عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E اخبار مسيحية

19/8/2009
من هو هيرودس الملك

                           من هو هيرودس الملك ؟

 

هيرودس ابن أنتيبار وهو آدومى الأصل , وقد عينه قيصر والياً سنة 47 ق.م على اليهودية , وفى سنة 40 ق. م عينه مجلس الشيوخ ( السنات ) على الجليل وملكا على اليهودية ولما كان هيرودس آدومى وليس يهودى وملك على اليهود تحققت بتوليه الحكم النبؤة التى كتبت فى التكوين عن علامة مجئ السيد المسيح أنه سيولد عندما يملك على اليهود ملك ليس يهودى فقال : لا ينعدم رئيس من يهوذا ولا حاكم من بين رجليه حتى يأتى ذاك الذى قد حفظ له ( تك 49 : 10) ولم تتحقق هذه النبوءة حتى حيرودس الكبير الآدومى الجنس لأن اليهود هم الجنس الوحيد فى البلاد التى كانت تحت حكم الرومان كان مسموحاً لهم أن يحكمهم ولاة يهود أى أنه من عصر موسى النبى إلى حكم أوغسطس الأمبراطور الذى أعطى الحكم إلى هيرودس الكبير الذى كان أول أجنبى حكم اليهود وكان آدومياً من سلالة عيسو .أما أفريكانوس وكان كاتبا ومؤرخاً ممتازاً يقول : أن الذين كانت عندهم معلومات أدق أكدوا أن هيرودس كان ابن أنتيباير , وأنتيباير هو أبن شخص يدعى هيرودس من اهالى أشقلون وهو أحد المدعوين خداماً فى هيكل أبولوا \" عرف هيرودس أنه أول ملك يأتى فى التاريخ اليهودى ولم يكن يهودياً فقد حكم اليهود منذ ايام موسى يهوداً مثلهم فحكمهم قضاة ثم طلبوا أن يحكمهم ملوك مثل باقى الأمم ثم سباهم الملك نبوخذ نصر إلى بابل وبعد عودتهم من السبى إستمر اليهود محتفظين بنوع من الحكم الذاتى الأرستقراطى يتمثل فى حكم من الأعيان أو الأغنياء , وكان الكهنة يديرون الشؤون الدينية حتى إحتل بومبى القائد الرومانى أورشليم بالقوة , ودنس الأماكن المقدسة فدخل قدس الأقداس الهيكل الداخلى فقد أصر على أن يرى ما بداخل هذا الهيكل , وخرج دون أن يمس نفائسه وذهبه , وقد تعجب من تلك الديانة التى ليس لها إله منظور.وأسر بومبى القائد الرومانى أرستوبولس ملك اليهود وكاهنهم وأرسله مكبلاً بالقيود مع أولاده إلى روما , وأعطى هيركانوس أخ أرستوبولس رئاسة الكهنوت وفقدت الأمة اليهودية الإستقلال الحقيقى منذ ذلك الوقت ولكنها بقيت ثلاث سنوات فى يد هيركانوس إلى قفز هيرودس الكبير إلى كرسى الحكم فصارت منذ ذلك الوقت ولاية خاضعة خضوعاً تاماً للرومان .

وفى سنة 40 ق. م أستولى أنتيخوس على أورشليم بمساعدة البرثيين وأقام نفسه ملكاً عليها وأسر هيركانوس رئيس الكهنة وبأسره أنتهت سلالة رؤساء الكهنة الشرعيين , ولكن هيرودس الكبير قهر أنتيخوس فى سنة 37 ق. م .. وقد عاد هيركاتوس إلى أورشليم سنة 36 ق. م ولكنة لم يعطى وظيفة رئيس الكهنة , وصار هيرودس يعين رؤساء الكهنة الغير شرعيين وفى سنين ملكه التى كانت حوالى 31 سنة عين ما لا يقل عن ستة رؤساء كهنة , وقد أتبع الرومان بعد أن تولوا الحكم بعد موت أرخيلاوس  هذه العادة فى تعيين رئيس الكهنة , ومن موت أرخيلاوس وسقوط أورشليم سنة 70 م عين 19 رؤساء كهنة على ألأقل وقد أغلق هيرودس الكبير على رداء رئيس الكهنة بختمه ولم يسمح لرؤساء الكهنة أن يحتفظوا به لأنفسهم وأخذ هذا التقليد أبنه ومن بعده الرومان , وصار هيرودس أول أجنبى يحكم اليهود بعد أن وافق مجلس شيوخ الإمبراطورية الرومانية بواسطة أوغسطس على منح هيرودس الملك على اليهود .وفى هذا العصر ولد السيد االمسيح أى بالمعنى الإنجيلى وصارت الكلمة جسداً , وتبع ذلك خلاص الأمم المنتظر وتحققت النبوءة التى قالها الوحى الإلهى على لسان أشعياء النبى قبل ولادة السيد المسيح بمئات السنين ( راجع أشعياء 9: 2و 42: 6 و 49 :6 .. ألخ .. أقرأ أشعياء كله ستلاحظ أنه يتكلم على السيد المسيح لهذا سمى هذا النبى اليهودى النبى الإنجيلى ) وولد مسيحنا فى بيت لحم اليهودية وفقاً للنبوات كما أوضحنا سابقاً , وجاء مجوس من المشرق تابعين نجماً وسألوا : \" أين اليهود ملك اليهود \" وبالطبع لم يكن فى بيت هيرودس لأن السيد المسيح ولد ملكا وكاهنا ليملك إلى الأبد , وكان المجوس متحمسين محبين لأن يروا ذلك الطفل حاملين هدياهم بعد أن أعدوها من بلادهم فقبل أن يسجدوا بأجسادهم سجدوا له بأرواحهم فشتان إذاً بينهم وبين هيرودس , لأن هيرودس توهم أن مملكته الأرضية تتعرض للخطر , فصرف المجوس قائلاً : \" إن وجدتم الصبى أخبرونى حتى آتى أنا أيضاً وأسجد له \" وسأل علماء الناموس فى الأمة اليهودية فاليهود أيضاً ينتظرون ذلك الصبى الذى يحكم عليهم حكماً ويكون عليهم رئيساً مدنياً ودينياً كهنوتياً فأجابوه عن نبوءة ميخا النبى (متى 2) فقد أعلن الكتاب الإلهى أن ميلاد المخلص هو بيت لحم اليهودية ونادى الرب هذه المدينة قائلاً : وأنت يا بيت لحم لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لأنه منك يخرج مدبر يرعى شعبى أسرائيل \" وعلم الرب بنية هيرودس فى قتل الصبى فأرسل ملاكه إلى المجوس بعد أن وجدوا الصبى وقدموا هداياهم وقال لهم الملاك : \" إذهبوا من هذا الطريق لأن هيرودس مزمع أن يقتل الصبى \" وأنتظر هيرودس لرجوع المجوس ولما يأس من إنتظارة أصدر مرسوماً بقتل جميع أطفال بيت لحم وما حولها من الذكور من أبن سنتين فما دون بحسب الزمان الذى تحققة من اليهود ظنا منه أنه سيقتل يسوع مع أطفال بيت لحم الذين فى سنة وهكذا ناحت راحيل على أولادها المذبوحين ولكنها لا تريد ان تتعزى لأن المسيح نجا من الفخ الذى نصبه الصياد هيرودس وأمسكت شبكته أطفال آخرين إذ حملت يسوع أمه مريم ويوسف وسالومى إلى مصر فقد أعلمهما الرب بما سيحدث وحدد لهما بلد الهروب وهى مصر.كان هيرودس الكبير شديداً فى بطشة لهذا لم تزعجة الحوادث الخارجية فى حكمه على الشعب اليهودى , ولكن حياتة العائلية كانت مريرة وتكاثرت عليه الفواجع فقد كان متزوجاً من عشر زوجات ولهن أولاد تعاركن معاً وأكلتهن الغيرة , وقد قام هيرودس بقتل هيركانوس الذى كان رئيساً للكهنة وجد لأحب زوجاته مريم بسبب شكه فى التآمر عليه , وبعد ذلك قتل مريم نفسها , وفى سنة قتل أبنيها إسكندر وأرسطوبولس , وفى سنة 4 ق. م قتل أبنه الأكبر أنتيباتر , ولم يكتفى بذلك بل أثناء حكمه إقترف الكثير من حوادث القتل فقتل الكثيرين من أصدقائه واقاربه وأخلص معاونيه وكان يتهمهم بالخيانة أو لمجرد شكه فيهم .وأدت شهوته للحكم والسلطة ليس فقط لحوادث القتل الفردية السابقة بل تعدتها إلى محاولة قتل السيد المسيح وقتل أطفال بيت لحم , وحل الإنتقام الإلهى دون أبطاء ودون إنتظار موته , فبينما كان لا يزال حياً جعله يتذوق مقدماً ما كان مزمعاً أن براه بعد موته , ألا وهو العذاب الجسدى والأبدى .ذكر يوسيفوس المؤرخ فى وصف دقيق  لما اصيب به هيرودس من امراض فى جسده فقال : \" على أن مرض هيرودس إزداد شناعة لأن الله أوقع عليه القصاص بسبب جرائمة , لأن ناراً بطيئة إشتعلت فى داخلة لم تظهر لمن كان يلمسه , وزادت أحزانه الداخلية , إذ كانت له رغبه ملحة للطعام ولم يمكنه مقاومتها , وأصيب أيضاً بقروح فى ألمعاء , واصيب بصفة خاصة بألام فى القولون , كما اصيب بأورام مائية فى قدمية , وكان يشكو أيضاً من تعب ممائل فى بطنه , والأكثر من هذا أن عضوه السرى تحجر وكانت تخرج منه ديدان , وكان يجد صعوبة شديدة فى التنفس , وكان نفسه كريهاً بسبب الرائحة الكريهة وسرعة فى التنفس , ثم اصيب بتقلص فى كل أطرافه الأمر الذى أدى إلى عدم تمالكه لقواه \"

ورغم صراعه ضد هذه الأمراض وآلامها كان متشبثاً بالحياة وكان يأمل فى الشفاء منها وكان يريد الشفاء بأى ثمن وعندما كان يعبر الأردن كان يستعمل الحمامات الساخنة فى كاليرو (مدينة كانت شرق البحر الميت) التى كانت تفيض فى بحيرة الأسفلت ( وهو الأسم الذى أطلقة يوسيفوس المؤرخ على البحر الميت) ولكنها كانت مياة عذبه للشرب . وحاول أطباؤه فى تدفئة جسمه بوضعه فى برميل من الزيت الدافئ ولكن عندما غطس فيه ضمنت عيناه وأرتفعت إلى فوق كعينى شخص ميت , فصرخ خدامه ورفعوه فافاق من غيبوبته فأمر بتوزيع خمسين درهماً على خدامه وجنده وإعطاء مبالغ كبيرة لقواده واصدقائة .وعندما رجع إلى أريحا تملكته حاله سوداوية فقد امر بأن يجمع جنوده من كل المدينة رجال اليهودية , وحبسهم فى المكان المسمى بسباق الخيل , وقام بأستدعاء أخته سالومه  والأسكندر زوجها وقال لهم : \" أنا اعلم أن اليهود سيفرحون بموتى , ولكن قد ينتحب على ألاخرون ويقام لى جناز رائع إن كنتما مستعدين لأتمام أوامرى , عندما اموت تأمرا الجند بأسرع ما يمكن بقتل هؤلاء الرجال المحطوطين تحت الحراسة , لكى تبكى على كل اليهودية وكل بيت حتى رغم إرادتهم \" إلا أن سالومة وزوجها لم ينفذا أمره بعد موته .وقد ذكر يوسيفوس المؤرخ كما ذكرها أبن عم هيرودس واسمه أخيابوس أنه حاول الإنتحار عندما يئس من الشفاء وهرباً من الألام المبرحه التى كان يعانى منها فقد طلب تفاحه لأنه كان متعوداً أن تقشيرها وتقطيعها بسكين ثم تلفت حولة حتى يتأكد من عدم وجود شخص يراقبه وهم بطعن نفسه .وإستمر يقتل .. فقتل هيرودس أبناً آخر له هو أنتيباتر من زوجته الأولى دوريس ولكنه قطع رأسه بعد ان وعده انه سيخلفه فى الحكم وكانت التهمة التآمر عليه وذلك قبل موته بخمسة ايام فقط وقتل الثالث بناء على امره ايضاً معدلة

د. فيليب حردو ـ لندن

 

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com