عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E التقويم الطقسي

22/8/2009
تعليق القديس باسيليوس _23 آب 2009

تعليق للقديس باسيليوس الكبير
أيجوز أن نخلص ونحن أغنياء؟
للقديس باسيليوس الكبير "وإذا برجل دنا منه وقال له أيها المعلم الصالح ماذا أعمل من الصلاح لأرث الحياة الأبدية" (متى 19: 16)مما يستوجب المديح في الشاب الغني في الإنجيل انه عرف المعلم الحقيقي من دون أن يلتفت إلى جماعة الكتبة. ونسب اسم المعلم إلى المعلم الوحيد وانه كان مهتماً على ما يظهر ليرث الحياة الأبدية. ولكن، يبدو انه لم يلتفت بكليته إلى الصلاح الحقيقي لأنه سمع الدروس الخلاصية من المعلم لسماوي ولم يحفظها ولم يتمم نصائح الله للإنسان؛ قد دعا السيد معلماً، ولكنه لم يتمم واجبات التلميذ. اعترف بصلاح المخلص ولم يكترث لهباته. يسأل الحياة الأبدية ويستسلم للحياة الحاضرة بالكلية، وقد تظهر شهادته عن نفسه كاذبة أي محبته لقريبه كمحبته لنفسه لأن أمر المخلص له قد أثبت عدم وجود المحبة الحقيقية فيه أصلاً. فالاهتمام بالفقراء أمر متلف للثروة، وقد رأيناه مرتبطاً بثروته كارتباط أعضاء الجسد بعضها ببعض، وقد يحزنه فراقها بقدر ما يحزنه قطع عضو من أعضائه الضرورية.إن أُتلفت الثروة كما أوصى السيد تبقى في حوزة صاحبها. أما إذا تمسك بها فإنها تبتعد عنه. ان احتفظنا بالثروة لا تكون لنا. لكن، إن وزّعناها فلا نفقدها. إن ميل الشاب الإنجيلي يشبه مسافراً يرغب كثيراً في رؤية المدينة التي يقصدها، فسار بجدٍّ ونشاط حتى اقترب منها، فنزل في فندق خارج أسوارها، بدل أن يواصل اجتهاده ليدخلها. وهكذا أضاع أتعابه سدى. ومثل هذا المسافر تماماً أولئك الذين يصومون ويصلُّون ويتنهّدون من دون أن يساعدوا المحتاجين. فما المنفعة من فضائلهم المذكورة؟ "إنه لأسهل أن يدخل الجَمَل في ثقب الإبرة من أن يدخل غنيّ ملكوت السموات" (متى 19: 24).يجب أن نتصرّف بالثروة كأننا وكلاء عليها لا كمن له الحق أن يتلذّذ بها كما يريد. يجب على من رفض الثروة أن يسرَّ ويبتهج كأنه ترك ما لا يختص به وألا يحزن إذا حُرم منه حتى ولو تبع هذا الغنى صاحبه إلى الحياة الآتية فلا يجوز أن يهتم له لأن هذا الغنى سيتلاشى أمام المجد هناك. لكن، إذا كان لا بدّ من بقاء الثروة في هذا العالم فلماذا لا نبيعها ونأخذ الثمن مع الربح معنا.بماذا نُجيب الديّان العادل، نحن الذين نكسو الجدران لا الإنسان بالنسيج، ونزيِّن الخيول وننظر بلا اكتراث إلى أخينا الفقير. نعرض القمح للفساد ولا نطعم الجياع. نطمر الذهب في الأرض ولا نشفق على من اشتدّت بهم وطأة الفقر والعوز. فلنهتم لتكون نفوسنا كبيرة، لأنه مهمَا كان البيت عظيماً أو حقيراً فمصيره إلى الفساد.الثروة ضرورية للبنين! إنه لعذر جميل ينتحلونه بحجّة البنين ليرضوا نزعاتهم الخاصة. انه ينتظر أسباب الحياة ممن وهبها له. هل عندما أردت أن تكون أباً وسألت العليّ أن يهبك أولاداً أضفت إلى صلاتك ما يأتي:
أعطني أولاداً حتى أتجاوز وصاياك. أعطني أولاداً لا يحصلون على الملكوت السماوي!قد كان الغنى سبباً لفساد أخلاق الكثيرين. فانتبِه حتى لا تجعل واسطة لسقوط أولادك في الخطيئة بسهولة! لا تجعل الثروة التي جمعتها بالمشقّة والتعب وسيلة لذلك، حتى لا يقع عليك العقاب المزدوج لأنك قمت بأعمال كاذبة ومهّدت السبيل أمام الآخرين إليها. إن نفسك أقرب إليك من كل شيء فهيّئ لها قسماً من الميراث، أعدَّ لها الوسائط للحياة الغنية. وبعد هذا فرِّق الثروة بين البنين! كثيراً ما نرى أولاداً لم يرثوا مالاً من آبائهم وقد شادوا
بيوتاً عظيمة. فمن يشفق على نفسك إن أهملتها. لنسترح قليلاً من الكذب والنفاق، لنفسح مجالاً للعقل ليفكر إلى أين يؤدي الاهتمام كثيراً بالجسد! هل ينتظرنا سوى ثلاثة أذرع من الأرض؟ لماذا نجمع بأيدينا ما لا فائدة منه؟ وليس هذا فحسب! بل ما يصلح طعاماً للنار الأبدية، فمتى نَفيق من خُمارنا؟لنتصوّر أنفسنا أمام دينونة المسيح! بماذا نبرر أنفسنا عندما يصرخ المهانون إلى الحاكم العادل من أجل إهانتنا لهم؟ مَن نستأجر للدفاع عنا وقتئذٍ؟ أي الشهود نقدّم؟ كيف نقنع الحاكم الصادق؟ لا بلاغة بعد القبر. ولا يرافقنا إلى هناك مال أو جاه
أو رتبة. لنذكر مجيء المسيح إذ يقوم الذين عملوا البر إلى الحياة الأبدية، والذين عملوا الشرّ إلى الدينونة. لنذكر ذلك محوّلين الثروة الزائلة إلى زينة لنفوسنا. لنصدق المعلم الالهي الذي افتقر من أجل خلاصنا ليُغنينا بفقره. ولنتمم ما أمرنا به السيّد تماماً حتى نرث الحياة الأبدية بيسوع المسيح ذاته الذي له المجد والملك إلى دهر الداهرين آمين.المطران أبيفانوس
.


 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com