عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

26/8/2009
السريان نبذة

السريان

نبذة

* السريان شعب عريق يرقى عهده إلى القرن السادس عشر قبل المسيح عُرفوا بالآراميين حتى حوالي القرن الخامس قبل المسيح ثمَّ سرياناً من بعده.
 
ويعني بالآراميين مجموعة القبائل التي كانت تتكلم اللغة السامية الشمالية والتي سكنت آرام في شمال بلاد الشام ثمّ توسعت حتى احتلت، في القرنين التاسع والثامن ق.م بلاد ما بين النهرين فانتشرت لغتهم في بلاد فارس والهند وعمّت بلاد الشام والجزيرة العربية. كما أّنها أصبحت اللغة الرسمية في الامبراطورية البابلية والفارسية ومكثت لغة الشعب في الشرق كله في عهدي الامبراطوريتين اليونانية والرومانية بها تكلّم يسوع المسيح، وبها كُتبت بعض من أسفار الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد.

 *
يساعدنا الكتاب المقدس – العهد القديم في نصوص عديدة لمعرفة أصل الآراميين وانتشار لغتهم ومواقع وجودهم ( تكوين 11 : 28 ... ) و ( 31 : 17 ... ) وبأنهم كانوا يسكنون، منذ القرن السادس عشر ق.م بلاد حرّان وآرام بين النهرين. ويمكن القول بأنّ القبائل الآرامية تطورت شأنها شأن القبائل الرُحّل الأخرى، حتى تركّزت في بقاع مجاورة حيث غزارة المياه وخصوبة الأرض. ( فامتزجوا ) بالقبائل المُستوطنة واستفادوا وأفادوا.
 *
وورد ذكر الآراميين تترى في العاديات الآشورية، وساوتهم هذه العاديات بلاخلميين الغزاة على ما ورد في ألواح تل العمارنة ترقى إلى 1375 ق.م ومن الأكيد أنهم اشتدّوا بأساً في حوالي 116 ق.م حتى كوّنوا دولة أرهبت الامبراطورية الآشورية.
 
وجاء في العاديات الآشورية أنَّ تغلات فلازار الأول ملك آشور، كان يفتخر بمهاجمته الآراميين ثمانية عشرة مرّة. إلاّ أنَّ الآراميين صمدوا أمام هول الدولة الآشورية بل واصلوا معاركهم حتى احتلوا أعالي الفرات وأقساماً هامة من وادي دجلة الأعلى. وفي الجيل الحادي عشر ق.م كانوا قد استحكموا بلاد الشام كله وتوغلوا في أعماق ما بين النهرين حتى أخذوا بابل، ونصَّبوا لهم فيها ملكاً آرامياً باسم أداد – افاليدين. وفي عهدهم سميت بابل وما يجاورها ببلاد كلدو وشعبها كلدانيين. وقد وردت هذه التسمية مرات عديدة في الكتاب المقدس.
 *
وما أطلَّ القرن التاسع ق.م حتى كان الآراميون يسيطرون على البلاد المحدودة شرقاً ببلاد فارس وغرباً بالبحر الأبيض المتوسط وشمالاً ببلاد أرمينية وىسية الصغرى وجنوباً بأقصى الحدود الجنوبية للجزيرة العربية. وبقيت الدولة الآشورية في القسم الأوسط من وادي دجلة كجزيرة وسط محيط من السيطرة الآرامية. إلاّ أنَّ ملوك آشور شنّوا حروباً دامت اكثر من مئة سنة احتلوا خلالها القاع الممتدة من اوسط دجلة حتى بلاد الفينيقيين على الساحل اللبناني. فانتهت ممالك الآراميين في قسميها الشمالي والغربي في عهد سرجون الثاني 720 ق.م بينما صمدت في بابل وما يجاورها من البقاع المسماة ببلاد كلدو. ولكنها سقطت هي أيضاً عام 689 ق.م تحت يد الآشوريين ثمَّ نهضت عام 626 ق.م لمّا ملك نبو بولاسار الآرامي وأعاد بناء بابل وتحالف مع الماديين والسيتيين لتدمير آشور.

 *
إنّ لفظة سرياني جاءت متأخرة. انها من عهد الامبراطورية اليونانية. والظاهر أنَّ هذه اللفظة    ( سرياني ) جاءت من سوروس وهو رجل آرامي الجنس استولى على بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين ومنهم سميت ببلاد " سوريا " وأهلها سريان.
 *
وتقول مصادر تاريخية موثوق بها مثل معجم ابن بهلول: " إنَّ كلمة سوريا مشتقة من سوروس الذي قتل أخاه وملك بين النهرين وسميت مملكته كلها سوريا ". وبأن " السريان كانوا قديماً يسمَّون آراميين، وإذا ملك منهم فيهم سوروس فحينئذٍ سمّوا سرياناً والبلاد سوريا ".
 
وغني عن القول بان اسم " السريان " لا يمكن أن يرتقي إلى أكثر من القرن الخامس قبل الميلاد، وإلاّ لورد ذكرها ولو مرّة واحدة في الكتاب المقدس والعاديات الآشورية علماً بأن الآشوريين والعبرانيين كانوا على اتصال مستمر بالآراميين.

 
وفي كل الأحوال، إذا كان نجم الآراميين قد بدأ بالأفول إدارياً وسياسياً منذ القرن الخامس قبل الميلاد، فإن حضارتهم ولغتهم أعطت للامبراطوريات المتعاقبة تراثاً فكرياً وغنى حضارياً لا يُضاهى. هذا فضلاً عن أن لغتهم بقيت لغة الشعب في جميع جنبات بلاد الشام وما بين النهرين. فالامبراطورية الفارسية والبيزنطية والعربية نهلت من تراث الآراميين – السريان واستعملت لغتهم وذلك حتى أجيال متأخرة من التاريخ الميلادي. ولقد بلغ السريان عمرهم الذهبي في الحضارة والعلوم في عهد العباسيين ( 750 – 1258 ) فزهت مدارسهم وعمرت أديرتهم وانتشرت مراكزهم العلمية في نصيبين والرها ورأس العين وقنشرين وانطاكيا وتكريت وملطية وبغداد وحرّان وجنديسابور. فنبغوا بالعلوم اللاهوتية وةالفلسفة والطب والكيمياء والمنطق ... من مثل أفرام ويعقوب ويعقوب الكندي وآل بختيشوع وآل حنين وابن الطيب وابن العبري وغيرهم كثيرون يضيف بنا المجال لذكرهم هنا. وتجدر الإشارة إلى أنَّ اللغة السريانية لم تزل حتى اليوم محكية في جميع قرى أعالي ما بين النهرين المسيحية، كما أنها لم تزل لغة الطقوس السريانية وقد استعملها أيضاً الأرمن حتى القرن السادس عشر والروم حتى الجيل السابع عشر كما أنَّ الصائبة، وهم فرقة آرامية – سريانية ما تنصرت ولا أسلمت، بقيت حتى اليوم على لغتها السريانية في كتبها الدينية والطقسية.

+ موقع السريان في امريكا                            

 

 

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com