عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E التقويم الطقسي

حد مرفع الجبن الأب بطرس ميشيل جنحو

أحد مرفع الجبن

الأب بطرس ميشيل جنحو

2015/02/20

فصل شريف من بشارة القديس متى (6: 14-21)

قال الربُّ ان غفَرتـمُ للناس زلاَّتـِهم يغفرْ لكم ابوكم السماوي أيضًا * وان لم تغفرِوا للناس زلاَّتهم فأَبوكم ايضاً لا يغفِر لكم زلاَّتكِم * ومتى صُمتم فلا تكونوا مُعبسين كالمراءين. فانَّـهم ينكّرون وجوهَهم ليظهروا للناس صائمين. الحقَّ اقول لكم إنَّـهم قد أَخَذوا أجرَهم * امَّا انتَ فاذا صمتَ فادهَن رأسَكَ واغسِل وجْهَك لئَلا تظهرَ للناس صائمًا بل لأَبيك الذي في الخِفية . وابوك الذي يرى في الخِـفيةِ يجازيك علانيةً * لا تكنِزوا لكم كنوزًا على الارض حيث يُفسِدَ السوس والآكلِةُ وينقُب السارقون ويسرِقون * لكن اكنِزوا لكم كنوزًا في السماء حيث لا يـُفسِد سوسٌ ولا آكلةٌ ولا ينقُب السارقون ولا يسرقون * لانَّـهُ حيث تكون كَنوزكم هناك تكونُ قلوبـَكم.

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين

أيها الأحباء:

هذا الأحد هو أخر أحاد تهيئتنا للصوم الأربعيني المقدس وهو ينهي الجزء الأول من فترة التريودي. إذ يوم غد الأثنين هو بدء دخولنا في خضم جهادنا الروحي إلا وهو الصوم الأربعيني المقدس. وهو الجزء الثاني من التريودي والذي ينتهي بسبت لعازر. فكنيستنا المقدسة علمتنا التواضع والتوبة والإنسحاق للحصول على الخلاص في مسيرة الجزء الأول من التريودي وصولاً إلى يوم الدينونة الرهيب. أما في هذا الأحد تملىء نفوسنا وذهننا وقود روحية لتقوية مسيرتنا الطويلة نحو المبتغى. ومن ضمن الوقود الروحية أو الاشياء الضرورية لهذه المسيرة هي الغفران والمسامحة.

اليوم هو تذكار نفي آدم من الفردوس، الإنسان خلق ليعيش في الفردوس بحياة شركة مع الله. لكن خطيئته حرمته من الله والمسيح مخلص العالم يفتح باب الفردوس لكل من يتبعه. وهذا الأحد هو ارتقاب لهذا الفردوس اذ ننتظر نور القيامة. يبتدئ انجيل هذا اليوم بوصية المغفرة: ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم ابوكم السماوي وان لم تغفروا للناس زلاتهم فابوكم لا يغفر لكم زلاتكم. انه أحد الغفران والمسامحة والمصالحة. نحن مدعوون لأن نغفر للناس زلاتهم ليس ثلاث مرات كما تحدد الشريعة الموسوية ولا سبع مرات استناداً الى تساؤل الرسول بطرس بل سبعة وسبعين مرة كما قال الرب. والرقم سبعة يرمز الى الكمال أي الى ما لا نهاية.

أحبتي: النص الإنجيلي لهذا الأحد يضعنا أمام هدف من أهداف الصوم، ألا وهو الغفران والمسامحة وأن يعرف الإنسان أنه خاطئ، وبالتالي كل إنسان خطاء "فالكل أخطأ وأعوزهم مجد الله"، فالصوم المقبول عند الرب الإله هو لمن يسامح ومن يغفر. عالمنا اليوم ينظر إلى الإنسان المسامح أنه ضعيف أو غبي، لأن في المفهوم الأرضي، القوي هو ذاك الإنسان الذي يأخذ حقه بيده أي ذاك الإنسان الذي يقسّي قلبه ويطرد الرحمة منه، وما أكثرهم اليوم، فلننظر ما يحدث حولنا؟ وما هو السبيل لكي نخرج من دوامة العنف، وكيف نقبل الآخر على أنه صورة الله ومثاله؟.

ان عدم المغفرة فهي قتل للاخر واننا اذ نفعل هذا نقطع انفسنا عن رحمة الله ومغفرته. كما يقول القديس يوحنا السلمي: "من طرح الضّغينة وجد الغفران ومن تمسك بها حرم الرحمة"، وأيضاً: "من يصلي وهو لم يغفر لقريبه يكون كمن يزرع في البحر".

ولكن ثمة من يقول يا أبونا نحن نعيش في مجتمع كله ذئاب مفترسة، كلنا بشر معرضين للاخطاء والهفوات. اصبح كل واحد منا مخطئاً نحو الاخر. ولكن الجواب على هذا: بكوني مسيحياً أومن بالذي صلب من أجلي وأنتم المؤمنين، أحباء المصلوب وابناء المصلوب، يجب ان تغفروا لمن أساء إليكم وأحسنوا إليهم، كما فعل معلمكم وإلهكم الرب يسوع في كل حياته، حتى في ساعاته الاخيرة وهو مرفوع كالمجرمين على الصليب كان مثالاً لنا بإن نقبل هفوات أولئك الذين لم يختبروا قوة الصليب والمصلوب عليه.

الإنسان عندما يتعرف على الرب ويلتصق به يتعلم منه أن يحب وعندها يحب أخاه ويغفر لأخيه. فالتصرف الجيد والغفران والمحبة، آتية من فوق لأنها تسكن فينا من خلال الرب الذي أحبنا وتعلمنا منه الوداعة لأنه وديع، وتعلمنا من الرب المحبة لأنه أحبنا، وهكذا نغفر لإخوتنا ولا نمسك عليهم شيئا حتى لا يمسك الرب خطايانا.

كل حياتنا الكنسية أو الروحية قائمة بان نقتدي وأن نتمثل بالذي احبنا أي أحب العالم، محبة لا تصفها الكلمات: غفر وسامح. ليس في العلاقات الأخوية من مكان للخصام والعداء.

أن الصوم الكبير هو موسم التوبة وتجديد العهود. موسم العودة إلى أحضان المسيح الذي فيه نحس بالدفء وحياة النعمة.

إنه الزمان الذي فيه "نخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور، لنسلك بلياقة كما في النهار" (رومية 13: 11). اذا يا احبائي من يريد ان يصوم ويفرح بالعيد عليه ان يصلي بالتواضع مثل تواضع المسيح ومثل صلاة العشار، وان يتوب بالصدق مثل الابن الشاطر وان يحب مثل محبة الله للإنسان وان يغفر ويسامح كما يغفر ويسامح الله.

لهذا وضع الصوم لكي يتدرب الانسان المؤمن على المحبة نحو الله والقريب، وضع الصوم لاصلاح الإنسان، وتغيير منهج حياته وعودته الى أصله واصالته الأولى أي إلى حياة الفردوس.

ومن مساء هذا اليوم نرفع الجبن عن موائدنا لندخل في الصوم. ان كان آدم طرد من الجنة بواسطة الاكل وموسى بالصيام عاين مجد الله، فلا بد لكل التائقين الى سكن الفردوس ان يبتعدوا عن الطعام غير النافع ويصوموا.

كما انه في المساء تُقام خدمة خاصة تُعرف بصلاة الغفران وهي خدمة غروب يطلب في أخرها بعدما يقرأ رئيس الكهنة أو الكاهن أفشين التوبة من المؤمنين السماح من بعضهم البعض للدخول في الصوم بقلب نقي.

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com