عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E التراث العربي المسيحي

28/8/2009
مفهوم كنيسة المشرق_ الحلقة السابعة

مفهوم كنيسة المشرق للاهوت الاسرار حسب منظور ثيودورس المصيصي

                                           التقديم  _ الحلقة السابعة

4. 1. قوة الأسرار

من الواضح أن ثيودوروس لا يشك في القوة الكاملة والتي لا لبس فيها لسر المعمودية، لأنه يقول ما: "نحن حقيقة نتقبل في المعمودية المشاركة في الولادة الثانية بدون أي شك" (64). وكما يقتبس من رسالة بولس إلى أهل رومية (6 : 3 - 4) يقول: "وكما عمدنا جميعاً في يسوع المسيح، إنما عمدنا في موته فدفنا معه في الموت بالمعمودية. فهكذا نحن أيضاً سوف نحيا حياة جديدة كما قام المسيح من بين الأموات بمجد الأب" (65). هذه المتعة الرمزية المستقبلية تشمل أيضاً، ومن خلال مفعول الكنيسة في الأسرار، المشاركة الحقيقية في ذلك المستقبل نفسه. الرمز يجعل المستقبل حاضراً في الطريق الحقيقي من خلال صلاة وطقوس الأسرار (66). لأنه في المعمودية "نتقبل الولادة الثانية بالأسرار كعربون تحقق بمفعول الروح القدس… والذي أيضاً وبدون شك يضمن مشاركتنا في المنافع المستقبلية" (67).

لاهوت الأسرار عند ثيودوروس يمثل النموذج التاريخي في الخبرة الإنسانية العامة. لقد أسس تناظر الأسرار من الحقيقة الطبيعية، والتي ربطها بعد ذلك بالخطة الخلاصية التي كشفها الله من خلال المسيح، وفي سياق هذا المفهوم بالنسبة لضرورة سر المعمودية والقربان المقدس للحياة الأبدية يؤكد ثيودوروس على:-

’’أننا بقدر ما نوجد في هذا العالم الحاضر، بفعل الولادة والغذاء - بالولادة نحن نقتني وجودنا وبتغذية أنفسنا نستطيع إدامة وجودنا. وبما أن أولئك الذين ولدوا سوف يموتون بالتأكيد إذا حرموا من الغذاء، كذلك هو الحال في العالم الآتي، الذي نولد فيه بالقيامة سوف نقتني وجودنا، وبما أننا نصبح خالدين، سوف نستمر في تلك الحالة‘‘ (68).

ولذلك فإن ثيودوروس يظهر أن هناك علاقة قوية بين المعمودية والإوخاريستيا، كتلك الموجودة بين "حدث الولادة" و "مادة الغذاء" كما أن وجود الإنسان يبدأ بالولادة ويستمر بالغذاء، كذلك الوجود بالأسرار والمشاركة بالقيامة، يبدأ بالمعمودية، ويغذى بالإوخاريستيا. الولادة بالأسرار تستمر بغذاء الأسرار، وهكذا فإن نظرة ثيودوروس للعلاقة بين المعمودية والقربان المقدس، هي نفسها في الحياة الطبيعية كذلك في الحياة الأسرار "ضرورة القربان المقدس تجري من نفس الطبيعة (وعلاقتها) بالمعمودية" (69). كما تقبلنا معموديتنا (أو الولادة الأسرارية) كذلك سوف نتقبل القربان المقدس، كغذاء الأسرار الذي يمدنا بعناصر الحياة حتى القيامة.

 

4. 3. الذكرى، الذبيحة، والآخرة

بالرغم من حقيقة كون القربان المقدس ذكرى آلام ربنا يسوع المسيح في المأكل والمشرب يشير ثيودوروس بوضوح "بالرغم من ذلك نحن نقوم في (عبادتنا) بذبيحة، وإنها من واجبات كاهن العهد الجديد تقديم هذه الذبيحة لأنه من خلالها (70) يظهر أن  الميثاق الجديد مصان" (71). بالنسبة لثيودوروس الاوخاريستيا ذبيحة لكنها ليست بالجديدة، ولا هي التي تتخذ لوحدها والتي يحتفل بها الكاهن بصورة استقلالية. إلى حد ما فالاحتفال بالاوخاريستيا في الكنيسة يعد ذكرى لذبيحة المسيح  الحقيقية على الصليب. يسوع قام نيابة عنا "بإنجاز عمل الكاهن الأعلى الحقيقي بتقديم ذاته قرباناً لله، الذبيحة ليست إلا نفسه، وسلم نفسه للموت من أجل الجميع وأصبح باكورة القائمين من الأموات وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الله ليمحق جميع أعدائنا…" (72). إن سر جسد ربنا ودمه هو أيضاً سر وحدتنا، كما يعلمنا ثيودوروس" في الحقيقة نحن جميعنا جسد واحد هو جسد المسيح ربنا (73) وجميعنا أعضاء بعضنا البعض (74)، والكاهن يشغل فقط دور العضو الذي هو أعلى من أعضاء الجسد الأخرى… (و) حسب دوره الكهنوتي يقوم بتوجيه الكل وقيادتهم ومثل اللسان يرفع صلوات الكل" (75). وفي نفس الوقت، فإن البعد الأخروي للأسرار حاضر بوضوح في تقليد كنيسة المشرق، لأنه وحسب ثيودوروس، الأسرار تضع المؤمن "في طبيعة طاهرة وفي منزلة أعلى" (76). ومن خلال الأسرار "كما من خلال الرموز يقترب (المؤمن) تدريجياً من الأمل المستقبلي (و) يحرز الإيمان بدون ارتياب بخصوص هذه المواهب… (لأن) وبعدهم على الأرض قد كتبت في رهبة الإلهام المجيد للعالم الآتي من خلال هذه الأسرار" (77). ويكرر هذا المفهوم أيضاً يوحنا بر زوعبي تجاه حقيقة الأسرار. وفي معرض شرحه للاوخاريستيا.

يشهد بر زوعبي بوضوح على حقيقة أننا نحتفل بالأسرار يوم الآحاد ’’لأجل أن نتذكر ما هو ماضي، وذلك الذي يأتي (78). الماضي هو قيامة ربنا، وآلامه، وموته لأنه ومن أجل خلاص الكل قد تألم وحوكم، وقام وصعد إلى السماء. وأما الذي سيأتي، فهو قيامة الجميع واكتساب الغبطة لأن الذي يؤمن به ويتناول جسده يرث السعادة‘‘ (79).

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com