عن الكنيسة

كاهن الكنيسة

جمعية الكنيسة

مواقع

C??????E

لقاء المراة الكنعانية_الاب انطونيوس مقار ابراهيم

لقاء المرأة الكنعانية بيسوع المسيح

لقاء الايمان والإصرار

الاب انطونيوس مقار ابراهيم

راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان

متى 15/21-28

مرقس7/24-30

 ثُمَّ خَرَجَ يسوعُ مِن هُناكَ وذهَبَ إِلى نَواحي صُورَ وصَيدا. وإِذا امرأَةٌ كَنعانيَّةٌ خارِجَةٌ مِن تِلكَ البِلادِ تَصيح: ((رُحْماكَ يا ربّ ! يا ابنَ داود، إِنَّ ابنَتي يَتَخَبَّطُها الشَّيطانُ تَخَبُّطاً شديداً فلَم يُجِبْها بِكَلِمَة. فَدنا تَلاميذُه يَتَوسَّلونَ إِليهِ فقالوا اِصْرِفْها، فإِنَّها تَتبَعُنا بصِياحِها فأَجاب: ((لَم أُرسَلْ إِلاَّ إِلى الخِرافِ الضَّالَّةِ مِن بَيتِ إِسرائيل ولَكِنَّها جاءَت فسَجدَت لَه وقالت: ((أَغِثْني يا رَبّ فأَجابَها: ((لا يَحسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ البَنينَ فيُلْقى إِلى صِغارِ الكِلاب فقالت: ((نَعم، يا رَبّ ! فصِغارُ الكِلابِ نَفْسُها تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الَّذي يَتساقَطُ عَن مَوائِدِ أَصحابِها فأَجابَها يسوع: ((ما أَعظمَ إِيمانَكِ أَيَّتُها المَرأَة، فَلْيَكُنْ لَكِ ما تُريدين فشُفِيَتِ ابنَتُها في تِلكَ السَّاعة.

 ومضى مِن هُناكَ ، وذَهبَ إِلى نواحي صور، فدَخَلَ بَيتا،ً وكانَ لا يُريدُ أَن يَعلَمَ بِه أَحَد، فلَم يَستَطِعْ أَن يُخفِيَ أَمرَه. فقد سَمِعَت به وَقتَئِذٍ امرَأَةٌ لَها ابنَةٌ صَغيرَةٌ فيها روحٌ نَجِس، فجاءَت وارتَمَت على قَدَمَيْه. وكانتِ المَرْأَةُ وَثَنِيَّةً مِن أَصْلٍ سوريٍّ فينيقيّ. فسَأَلَته أَن يَطرُدَ الشَّيطانَ عنِ ابنَتِها. فقالَ لَها : دَعي البَنينَ أَوَّلاً يَشبَعون، فلا يَحْسُنُ أَن يُؤخَذَ خُبزُ البَنين، فيُلقى إِلى صِغارِ الكِلاب فأَجابَت: ((نَعَم، يا ربّ، ولكِنَّ صِغارَ الكِلابِ تَأَكُلُ تَحتَ المائِدة من فُتاتِ الأَطفال فقالَ مِن أَجْلِ قولِكِ هذا، اذْهَبي، فقَد خَرَجَ الشَّيطانُ مِنِ ابنَتِكِ فرجَعَت إِلى بَيتِها، فوَجدتِ ابنتَها مُلقاةً على السَّرير وقَد خَرَجَ مِنها الشَّيطان.

 

مقدمة:

الكنيسة بقرائتها لهذا النص تبين أهمية الإيمان بيسوع المسيح في حياتنا، وكيفية السير في الطريق الذي يجب علينا أن نسلكه

الحدث والمكان:

الحدث هو : لقاء المرأة الكنعانية بيسوع المسيح ملتمسة منه نعمة الشفاء لإبنتها وتحريرها من خبث الشيطان ومن جهة ومن جهة أخرى طلبرحمةٍ وخلاص لها.

المكان هو :  مدينة صور ومدينة صيدا التي وصل إليها يسوع قادماُ من -الجليل ومن هناك ذهب الى صيدا حيث كانت صور وصيدا من أشهر المواني على ضفاف االبحر المتوسط جهة الشمال من أسرائيل كما عرقت صور وصيدا بالثراء وإزدهار التجارة والعلاقة الطيبة مع أسرائيل أيام داود الملك(2صم5،11ولكن بالرغم من هذه الميزة غرقت المدينة في الشر والفساد حتى إن ملكها  أدعى الالوهية(خز1:28)) حتى أن كثرة الشر قيها جعلها تفرح بتدمير أورشليم سنى 586ق.مكي تتخلص من منلفستها وتزداد ثراء وإزدهار.

يتحدث القديس متى عن المرأة ويقول"إنها كنعانية"[1]  والقديس مرقس يقول أنها وثنية من أصل فينيقي  ويبدو أن هذه المرأة  عرفت القليل عن المخلص ابن داود يسوع المسيح ، فخرجت من محيطها المنغلق احياناً على ذاته والمحلد في كثير من الاحيان نتيجة وثنيتها لتلتقي به. عرفت بأن لدى يسوع الرحمة والحنان والشفاء  وإن ما يهمنا ليس أصلها إن كانت كنعانية أو فينقية أنما يهمنا هو ذهاب يسوع اليها حاملاً لها الخلاص، لذا، إتجه نحوها ليكون لقائهما خارج مدينتها " وكأننا هنا امام مقولة داودد النبي " اسمعي يا بنت وانظري واميلي اذنك وانسي شعبك وبيت ابيك فيشتهي الملك حسنك لانه هو سيدك فاسجدي له." هذه المرأة لقد تممت هذه الوصية وخرجت من شعبها وتركت بيت ابيها تطلب الملك الحقيقي. والمشهد الانجيلييصف لنا تحقيق هذه المقولة "فجاءت وإرتمت تحت قدميةأي إنها سجدت وأمنت"

وهنا ما يهمنا حقيقةً إستعدادها لقبول الخلاص من رب الخلاص الحقيقي لأنه كما قال سمعان الشيخ عنه "أنه نوراً تجلى للأمم "كما أنه جاء لأجل الخراف الضالة من بيت إسرائيل .

نلاحظ أن المسيح قبل يأتي الى نواحي صور وصيدا كان في الجليل يتحدث مع الكتبة والفريسين الآتين من أورشليم عن قضية هامة قد طُرحت أمامه وهي "الاغتسال والتطهير" حيث شدد يسوع على أهمية الطهارة الداخلية أي تطهيرالقلب  بالارادة المقدسة وحياة القداسة والصلاح والسلوك بالحق وعدم شهادة الزور  والغش والتجديف على الله وعلى الانسان  وتشويه سمعة الاخرين إذاً ما يطلبه يسوع منا اليوم هو حياة الطهارة الحقيقة وليست الطهارة الشكلية " غسل الايدي وكافة المظاهر الخارجية" .

موقف يسوع :

كلنا نعلم أن ارادة الله الكامنة في المسيح هي خلاص جميع الناس مها كانت خطيئتهم ومهما كان موقفه ضعب أو قاسي فهة في هذا اللقاء جرب إيمان المرأة الكنعانية لا هدف تحقيرها او معاقبتها بل لكشف عمق إيمانها الذي به تمكنت من أن تكون قوية وتتحمل التجربة بعزم ثابت وصلابة وصمود وقوة وإصرار فلم تضعف ابداً حتى امام تجارب الشيطان الذس كان يصارع ابنتها المريضة،فبإيمانها وصبرها وثقتها حملت معاناتها وتوجهت نحو يسوع المسيح نبع الشفاء ونبع الحياة والخلاص، مصدر القوى والانتصار على الشيطان وسحقه وقهره توجهت نحو المسيح مدفوعة من إيمانها العميق والدفين في داخلها متضرّعه ولم تشك في قدرته على شفاء وخلاص ابنتها فطلبت ونالت، لأنها امنت بعمل المسيح ورحمته.

“عظيمٌ إيمانك”

هذا هو فرح المسيح وتقديره وإعجابه  بإيمان وتوبة البعيدين عنه وإنتهاء الشر من حياتهم وتصحيح الطريق والمساريا امرأة عظيمٌ إيمانك ليكن لكِ كما تريدين” بهذا يؤكد المسيح خروجها منتصرة ، فكان لديها رجاء، ورجائها مبني على إيمانها بمحبة المسيح للعالم. نحتاج لإيمان ننتصر به على التجارب ونتجاوز معوقات الشيطان الكثيرة،

اعتراف المرأة:

أنا أمرأة أنتسب الى الكنعانيين المنبوذين من اليهود متزوجة وروزقت بإبنة أحبها جداً  ولكنهعا كانت مريضة وواقعه في قبضة الشيطان وقد سمعت عن يسوع المسيح الذي من اليهود ولم أخجل أو أخاف من العدواة الموجودة بيننا فقررت التقدم نحوه ملتمسه منه شفاء ابنتي لأنه هو وحده قادر على فعل ذلك، ولما لا وهو الذي أحب الفقراء والمساكين وشفى منكسري القلوب وحرر الاسرى والعبيد وبشر بملكوت الله معرفتي هذه كبرت في قلبي الثقة والرجاء فأتيت وسجدت وارتميت عند قدميه ودأ الحوار بيننا ومن هنا كانت نقطة المصالحة والادراك الحقيقي لملكوت الله وشريعته شريعة المحبة الكاملة والشاملة.

لم اتضايق أبداً من لهجة يسوع التى كانت قاسية وكثير من الذين كانوا موجودين اندهشوا  وأستغربوا وأنا فرحت وقبلت وتجاوبت معه وقلت حتى الكلاب الصغيرة تأكل من موائد أسيادها ومن ثم رفعت عينيى نحوه ونظرت اليه وهو نظرا إلىّ وإمتزجت نظرتي البائسة والمتحطمة بنطرته الشافية ولمس قلبه الحنون قلبي المحترق فيّ.وقوته بضعفي وشفائه بمرض ابنتي التى شفيت في الحال وهو بذاته مدح إيماني بقوله ياإمراة عظيم هو إيمانك وهنا شعرت بكرامتي الانسانية وبدورى في الحياة والمجتمع وإعادة البهجة والسرور والرضي لحياتنا الأسرية.

اخوتي الاحباء:

يشكل لقاء يسوع مع المراة الكنعانية  ذروة ثمار الرسالة الانجيلية بين الوثنيين. وهذا ما تجلى في ايمان المرأة الوثنية المطلق بيسوع . اذ استجاب لايمانها العظيم وقال كلمة لم يقلها لاحد :" فليكن لك كما تريدين تعطيناهذه المرأة درساً مهماً لحياتنا في المواظبة على حياة الصلاة المستمرة من أجل خلاص الذات وربح الاخرين الأقرباء والاحباء الذين تربطنا بهم صلات قرابة وحتى من لاتوجد معهم أي قرابة لأن المسيح وحده يجمعنا وفي حدة الايمان والمحبة لنصل بهذا الاتحاد الى حياة الانتصار الكامل على العالم ومغرياته وشهواته التى تكبل الجسد والعين وتعظم المعيشة  . صارت هذه المرأة الكنعانية الملحدة الوثنية إبنة لإبراهيم ومثالا ومثلا للمؤمنين في العالم الوثني كما كان زكا العشار إبناً لإبراهيم مثلا للتائبين في الشعب اليهودي وكانت المكافأة له من المسيح " اليوم صار الخلاص لهذا البيت" وكان ردالفعل من زكا تجاه عمل المسيح الخلاصي "التوبة "وقال سأرد لكل من ظلمته أربعة أضعاف وسأوزع نصف اموالى للمساكين". وهكذا المرأة الكنعانية حلمت برجاءثابت فيالمسيح قدرته على الرحمة والشفاء ونالت المكافأة من المسيح بقوله لها "ليكن لك ما تريدين" وعظيم هو أيمانك ياأمراة" وقال المسيح " الحق اقول لكم لم اجد مثل هذا الايمان عند احد في اسرائيل ( متى: 8- 10).

وإن كنت تود أن تسمع الرب يخاطب نفسك ويمدح ايمانك فعليك ان تقوم بالتوبة حالا والعودة إليه فإن ما نعيشه اليوم في مجتمعنا وحياتنا الروحية وعلاقتنا مع الله ركيزته الاساسية ونقطة إنطلاقه هوالايمان الذي يتخطى الصعوبات والتحديات التى في الكثير من الاحيان تعرقل مسيرتنا نحو الخلاص لذا أساس حياتنا  الروحية هو  الايمان بيسوع الاله الذي يؤدي بنا الى الخلاص وينقذنا من الخطية وعبودية الشيطان ويسمو بنا ويجعلنا ابناء الله الحقيقيين المنتصرين على الشر والخطيئة والمملؤوين من النعمة والفضيلة ومتحدين مع المسيح شريطة أن يكون لنا فكر المسيح وسلوكه وطريقة حياته

لنضع ذواتنا وأفكارنا وحياتنا للمسيح ونملكه عليها بأنّه سيّدُ حياتنا، مدعوّين إلى قبول عطيّة ذاته لنا بالكامل في سرّ الإفخارستيّا، مهما واجهنا من صعوبات فهو وحده يعرف إحتياجاتنا. فلنؤمن أنّ السّلام والشفاء الروحيّ هما عطيتان مجّانيّتان اُفيضَتا عن رحمة الله بواسطة موت وقيامة يسوع المسيح لأنّ الله يكون قد كشف لنا ذات الحبّ الّي فيه، وأحلّ فينا سلامه، ووهبنا شفاء النفس ِ، جاعلاً منّا خليقته الجديدة. فطوبى لمن يقبل ويثبت، لأنّه يكون قد حمل يسوع الحبّ، يسوع السلام، يسوع الخلاص، للعالم أجمع

 



[1] -الكنعانيون هم من أصل كنعان احد أبناء حام وقد استوطنوا فلسطين، المنطقة ما بين صور وصيدا إلى غزة في العصور الأولى للتاريخ. حيث كان لهم عدة ألهة ، وكانوا منبوذين من اليهود، لأنهم يمثلون سكان فلسطين الأصليين، و يلقِّبونهم بالكلاب

 Copyright © 2009-2024 Almohales.org All rights reserved..

Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com