواقف المسيح الراهنة من المرأة. فهو يسعى إلى تحريرها التحرير الصحيح بهدوء وانتظام، زارعاً، من وقت إلى آخر حادثة جديدة أو فكرة جديدة، حتى ترسخ في نفس الشعب اليهودي الرؤية الالهية الصحيحة للمرأة. ولذا نراه يتحدث مع النساء، ويزور البيوت التي فيها نساء، ويحاور النساء، وينظر إلى النساء الخاطئات بشفقة ورحمة، ولا يستبعد خدمة النساء وعملهن في التبشير. "ونساء كان قد أبرأهن من أرواح شريرة وأمراض. وهنّ مريم التي تدعى المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين وحنة امرأة كوزى قهرمان هيرودوس وسوسنّة وأُخر كثيرات كنّ يبذلن من أموالهن في خدمته." (لو 8/2). وأكثر من ذلك احترمَ وكرَّم أمه المرأة الفائقة على نساء العالمين، ووُلد منها وخضع لها، وأحبّها وأشركها في عمل التجسّد والفداء العظيمين. "وكانت واقفةً عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم التي لكلاوبا ومريم المجدلية.." (يو 19/25). يعلِّمنا يسوع في هذا الإنجيل أن المرأة ليست شراً، وليست متعة، وليست شيطاناً، كما قال البعض، ولم يكونوا من المغمورين. هي حصن وسند للإنسان، هي نور لحياته، هي عون له في مسيرته. ويسوع تصرّف مع المرأة تصرّفاً إنسانياً كامل النضج. ويا ترى يسأل الواحد: لماذا هذا الإلحاح من النساء على يسوع. يسوع كان جذّاباً، ساحراً، رجل الأعاجيب، وكان يستهوي النساء فيسرعن إلى خدمته وإلى خدمة الملكوت. إنا كان بالأكثر المعلم "أيها المعلم الصالح..." (متى 19/16). "يا معلم قد علمنا أنك محق وتعلِّم طريق الله بالحق ولا تبالي بأحد ولا تنظر إلى وجوه الناس." (متى 22/16). نحن نضلّ في سلوكنا مع النساء؛ نغلِّب العاطفة على العقل، ونشرد في المتاهة والجهل، فنسير ونتصرّف تصرفاً قلقاً، متردداً، جباناً. فعندما ننظر إلى المرأة نظرة واعية، وعندما تتضح لنا حقيقتها كامرأة ونحترم كرامتها، فلا تعود المرأة معثرةً وشكاً وسبباً للشهوة. تتغيّر الموازين في قلبنا أولاً، فتتغير نظرتنا إلى المرأة وتصبح سحراً وجاذبية ومتعة روحية. وإلا نقع في الخطأ والضعف، والبعثرة والضلال الكبير.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com